من هم الطلبة؟
الجمعة / 14 / رمضان / 1443 هـ الجمعة 15 أبريل 2022 00:00
أريج الجهني
«الطالب شخص يبلغ عمره ما بين الثامنة عشرة والواحد والعشرين عاما، ويدرس بدوام كامل بعد إنهائه المرحلة الدراسية مباشرة»، هكذا ورد في فصل (مسيرة الطلبة في الجامعات من كتاب: الجامعات والكليات مقدمة مقتضبة تأليف ديفيد بالفريمان وباول تيمبل وترجمة سعادة المستشار الأستاذ الدكتور فايز الفايز والمختص بالتعليم). لقد وفق الفايز في اختياره للكتاب وترجمته حيث يبحث في صميم التعليم العالي والجامعات والحوكمة والمستقبل لهذا القطاع. ناقش الفصل أيضا فئات الطلبة وهو ما أثار اهتمامي رغم وجود فصول أخرى، حيث أجد أننا اليوم أمام تحول نوعي في مفهوم الطالب، وهو ما تطرق له بالفعل حيث تم تضمين العديد من الأشكال والفئات فهناك الطلبة الأكبر سنا وكذلك فكرة الطالب النموذجي التي لم يعد لها تأطير مع موجة التنوع والاختلافات الاجتماعية.
من هم الطلبة؟ قبل أن نفكر في هذا السؤال؛ علينا أن نرجع قليلا لشكل الحياة ما قبل التعليم الرسمي، فالإنسان منذ أقدم العصور تحثه رغبته وفضوله ويحركه الشك؛ مع الوقت بات للطلبة مراحل ومستويات. نهضت الجامعات وتفاوتت المعارف وتجذرت التخصصات والمحك الأساسي من وجهة هو الفائدة الملموسة من العلم. فكم عدد المخرجات حول العالم؟ وأين تكمن القوى البشرية المؤثرة في تحويل حياة البشر للأفضل؟ هارفرد، أوكسفورد وكامبردج وغيرها من الجامعات (الكونية) التي سميت بهذا الأسم لأن تأثيرها لا يقف على أسوارها بل يمتد لأصقاع الأرض كافة، ومن منا لم ينل جرعة أو جرعتين من لقاح أسترازينكا؟ نعم هي حصون العلم وقلاع القوة الحقيقية. فالطالب هو القلب النابض للمعرفة وبدونه لا تحدث العملية التعليمية، ولو تأملنا لوجدنا أن قليلا هم «الطلبة» بالمفهوم الحقيقي وبمعنى الطالب (الطالب للعلم) وهو لا يلام في هذا إنما هو خلل منظومي يستدعي الاستدراك والتصحيح قبل أن نتحدث عن الخصخصة والربح في التعليم.
«يجد السياسيون أنه من الأسهل إلقاء اللوم على الجامعات لكونها لا تفعل الكثير، بدلا من السعي لمعالجة الحرمان الاجتماعي» هكذا ناقش الكتاب فكرة المد والجزر بين المجتمع ونظرتهم المضطربة للتعليم العالي، فالمجتمع يريد من الجامعة أن تعلم الطالب وأن توظفه وأن تقوّم سلوكه دون أن يصلها الدعم من المجتمع المحلي، بل إن شدة مركزية الجامعات لدينا خلقت أنماطا مشوهة من السمعة حول التعليم. إذاً وأمام التحولات الآنية والقادمة علينا أن نفكر جيدا ماذا نريد من التعليم العالي؟ وكيف نكسر القالب القديم لفكرة (الطالب المثالي) ليس لندخله في قالب جديد فأنا ضد النمذجة ومع تعزيز الحرية الفردية لكل طالب في رسم مساره المعرفي، لذا أجد أن إضافة المزيد من المقررات الحرة والتخصصات البينية ضرورة، بل كثيرا ما نحتاج لدمج طلبة التخصصات التعليمية والتربوية بقطاعات الإعلام والأعمال وعدم ربط القبول بعمر محدد حتـى يتمكنوا من اللحاق بالركب.
الجامعات اليوم أمام تحديات حقيقية، أسواق تنافسية مفتوحة واعتمادات أكاديمية صارمة ووعي مجتمعي متفاوت وديموغرافية شاسعة جدا تستوجب إيقاف المركزية ودعوة القطاع الخاص للاستثمار، أخيرا ورسالة لصناع القرار في التعليم إن أكبر ما تعاني منه معظم الجامعات السعودية حسب مشاهداتي من عام ٢٠٢٠ هو غياب «الاتصال الداخلي» وضعف الحضور الاتصالي بشكل عام؛ وهذا يؤثر على العملية التعليمية والطلبة، بالمقابل أشاهد فجوة شاسعة في الاتصال الإيجابي بالوزارات الأخرى، بل يوجد شلل في العلاقات الإنسانية وتوجس غير مفهوم. وكما يتعلم الأطفال من والديهم فإن الطلبة يقتبسون سلوكياتنا شئنا أم أبينا ويخرجون للميدان إما سفراء فخورين أو محطمين ومحبطين. نعم نحن من يقع علينا كامل المسؤولية في خدمة الطلبة وتحسين تجربتهم، وتعليمنا بإذن الله قادر على هذا وأكثر.
من هم الطلبة؟ قبل أن نفكر في هذا السؤال؛ علينا أن نرجع قليلا لشكل الحياة ما قبل التعليم الرسمي، فالإنسان منذ أقدم العصور تحثه رغبته وفضوله ويحركه الشك؛ مع الوقت بات للطلبة مراحل ومستويات. نهضت الجامعات وتفاوتت المعارف وتجذرت التخصصات والمحك الأساسي من وجهة هو الفائدة الملموسة من العلم. فكم عدد المخرجات حول العالم؟ وأين تكمن القوى البشرية المؤثرة في تحويل حياة البشر للأفضل؟ هارفرد، أوكسفورد وكامبردج وغيرها من الجامعات (الكونية) التي سميت بهذا الأسم لأن تأثيرها لا يقف على أسوارها بل يمتد لأصقاع الأرض كافة، ومن منا لم ينل جرعة أو جرعتين من لقاح أسترازينكا؟ نعم هي حصون العلم وقلاع القوة الحقيقية. فالطالب هو القلب النابض للمعرفة وبدونه لا تحدث العملية التعليمية، ولو تأملنا لوجدنا أن قليلا هم «الطلبة» بالمفهوم الحقيقي وبمعنى الطالب (الطالب للعلم) وهو لا يلام في هذا إنما هو خلل منظومي يستدعي الاستدراك والتصحيح قبل أن نتحدث عن الخصخصة والربح في التعليم.
«يجد السياسيون أنه من الأسهل إلقاء اللوم على الجامعات لكونها لا تفعل الكثير، بدلا من السعي لمعالجة الحرمان الاجتماعي» هكذا ناقش الكتاب فكرة المد والجزر بين المجتمع ونظرتهم المضطربة للتعليم العالي، فالمجتمع يريد من الجامعة أن تعلم الطالب وأن توظفه وأن تقوّم سلوكه دون أن يصلها الدعم من المجتمع المحلي، بل إن شدة مركزية الجامعات لدينا خلقت أنماطا مشوهة من السمعة حول التعليم. إذاً وأمام التحولات الآنية والقادمة علينا أن نفكر جيدا ماذا نريد من التعليم العالي؟ وكيف نكسر القالب القديم لفكرة (الطالب المثالي) ليس لندخله في قالب جديد فأنا ضد النمذجة ومع تعزيز الحرية الفردية لكل طالب في رسم مساره المعرفي، لذا أجد أن إضافة المزيد من المقررات الحرة والتخصصات البينية ضرورة، بل كثيرا ما نحتاج لدمج طلبة التخصصات التعليمية والتربوية بقطاعات الإعلام والأعمال وعدم ربط القبول بعمر محدد حتـى يتمكنوا من اللحاق بالركب.
الجامعات اليوم أمام تحديات حقيقية، أسواق تنافسية مفتوحة واعتمادات أكاديمية صارمة ووعي مجتمعي متفاوت وديموغرافية شاسعة جدا تستوجب إيقاف المركزية ودعوة القطاع الخاص للاستثمار، أخيرا ورسالة لصناع القرار في التعليم إن أكبر ما تعاني منه معظم الجامعات السعودية حسب مشاهداتي من عام ٢٠٢٠ هو غياب «الاتصال الداخلي» وضعف الحضور الاتصالي بشكل عام؛ وهذا يؤثر على العملية التعليمية والطلبة، بالمقابل أشاهد فجوة شاسعة في الاتصال الإيجابي بالوزارات الأخرى، بل يوجد شلل في العلاقات الإنسانية وتوجس غير مفهوم. وكما يتعلم الأطفال من والديهم فإن الطلبة يقتبسون سلوكياتنا شئنا أم أبينا ويخرجون للميدان إما سفراء فخورين أو محطمين ومحبطين. نعم نحن من يقع علينا كامل المسؤولية في خدمة الطلبة وتحسين تجربتهم، وتعليمنا بإذن الله قادر على هذا وأكثر.