15.000.000 وفاة ؟!
محنة الصين تتعمق.. الإغلاق يشمل مدناً ومحافظات والإصابات تتزايد
الأحد / 16 / رمضان / 1443 هـ الاحد 17 أبريل 2022 03:42
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
العدد الرسمي لوفيات كوفيد-19 خلال سنة 2021 هو 6 ملايين وفاة؛ وهو العدد الذي تبلغ عنه الحكومات بشكل رسمي، غير أن منظمة الصحة العالمية ترى أن العدد الحقيقي لوفيات كوفيد-19 في تلك السنة يتجاوز 15 مليون وفاة، وجاء ذلك التقدير نتيجة أبحاث واستقصاءات قام بها عدد من العلماء في أرجاء العالم. غير أن صحيفة «نيويورك تايمز» أشارت أمس (السبت) الى أن ذلك الإحصاء كان جاهزا للإعلان عنه منذ أشهر. بيد أن الاعتراضات التي أبدتها الهند حالت دون ذلك. وتنصب اعتراضات الهند على ما توصل إليه العلماء في شأن عدد من توفوا بالوباء العالمي من مواطنيها. وطبقاً لتقديرات العلماء المفوضين من قبل منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من ثلث الـ9 ملايين وفاة الإضافية حدثت في الهند. لكن حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تتمسك بأن عدد وفياتها لا يتجاوز 520 ألفاً. ونسبت «التايمز» الى مصادر مطلعة قولها إن منظمة الصحة العالمية ستعلن رسمياً أن الهند رُزئت بما لا يقل عن 4 ملايين وفاة بفايروس كورونا الجديد. ويعتمد إحصاء منظمة الصحة العالمية على الأرقام المعلنة رسمياً، إضافة الى بلاغات من المجتمعات المحلية، واستطلاعات أسرية، وعدد من النماذج الإحصائية. ويشمل الإحصاء الجديد الوفيات الناجمة عن الإصابة المباشرة بكوفيد-19، وتلك الناجمة عنه بشكل غير مباشر، كعدم حصول المصابين بأمراض أخرى على رعاية صحية نتيجة حال الطوارئ الوبائية. واختارت المنظمة العالمية عدداً من المتخصصين في الديموغرافيا، والصحة العمومية، والإحصاء، والبيانات لإعداد المحصلة العالمية لوباء كوفيد-19، وكانت المنظمة تزمع نشر نتيجة دراستها في يناير 2022، غير أن الاعتراضات الهندية حالت دون ذلك. وأكدت «التايمز» أمس أن مسؤولي المنظمة أكدوا أنهم سيعلنون العدد النهائي خلال أبريل الجاري. وترى الهند أن الوسائل العلمية التي اتبعها علماء المنظمة المكلفون بهذا الإحصاء ليست «تمثيلية» بقدر كافٍ. بيد أن الهند ليست وحدها في هذا الموقف؛ إذ إن البرازيل وإندونيسيا اعترضتا أيضاً على تقديرات علماء منظمة الصحة العالمية لعدد وفيات بلديهما.
وعلى صعيد آخر، يبدو أن الأزمة الوبائية التي تشهدها الصين منذ أسابيع تتفاقم، على رغم التدابير القاسية التي اتخذتها بكين لمكافحة الإصابات الجديدة. فقد تجاوز عدد الإصابات الجديدة في شنغهاي المغلقة منذ أكثر من أسبوعين 23.500 حالة جديدة أمس الأول. وأشارت رويترز أمس الى أن نحو 373 مليون صيني -يمثلون ربع عدد سكان الصين- يخضعون لقيود صحية وإدارية صارمة جراء الأزمة الصحية؛ خصوصاً منع التنقل. وكان الرئيس الصيني تشي جيمبنغ قطع الطريق الأسبوع الماضي أمام أي تكهنات باحتمال تخلي الصين عن سياسة «صفر كوفيد» التي تنتهجها. وفيما يتواصل الإغلاق المفروض على شنغهاي؛ أكدت التقارير ارتفاع عدد الحالات الجديدة في منطقة سوجو، المجاورة لشنغهاي، حيث قررت السلطات المحلية فرض الإغلاق على مدينة كونشان. وأدى ذلك الى توقف العمل في أكثر من 30 مصنعاً، أبرزها المصنع الذي ينتج هواتف آيفون التابع لمجموعة بيغارتون. وفي محافظة شانكسي الواقعة شمالاً؛ أعلنت السلطات إغلاق 6 أحياء في قلب عاصمة المحافظة مدينة تايويوان، التي يقدر عدد قاطنيها بـ5.3 مليون نسمة. وتشهد مدينة غوانجو الجنوبية الصناعية مزيداً من القيود الصحية، في مسعى لكبح العدد المتزايد من الإصابات الجديدة. وشملت التدابير وقف التعليم الحضوري بالمدارس والجامعات، وإغلاق بعض محطات قطارات المترو.
ذكر تقرير حديث للمراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أنه على رغم أن اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد أدى الى انخفاض طفيف في عدد حالات عدوى الأمراض الجنسية مطلع سنة 2020؛ إلى نحو 2.4 مليون حالة؛ فإن العدد عاد للارتفاع في وقت لاحق من السنة نفسها؛ على رغم قرارات الإغلاق التي تم تطبيقها آنذاك. وأشارت بلومبيرغ أمس الى أن إجراءات الإغلاق والتباعد الجسدي لم تكن كافية لكبح تفشي عدوى الأمراض الجنسية، مثل الزهري، والسيلان. وعزا التقرير ذلك التزايد في حالات الأمراض الجنسية الى تناقص فرص زيارة الأطباء والعيادات خلال فترات الإغلاق، وتحويل الموارد الصحية لمكافحة الوباء بدلاً من العناية بالمشكلات الصحية الأخرى. وأشار الى أن حالات الإصابة بالسيلان ارتفعت في أمريكا بنسبة 10% عما كانت عليه في 2019، فيما ارتفع عدد الإصابات بالزهري بنسبة 7%. وأضاف التقرير أن سنة 2020 شهدت تشخيص إصابة أكثر من ألفي مولود بمرض الزهري، الذي انتقلت عدواه إليهم عن طريق أمهاتهم المصابات. وهو أكبر عدد في هذه الفئة منذ نحو 5 سنوات.
منحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيصاً تحت بند الطوارئ الصحية لفحص ابتكرته شركة فريسكو، التي يوجد مقرها في ولاية تكساس. ويعتمد الفحص الجديد على عينة من الهواء الذي يتنفسه الشخص المراد فحصه. وتظهر نتيجة التحليل في غضون 3 دقائق. واشترط الترخيص أن يوضع الجهاز الجديد في العيادات الطبية، والمستشفيات، أو محطات الفحص المتنقلة. ويقوم الجهاز بتحليل العوامل الكيماوية في نَفَس الشخص الخاضع للفحص. وأوضحت الهيئة الأمريكية أن الجهاز تمت تجربته على 2409 أشخاص، وقد قام بتأكيد إصابات بنسبة 91.2%، وإثبات عدم إصابة آخرين بنسبة 99.3%. وأعلنت شركة فريسكو أنها تأمل بأن تتمكن من صنع 100 جهاز فحص أسبوعياً. وأضافت أن جهازها الجديد يمكن أن يقوم بتحليل 160 عينة يومياً. وأكدت أن هذا الجهاز القائم على تحليل عينات من نَفَس الإنسان هو الوحيد من نوعه المتاح للاستخدام التجاري. وأوضحت هيئة الغذاء والدواء أن الجهاز الجديد يقوم بتشغيله أشخاص مؤهلون تم تدريبهم مسبقاً على تشغيله، تحت إشراف المسؤولين الصحيين.