استيطان بنكهة خمينية!
السبت / 22 / رمضان / 1443 هـ السبت 23 أبريل 2022 23:56
محمد مفتي
مع ازدياد تدخل النظام الإيراني مؤخراً في المنطقة واستغلاله للعديد من المتغيرات، بالتوازي مع ردود الفعل الدولية الباهتة تجاه ملفه النووي، نجد أن هذا التدخل بدأ يتخذ في كل دولة من دول الجوار شكلاً مختلفاً عن الآخر، ففي لبنان يتمترس من خلال دعمه اللا محدود لحزب الله الذي يعتبر الحاكم الفعلي للبنان، بكل الفساد الذي يستشري في مؤسساته الفرعية، وهو يتحدى أي سلطة شرعية في الدولة ويعرقل أي تسوية سلمية فيه ليتشتت الجميع ويبقى هو القوة الوحيدة المتماسكة.
بينما يتخذ في سوريا شكل التدخل لحماية النظام السوري الذي كان أقرب للانهيار والتداعي بصوره نهائية خلال أعوام قليلة ماضية، أما في العراق فقد فضل النظام الإيراني تبني نظام السيطرة بالوكالة من خلال دعم بعض الميليشيات والموالين لها في الدولة العراقية، والهدف الجلي هو رغبة الزمرة الخمينية في تأسيس قاعدة شعبية وطيدة ومتنامية تدين بالولاء لإيران مذهباً وتوجهاً سياسياً وأيديولوجياً أيضاً، أما في اليمن، التي لا تتشارك في أي حدود جغرافية مع إيران، ولا تجمعها بها أي علاقة من أي نوع، فإن إيران تسعى فيه لدعم ميليشيا خارجة على النظام الشرعي المعترف به دولياً لمجرد أن تثبت أقدامها بمقربة من الحدود السعودية، لتجد لها منفذاً لتهديدها من جهة الجنوب.
لعل أهداف إيران المعلنة من أن دعمها لكل تلك القوى والأنظمة بهدف الدفاع عن شعوب تلك الدول والحفاظ على وحدة أراضيها تبدو زائفة بوضوح أمام الجميع دون أدنى لبس، فإيران ترغب في التدخل في شؤون دول الجوار لخدمة العديد من الأهداف التي لا تخفى على أي متابع للشأن السياسي، بيد أن هناك هدفاً ربما لم ينتبه له الكثيرون ويبدو بعيداً بعض الشيء عن أذهان الغالبية من الناس، وهو المخطط الاستيطاني الخبيث الذي ترمي من خلاله إيران لتوسيع حدود نفوذها فعلياً وليس من خلال حروب الوكالة فحسب، حيث تهدف من خلاله لمد حدودها وابتلاع المناطق الجغرافية التي يسيطر عليها المرتزقة الموالون لها، من خلال قيام عملائها بشراء الأراضي والعقارات الكائنة بتلك المناطق.
تعي إيران جيداً أنه مهما طال أمد الحروب فإنها ستضع أوزارها يوماً ما، ولهذا فلا يمكنها أن تخرج من تلك الصراعات صفر اليدين، لهذا لا بد أن توطد وجودها الحقيقي داخل تلك الدول التي عانت الأمرين في صراعات كادت ألا تنتهي يوماً، ومن خلال غرس وتوطين الوجود الإيراني تتمكن إيران من السيطرة على مقدرات تلك الدول واستغلالها كما يحلو لها، وقد يتعجب البعض من هذه الفكرة التي شاهدت عنها تقريراً؛ يحكي عن الأوضاع في مدينة «البوكمال» السورية القريبة من دير الزور، هذه المدينة تم تدميرها بشكل كامل تقريباً خلال الحرب الأهلية السورية، ونزح سكانها الباقون بعد أن مات وتشرد أغلبهم، وقد أصبح كل من يعيش فيها فقيراً معدماً وسط أبنية متهالكة وشوارع مدمرة، وعلى الرغم من كل هذا الدمار فقد وجدت إيران بغيتها المثالية في هذه المدينة الضائعة؛ حيث دفعت بوكلائها لشراء تلك المباني المتساقطة بمبالغ زهيدة مستغلة فقرهم ووضعهم المادي المنهار، والاستيلاء بوضع اليد على الأراضي الخالية، وخلال وقت وجيز سيتم تهجير السكان الموالين لها للعيش بتلك العقارات ومنحهم صكوك ملكيات لها لتصبح ملكاً خالصاً لهم، ولإيران أيضاً.
تعمل إيران بهمة ونشاط في الخفاء لتغيير التركيبة الديموغرافية في تلك المناطق واستبدالها بتركيبة متجانسة من الموالين لها، وهي تتكفل بهم مادياً لضمان ولائهم بالكامل لها، ومن الواضح جداً أن هذا المسلك الإيراني ليس سلوكاً فردياً ولا وضعاً استثنائياً غير متعمد، بل هو إحدى الاستراتيجيات الإيرانية الجديدة التي بدأت باتباعها لاستغلال الأوضاع في تلك المناطق المنكوبة، ومن الواضح أن الأمر يسهل تكراره في ظل وجود أنظمة حكم هشة، حيث يسهل وقتئذٍ التلاعب بالوثائق وتزوير صكوك الملكيات، وفي غضون سنوات محدودة -إن لم يتم تدارك الأمر- فسنجد الحدود الإيرانية وقد اتسعت في كل الاتجاهات، وبات الوجود المادي إيرانيا بالفعل بل وبنكهة خمينية أيضاً، وليس مجرد دعم بالوكالة لجماعات موالية لإيران وخائنة لوطنها الأم فحسب.
بينما يتخذ في سوريا شكل التدخل لحماية النظام السوري الذي كان أقرب للانهيار والتداعي بصوره نهائية خلال أعوام قليلة ماضية، أما في العراق فقد فضل النظام الإيراني تبني نظام السيطرة بالوكالة من خلال دعم بعض الميليشيات والموالين لها في الدولة العراقية، والهدف الجلي هو رغبة الزمرة الخمينية في تأسيس قاعدة شعبية وطيدة ومتنامية تدين بالولاء لإيران مذهباً وتوجهاً سياسياً وأيديولوجياً أيضاً، أما في اليمن، التي لا تتشارك في أي حدود جغرافية مع إيران، ولا تجمعها بها أي علاقة من أي نوع، فإن إيران تسعى فيه لدعم ميليشيا خارجة على النظام الشرعي المعترف به دولياً لمجرد أن تثبت أقدامها بمقربة من الحدود السعودية، لتجد لها منفذاً لتهديدها من جهة الجنوب.
لعل أهداف إيران المعلنة من أن دعمها لكل تلك القوى والأنظمة بهدف الدفاع عن شعوب تلك الدول والحفاظ على وحدة أراضيها تبدو زائفة بوضوح أمام الجميع دون أدنى لبس، فإيران ترغب في التدخل في شؤون دول الجوار لخدمة العديد من الأهداف التي لا تخفى على أي متابع للشأن السياسي، بيد أن هناك هدفاً ربما لم ينتبه له الكثيرون ويبدو بعيداً بعض الشيء عن أذهان الغالبية من الناس، وهو المخطط الاستيطاني الخبيث الذي ترمي من خلاله إيران لتوسيع حدود نفوذها فعلياً وليس من خلال حروب الوكالة فحسب، حيث تهدف من خلاله لمد حدودها وابتلاع المناطق الجغرافية التي يسيطر عليها المرتزقة الموالون لها، من خلال قيام عملائها بشراء الأراضي والعقارات الكائنة بتلك المناطق.
تعي إيران جيداً أنه مهما طال أمد الحروب فإنها ستضع أوزارها يوماً ما، ولهذا فلا يمكنها أن تخرج من تلك الصراعات صفر اليدين، لهذا لا بد أن توطد وجودها الحقيقي داخل تلك الدول التي عانت الأمرين في صراعات كادت ألا تنتهي يوماً، ومن خلال غرس وتوطين الوجود الإيراني تتمكن إيران من السيطرة على مقدرات تلك الدول واستغلالها كما يحلو لها، وقد يتعجب البعض من هذه الفكرة التي شاهدت عنها تقريراً؛ يحكي عن الأوضاع في مدينة «البوكمال» السورية القريبة من دير الزور، هذه المدينة تم تدميرها بشكل كامل تقريباً خلال الحرب الأهلية السورية، ونزح سكانها الباقون بعد أن مات وتشرد أغلبهم، وقد أصبح كل من يعيش فيها فقيراً معدماً وسط أبنية متهالكة وشوارع مدمرة، وعلى الرغم من كل هذا الدمار فقد وجدت إيران بغيتها المثالية في هذه المدينة الضائعة؛ حيث دفعت بوكلائها لشراء تلك المباني المتساقطة بمبالغ زهيدة مستغلة فقرهم ووضعهم المادي المنهار، والاستيلاء بوضع اليد على الأراضي الخالية، وخلال وقت وجيز سيتم تهجير السكان الموالين لها للعيش بتلك العقارات ومنحهم صكوك ملكيات لها لتصبح ملكاً خالصاً لهم، ولإيران أيضاً.
تعمل إيران بهمة ونشاط في الخفاء لتغيير التركيبة الديموغرافية في تلك المناطق واستبدالها بتركيبة متجانسة من الموالين لها، وهي تتكفل بهم مادياً لضمان ولائهم بالكامل لها، ومن الواضح جداً أن هذا المسلك الإيراني ليس سلوكاً فردياً ولا وضعاً استثنائياً غير متعمد، بل هو إحدى الاستراتيجيات الإيرانية الجديدة التي بدأت باتباعها لاستغلال الأوضاع في تلك المناطق المنكوبة، ومن الواضح أن الأمر يسهل تكراره في ظل وجود أنظمة حكم هشة، حيث يسهل وقتئذٍ التلاعب بالوثائق وتزوير صكوك الملكيات، وفي غضون سنوات محدودة -إن لم يتم تدارك الأمر- فسنجد الحدود الإيرانية وقد اتسعت في كل الاتجاهات، وبات الوجود المادي إيرانيا بالفعل بل وبنكهة خمينية أيضاً، وليس مجرد دعم بالوكالة لجماعات موالية لإيران وخائنة لوطنها الأم فحسب.