لماذا «النووي» في العراق حرام.. وفي إيران حلال !
الأحد / 23 / رمضان / 1443 هـ الاحد 24 أبريل 2022 23:58
محمد الساعد
لا تبعد العاصمة العراقية بغداد عن أقرب نقطة حدودية إيرانية سوى 130 كلم، ويمكن قطعها بالسيارة في أقل من ساعة، ومع ذلك فإن واشنطن لديها من ازدواجية المعايير ما يمكنها من التفريق بين خطر طهران الحقيقي وخطر بغداد المزعوم، وهي لا ترى في برنامج طهران النووي الفعلي المبني تحت سمع وأعين العالم ما يقلق، بينما رأت في شائعات وأكاذيب مغرضة عن أسلحة دمار شامل عراقية خطراً جسيماً.
يا لهذه السياسة الأمريكية العرجاء التي تستطيع أن ترى العالم بعين الأعور الدجال وقلب الشيطان، تقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، فإذا كان المبدأ واحدا فلماذا الخطر على السلم والأمن الدوليين -بين «العراق وإيران»- في حسابات واشنطن مختلف تماماً عن الحقيقة.
ومع أن دولتي «العراق وإيران» لا تبعدان عن «إسرائيل» إلا بمسافة متقاربة تزيد على المئة كلم قليلاً، وهي الدولة المدللة والتي تحظى بحماية ممتدة منذ أكثر من سبعة عقود، إلا أن ذلك لم يمنع الغرب من النظر إلى البرنامج النووي العراقي السلمي الذي بني في أوساط السبعينات الميلادية على أنه يشكل خطراً على إسرائيل، ووافق على تدميره في عملية عسكرية شهيرة، بينما يقوم بحماية برنامج إيران النووي العسكري، ويعقد الصفقات ويسعى للتوقيع معها على اتفاقيات واحدة تلو الأخرى.. فكيف يمكن فهم ذلك وعلى أي مستوى سياسي أو أمني!
ولنتذكر سوياً كيف دمرت إسرائيل برنامج العراق النووي برضى ودعم ومباركة غربية دون أي عواقب أو حتى إدانة..
ففي عملية أطلق عليها «أوبرا» والمعروفة أيضاً باسم عملية بابل، نفذت إسرائيل غارات جوية عنيفة في 7 يونيو 1981، أسفرت عن تدمير المفاعل النووي العراقي، ولعل الكثير لا يعلم أن إيران قامت بعملية مشابهة في محاولة لتدمير المفاعل النووي العراقي بالنيابة عن إسرائيل قبل ذلك بعام أسمتها السيف المحروق، إلا أنها لم تؤد النتيجة المتوقعة ولم تتسبب سوى بأضرار طفيفة، ولذلك سمح الغرب لإسرائيل بإكمال المهمة.
العراق الذي لا يمتلك أسلحة دمار شامل ولا أسلحة نووية ولا صواريخ باليستية ولا برنامجاً نووياً تم غزوه مرة أخرى العام 2003 تحت نفس ذريعة إسرائيل السابقة، ولكن هذه المرة من أمريكا دون وكلاء، وقدمت لأجل ذلك العديد من الأدلة المزورة والشهادات المفركة والصور المجتزأة وتم حشد الإعلام للغزو واستلاب الموقف الدولي وسرقة قرار مجحف في مجلس الأمن.
العراق بسبب ذلك الاعتداء غير المبرر دمر تماماً وأشعلت في داخله حرب أهلية، وعاد قروناً للوراء ليتحول لدولة فاشلة فاقدة الأهلية، بينما إيران التي تمتلك برنامجاً نووياً فعلياً، وأسلحة دمار شاملة وصواريخ عابرة، ويديها ملطخة بالدماء في المنطقة والعالم، يفترض أن تشكل خطراً على إسرائيل كما يزعم الغرب دائماً، تسعى أمريكا للتصالح معها والعمل على تعويمها وتكافئها على أعمالها بإرسال مئات المليارات لها، وتخرج حلفاءها الإرهابيين من قوائم الإرهاب.
اليوم يعش الإقليم الخليجي والعربي المليء بمصادر الطاقة على أعصابه بسبب وجود دولة مندفعة تحكمها عصابة من الإرهابيين على وشك امتلاك سلاح نووي، فهل السماح لها بإكمال البرنامج الذري ونصب صواريخها العابرة باتجاه جيرانها يصب في مصلحة الغرب الإستراتيجية.. يبدو ذلك.
يا لهذه السياسة الأمريكية العرجاء التي تستطيع أن ترى العالم بعين الأعور الدجال وقلب الشيطان، تقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، فإذا كان المبدأ واحدا فلماذا الخطر على السلم والأمن الدوليين -بين «العراق وإيران»- في حسابات واشنطن مختلف تماماً عن الحقيقة.
ومع أن دولتي «العراق وإيران» لا تبعدان عن «إسرائيل» إلا بمسافة متقاربة تزيد على المئة كلم قليلاً، وهي الدولة المدللة والتي تحظى بحماية ممتدة منذ أكثر من سبعة عقود، إلا أن ذلك لم يمنع الغرب من النظر إلى البرنامج النووي العراقي السلمي الذي بني في أوساط السبعينات الميلادية على أنه يشكل خطراً على إسرائيل، ووافق على تدميره في عملية عسكرية شهيرة، بينما يقوم بحماية برنامج إيران النووي العسكري، ويعقد الصفقات ويسعى للتوقيع معها على اتفاقيات واحدة تلو الأخرى.. فكيف يمكن فهم ذلك وعلى أي مستوى سياسي أو أمني!
ولنتذكر سوياً كيف دمرت إسرائيل برنامج العراق النووي برضى ودعم ومباركة غربية دون أي عواقب أو حتى إدانة..
ففي عملية أطلق عليها «أوبرا» والمعروفة أيضاً باسم عملية بابل، نفذت إسرائيل غارات جوية عنيفة في 7 يونيو 1981، أسفرت عن تدمير المفاعل النووي العراقي، ولعل الكثير لا يعلم أن إيران قامت بعملية مشابهة في محاولة لتدمير المفاعل النووي العراقي بالنيابة عن إسرائيل قبل ذلك بعام أسمتها السيف المحروق، إلا أنها لم تؤد النتيجة المتوقعة ولم تتسبب سوى بأضرار طفيفة، ولذلك سمح الغرب لإسرائيل بإكمال المهمة.
العراق الذي لا يمتلك أسلحة دمار شامل ولا أسلحة نووية ولا صواريخ باليستية ولا برنامجاً نووياً تم غزوه مرة أخرى العام 2003 تحت نفس ذريعة إسرائيل السابقة، ولكن هذه المرة من أمريكا دون وكلاء، وقدمت لأجل ذلك العديد من الأدلة المزورة والشهادات المفركة والصور المجتزأة وتم حشد الإعلام للغزو واستلاب الموقف الدولي وسرقة قرار مجحف في مجلس الأمن.
العراق بسبب ذلك الاعتداء غير المبرر دمر تماماً وأشعلت في داخله حرب أهلية، وعاد قروناً للوراء ليتحول لدولة فاشلة فاقدة الأهلية، بينما إيران التي تمتلك برنامجاً نووياً فعلياً، وأسلحة دمار شاملة وصواريخ عابرة، ويديها ملطخة بالدماء في المنطقة والعالم، يفترض أن تشكل خطراً على إسرائيل كما يزعم الغرب دائماً، تسعى أمريكا للتصالح معها والعمل على تعويمها وتكافئها على أعمالها بإرسال مئات المليارات لها، وتخرج حلفاءها الإرهابيين من قوائم الإرهاب.
اليوم يعش الإقليم الخليجي والعربي المليء بمصادر الطاقة على أعصابه بسبب وجود دولة مندفعة تحكمها عصابة من الإرهابيين على وشك امتلاك سلاح نووي، فهل السماح لها بإكمال البرنامج الذري ونصب صواريخها العابرة باتجاه جيرانها يصب في مصلحة الغرب الإستراتيجية.. يبدو ذلك.