هل الموهوبون والمبتكرون فاشلون في الإعلام الاجتماعي؟
الاثنين / 24 / رمضان / 1443 هـ الاثنين 25 أبريل 2022 23:54
عبداللطيف الضويحي
لم يكن الفارابي وابن رشد وابن سينا وسيبويه وغيرهم من علماء العرب المسلمين بحاجة إلى سنابات وحسابات في الإعلام الاجتماعي وتطبيقات ومتاجر إلكترونية كي تصل مبتكراتهم ومنتجاتهم إلى الشعوب العربية والعالم ويخلد التاريخ أسماءهم، وهم العلماء الذين أصبحت أسماؤهم ومنجزاتهم علامات مسجلة دون حاجة لتسجيل مبتكراتهم تلك واختراعاتهم واكتشافاتهم في هيئة الغذاء والدواء أو في هيئة الملكية الفكرية في أي دولة في العالم! فهل تكفي وتغني جودة العمل وضرورة المنتج عن حماية حقوق هؤلاء العلماء والمبتكرين والمخترعين والمؤلفين؟
احتفلنا في جمعية حماية الملكية الفكرية في الرياض مع العالم باليوم العالمي للملكية الفكرية وباستضافة كريمة من مركز الحوار الوطني احتفالا رمزيا تعبيريا حظي بكثير من الدهشة والشغف لدى الكثيرين من الحضور بينهم المهتمون والمسؤولون والقائمون على الجمعية.
لكن المحطة الأهم في هذه الاحتفالية تمثلت بمشاركة وتكريم عدد من الموهوبين الذين تتبناهم مؤسسة «موهبة» التي تقوم على تنفيذ برنامج وطني للكشف عن الموهوبين بتمكين طلاب وطالبات المدارس منذ المرحلة الابتدائية وانتهاءً بالابتعاث إلى إحدى أفضل 50 جامعة في العالم. المحتفى بهم يملكون كل مقومات الذكاء والعبقرية، لكنهم ليسوا من مشاهير الإعلام الاجتماعي وليسوا من «طبول» السنابات الذين رغم قلتهم إلا أنهم أصبحوا يشغلون حيزا متناميا من اهتمامات المتابعين رغم ضحالتهم وفقرهم المعرفي. فلماذا اشتهر الفارغون و«النطيحة» و«ما أكل السبع» ولم يشتهر الموهوبون والمبتكرون والمبدعون؟ هل الخلل في الموهوبين أم في المشاهير الفارغين، أم أن الخلل في المجتمع والشعوب والرأي العام؟
هل المعادلة الحالية بين الموهوبين والمشاهير والإعلام الاجتماعي والرأي العام طبيعية ومقبولة؟ هل يمكن أن تستقيم هيمنة وسيطرة 1% من مشاهير الإعلام الاجتماعي على 99% من الرأي العام، بينما ينشغل الموهوبون الحقيقيون والمبتكرون والمخترعون بمواهبهم واختراعاتهم وابتكاراتهم بعيدا عن الرأي العام وبمعزل عن الإعلام الاجتماعي؟ هل يجوز أن يسيطر 1% ممن لا يملكون إلا الجرأة الفارغة على التأثير العام، ويبقى الموهوبون والمبتكرون والمخترعون خارج دائرة التأثير؟ هل هناك صراع خفي بين المبتكرين من طرف والمشاهير من طرف آخر؟ هل نجح المشاهير على حساب المخترعين والمبتكرين؟ وهل يمكن التوفيق بين المبتكرين والمشاهير؟ هل من مصلحة المجتمع أن يتبنى كل مشهور أو مشهورة مبتكِرا أو مخترعا وأن يتقاسم معه الشهرة لمصلحة الرأي العام والمجتمع والمستقبل وأن يلتزم به إعلاميا على اعتبار أن المبتكرين والمخترعين مشغولون عن الشأن العام بابتكاراتهم ومنجزاتهم؟ هل يمكن أن تتبنى هذا المقترح مؤسسة موهبة أو الهيئة السعودية لحماية الملكية الفكرية؟ علما بأن المستفيد من هذا المشروع في المقام الأول هو الرأي العام والمجتمع وليس المبتكرين والمخترعين!
أخيرا أتوجه بسؤال إلى مؤسسة موهبة، التي على عاتقها مسؤولية مستقبل هذه البلاد ولغتها، هل تجد اللغة العربية عناية واهتماما من لدنكم، ومن موهوبيكم وبرامجكم بجانب الاهتمام والعناية بالفيزياء والكيمياء والرياضيات، وهل تبتكرون لها أولومبيادا عالميا؟ لا تقولوا إن ما لديكم برامج عالمية وليس بينها برامج للغة العربية، لأن العربية لغة مثل الإنجليزية وهي علم مثل بقية العلوم، ثم ليس صحيحا أن اللغويين هم الأقدر على التغيير والتطوير، فأنا أؤكد لكم أن المؤسسة اللغوية الحالية على طول الوطن العربي لا يمكنها أن تخرج من المدرسة البصرية والكوفية والبغدادية في اللغة.
لقد كان سيبويه وبقية المبتكرين والمخترعين العرب يملكون أدواتهم التي يصلون بها إلى المجتمع والعالم، بجانب ما يملكونه من مخترعات وابتكارات، أما المؤسسة اللغوية العربية الحالية وكثير من المخترعين معها لا يملكون إلا ابتكاراتهم واختراعاتهم، فهل نساعدهم ونأخذ بأيديهم ليصلوا إلى المجتمع والعالم وليصل المجتمع والعالم لهم، لأن أدوات الوصول في وقتنا أكثر صعوبة وتعقيدا من أدوات الوصول والانتشار في عصر العلماء العرب؟
احتفلنا في جمعية حماية الملكية الفكرية في الرياض مع العالم باليوم العالمي للملكية الفكرية وباستضافة كريمة من مركز الحوار الوطني احتفالا رمزيا تعبيريا حظي بكثير من الدهشة والشغف لدى الكثيرين من الحضور بينهم المهتمون والمسؤولون والقائمون على الجمعية.
لكن المحطة الأهم في هذه الاحتفالية تمثلت بمشاركة وتكريم عدد من الموهوبين الذين تتبناهم مؤسسة «موهبة» التي تقوم على تنفيذ برنامج وطني للكشف عن الموهوبين بتمكين طلاب وطالبات المدارس منذ المرحلة الابتدائية وانتهاءً بالابتعاث إلى إحدى أفضل 50 جامعة في العالم. المحتفى بهم يملكون كل مقومات الذكاء والعبقرية، لكنهم ليسوا من مشاهير الإعلام الاجتماعي وليسوا من «طبول» السنابات الذين رغم قلتهم إلا أنهم أصبحوا يشغلون حيزا متناميا من اهتمامات المتابعين رغم ضحالتهم وفقرهم المعرفي. فلماذا اشتهر الفارغون و«النطيحة» و«ما أكل السبع» ولم يشتهر الموهوبون والمبتكرون والمبدعون؟ هل الخلل في الموهوبين أم في المشاهير الفارغين، أم أن الخلل في المجتمع والشعوب والرأي العام؟
هل المعادلة الحالية بين الموهوبين والمشاهير والإعلام الاجتماعي والرأي العام طبيعية ومقبولة؟ هل يمكن أن تستقيم هيمنة وسيطرة 1% من مشاهير الإعلام الاجتماعي على 99% من الرأي العام، بينما ينشغل الموهوبون الحقيقيون والمبتكرون والمخترعون بمواهبهم واختراعاتهم وابتكاراتهم بعيدا عن الرأي العام وبمعزل عن الإعلام الاجتماعي؟ هل يجوز أن يسيطر 1% ممن لا يملكون إلا الجرأة الفارغة على التأثير العام، ويبقى الموهوبون والمبتكرون والمخترعون خارج دائرة التأثير؟ هل هناك صراع خفي بين المبتكرين من طرف والمشاهير من طرف آخر؟ هل نجح المشاهير على حساب المخترعين والمبتكرين؟ وهل يمكن التوفيق بين المبتكرين والمشاهير؟ هل من مصلحة المجتمع أن يتبنى كل مشهور أو مشهورة مبتكِرا أو مخترعا وأن يتقاسم معه الشهرة لمصلحة الرأي العام والمجتمع والمستقبل وأن يلتزم به إعلاميا على اعتبار أن المبتكرين والمخترعين مشغولون عن الشأن العام بابتكاراتهم ومنجزاتهم؟ هل يمكن أن تتبنى هذا المقترح مؤسسة موهبة أو الهيئة السعودية لحماية الملكية الفكرية؟ علما بأن المستفيد من هذا المشروع في المقام الأول هو الرأي العام والمجتمع وليس المبتكرين والمخترعين!
أخيرا أتوجه بسؤال إلى مؤسسة موهبة، التي على عاتقها مسؤولية مستقبل هذه البلاد ولغتها، هل تجد اللغة العربية عناية واهتماما من لدنكم، ومن موهوبيكم وبرامجكم بجانب الاهتمام والعناية بالفيزياء والكيمياء والرياضيات، وهل تبتكرون لها أولومبيادا عالميا؟ لا تقولوا إن ما لديكم برامج عالمية وليس بينها برامج للغة العربية، لأن العربية لغة مثل الإنجليزية وهي علم مثل بقية العلوم، ثم ليس صحيحا أن اللغويين هم الأقدر على التغيير والتطوير، فأنا أؤكد لكم أن المؤسسة اللغوية الحالية على طول الوطن العربي لا يمكنها أن تخرج من المدرسة البصرية والكوفية والبغدادية في اللغة.
لقد كان سيبويه وبقية المبتكرين والمخترعين العرب يملكون أدواتهم التي يصلون بها إلى المجتمع والعالم، بجانب ما يملكونه من مخترعات وابتكارات، أما المؤسسة اللغوية العربية الحالية وكثير من المخترعين معها لا يملكون إلا ابتكاراتهم واختراعاتهم، فهل نساعدهم ونأخذ بأيديهم ليصلوا إلى المجتمع والعالم وليصل المجتمع والعالم لهم، لأن أدوات الوصول في وقتنا أكثر صعوبة وتعقيدا من أدوات الوصول والانتشار في عصر العلماء العرب؟