كتاب ومقالات

طائراتكم طيّرت فلوسنا

حمود أبوطالب

قبل فترة سافرت للدمام على خطوطنا السعودية ولأمر طارئ كان لا بد من تغيير موعد رحلة العودة إلى جدة وكانت مفاجأة كبيرة أن أدفع فرق تغيير الرحلة بما يقارب تسعيرة السفر الأساسية في اتجاه واحد، دفعت وأمري لله رغم الاستغراب من ذلك المبلغ المرتفع. وقبل فترة قريبة سافرت باتجاه واحد من جدة إلى جيزان على الدرجة السياحية طبعاً وكان سعر التذكرة أغلى من سعر رحلة الذهاب والعودة الذي اعتدت عليه إلى وقت قريب، وخلال الأسبوع الماضي حجزت على رحلة ولفت انتباهي أن الرسوم تقارب أكثر من ثلثي قيمة التذكرة الأساسية فكتبت تغريدة في تويتر أستفسر فيها من العارفين إن كان ذلك عدلاً لأني شعرت بغبن كبير، فانفجر تويتر بالشاكين والمتذمرين من كل حدب وصوب، وسردوا قصصاً تشبه الخيال عن المفارقات في تسعيرات التذاكر.

تخيلوا أن بعض المسافرين من مدن سعودية يذهبون إلى مطارات البحرين أو الكويت أو عمّان ليسافروا إلى جدة بتذكرة أرخص من المطارات التي بجوارهم، وقد أوردوا الدليل المادي على ما يقولون بتصوير أسعار التذاكر ومقارنتها بتسعيرة الخطوط السعودية، أي أن رحلة دولية الى جدة أرخص من رحلة داخلية، وهذا مجرد مثال من الأمثلة، وإلا فالسفر من وإلى محطات أخرى لا يختلف كثيراً عن هذا الحال الغريب.

نحن نتحدث عن رحلات داخلية ليس فيها عبور أجواء ولا رسوم وضريبة استخدام مطارات خارجية ولا غيرها من التكاليف الدولية، وهنا لا تلوموا ضريبة القيمة المضافة لأنها لا تمثل سوى جزء قليل من زيادة تكلفة سعر التذكرة أما الباقي فالعلم عند هيئة الطيران المدني والخطوط السعودية. وعندما تكون بعض خدمات الناقل الوطني قد تحسنت فهذا لا يعني أن تقصف جيوبنا بهذه الأسعار العالية لا سيما ونحن مضطرون للسفر بالطائرة في عدم وجود بدائل تغطي مناطق المملكة.

يا هيئة الطيران المدني ويا خطوطنا الجوية، طائراتكم طيّرت فلوسنا بشكل مجحف، فهل من مراجعة لهذا الحال؟