ثقافة الممكن.. مساحات تخطيط.. ساحات تحنيط
الأربعاء / 10 / شوال / 1443 هـ الأربعاء 11 مايو 2022 23:50
د. رشيد بن حويل البيضاني RAlbaidhani@ كاتب سعودي
قيل: هناك من سقط صريعاً تحت أسوار التردد، وعلى صخوره تحطمت سفنه فجلس على عتبة الانتظار يتمنى فكان انتظاره موته.. من يقرأ أفكاره ويعمل بها سيثبتها أو ينفيها، ومن يُبعثر وقته ويُوزع جهده بقلة فائدة لن تعْلَق في ذهنه فِكرة.. إذن؛ كيف لنا أن نتدرَّب على التفكير في مساحة المتاح؟، وكيف نجعل من «ثقافة الممكن» رصيفاً هادئاً لموانئ أفكارنا وإبداعاتنا؟.
•• •• ••
حين تكون ثقافة الممكن المتاح مساحة لتفكيرنا وتوثبنا؛ لن نحتقر خطوة ولن ننتظر وثبة، ولن نتحسَّر على بعيد لم ننله.. فمن يشيِّد لنفسه آمالاً وهميَّة ويؤسس لذاته آجالاً ظنيَّة؛ تضعف إرادته بطول الزمان، فيتنازل عن مُثُله العليا ويبوء بالإخفاق والخيبة.. وعند محاسبة النفس على «ممكن» يضيع؛ اتساع لغَلَة الأعمال، وفي مساحة «الممكن» نلتقي بذواتنا وأرواحنا فتحل كلمة «ممكن» مكان «مُحال».
•• •• ••
وفي «الدأب» ربح مبادرة تعزِّز معنى «الحصيلة» وتدق مرمى «المحصول»، وفي «التلكُّؤ» مأساة تباطؤ تملأ مساحات «التخطيط» وتغمر ساحات «التحنيط».. وفي مقارنة معيشة «الكفاح» بعيشة «التخاذل»؛ رسم مسلك الحياة في خيال الأول فتطوِّل أحلامه، واصطدام بصعاب تصادف الثاني فتخيِّب ظنونه.. وعندما يتماس تيار التهاون بالدَرَك الأسفل؛ تتبخر الآمال وتتعثر الآجال، أما بناء البنيان على «الرِفعة»؛ فإن ممتهنها أكثر تفاؤلاً بـ«الممكن».
•• •• ••
بين سطو الامتلاء بثوب توثُّب النفس، وسطوة تحدي سباق الحياة؛ نداء خفي يدعونا إلى أماكن «الإلهام» فلا يضيع بهاء اللحظة.. وبين العيش في «نتاج» خالد لانهاية له، وسلسلة لا متناهية من التطلعات والرغبات؛ تحويل الهزيمة في كل الظروف إلى انتصار.. وبين توقف عقارب ساعات «الحذاقة»، واللامبالاة بالوقت والزمان؛ حياة زائلة لا قيمة لها، وأحلام نهايات مهما ارتفعت فمصيرها إلى الفناء.
•• •• ••
وعند كلام الناقد الأدبي رجاء النقَّاش عمن يعادي التفوق بقوله: «أوراق الخريف عنده أحلى من زهور الربيع»؛ ارتهان لعبودية التبلُّد.. وهؤلاء المترهلون الذين يعلَّقون بناء حياتهم على أمنية يلِدها الغيب؛ يلتفون حول دعائم تواكل كالحة لا يتمخض عنها مستقبل باسم.. فإذا كفَّ أحدٌ عن توجيه روحه الوثَّابة إلى الحياة الكاملة؛ تغلغل بأعماق نفسه الفلاح، فلا مكان هنا للإبطاء أو الانتظار.
الممكن المتاح
ثقافة لمساحة تفكيرنا إلى الإنتاج
التوثب والحياة
نداء خفي إلى أماكن الإلهام والتطلعات
المعتنقون للترهل
يعلقون حياتهم بأمانٍ يلدها الغيب
الآمال الوهمية
تأسيس للآجال الظنية وإضعاف للإرادة
«الممكن» بين الإنتاج والترهل:
•• •• ••
حين تكون ثقافة الممكن المتاح مساحة لتفكيرنا وتوثبنا؛ لن نحتقر خطوة ولن ننتظر وثبة، ولن نتحسَّر على بعيد لم ننله.. فمن يشيِّد لنفسه آمالاً وهميَّة ويؤسس لذاته آجالاً ظنيَّة؛ تضعف إرادته بطول الزمان، فيتنازل عن مُثُله العليا ويبوء بالإخفاق والخيبة.. وعند محاسبة النفس على «ممكن» يضيع؛ اتساع لغَلَة الأعمال، وفي مساحة «الممكن» نلتقي بذواتنا وأرواحنا فتحل كلمة «ممكن» مكان «مُحال».
•• •• ••
وفي «الدأب» ربح مبادرة تعزِّز معنى «الحصيلة» وتدق مرمى «المحصول»، وفي «التلكُّؤ» مأساة تباطؤ تملأ مساحات «التخطيط» وتغمر ساحات «التحنيط».. وفي مقارنة معيشة «الكفاح» بعيشة «التخاذل»؛ رسم مسلك الحياة في خيال الأول فتطوِّل أحلامه، واصطدام بصعاب تصادف الثاني فتخيِّب ظنونه.. وعندما يتماس تيار التهاون بالدَرَك الأسفل؛ تتبخر الآمال وتتعثر الآجال، أما بناء البنيان على «الرِفعة»؛ فإن ممتهنها أكثر تفاؤلاً بـ«الممكن».
•• •• ••
بين سطو الامتلاء بثوب توثُّب النفس، وسطوة تحدي سباق الحياة؛ نداء خفي يدعونا إلى أماكن «الإلهام» فلا يضيع بهاء اللحظة.. وبين العيش في «نتاج» خالد لانهاية له، وسلسلة لا متناهية من التطلعات والرغبات؛ تحويل الهزيمة في كل الظروف إلى انتصار.. وبين توقف عقارب ساعات «الحذاقة»، واللامبالاة بالوقت والزمان؛ حياة زائلة لا قيمة لها، وأحلام نهايات مهما ارتفعت فمصيرها إلى الفناء.
•• •• ••
وعند كلام الناقد الأدبي رجاء النقَّاش عمن يعادي التفوق بقوله: «أوراق الخريف عنده أحلى من زهور الربيع»؛ ارتهان لعبودية التبلُّد.. وهؤلاء المترهلون الذين يعلَّقون بناء حياتهم على أمنية يلِدها الغيب؛ يلتفون حول دعائم تواكل كالحة لا يتمخض عنها مستقبل باسم.. فإذا كفَّ أحدٌ عن توجيه روحه الوثَّابة إلى الحياة الكاملة؛ تغلغل بأعماق نفسه الفلاح، فلا مكان هنا للإبطاء أو الانتظار.
الممكن المتاح
ثقافة لمساحة تفكيرنا إلى الإنتاج
التوثب والحياة
نداء خفي إلى أماكن الإلهام والتطلعات
المعتنقون للترهل
يعلقون حياتهم بأمانٍ يلدها الغيب
الآمال الوهمية
تأسيس للآجال الظنية وإضعاف للإرادة
«الممكن» بين الإنتاج والترهل: