كتاب ومقالات

الأيام الأربعة والمؤتمر

منى العتيبي

لمدة أربعة أيام متواصلة أتى المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم، وقد شهدتُ فيه تزاحم الزائرين على جلسات وورش العمل والمعرض المصاحب لدرجة أنني بالكاد أجد مقعداً فارغاً سواء بالجلسات المقامة أو الورش العملية والمهنية، وفي الحقيقة أكثر ما لفت انتباهي في المؤتمر حضور المعلمين والمعلمات للورش والجلسات واهتمامهم الذي لمسته في دقتهم لاختيارهم لأطروحات وموضوعات الورش والجلسات، هذا الحضور المبني على مدى مناسبة الورشة العلمية والمهنية لحاجاتهم المعرفية والمهنية. كذلك شد انتباهي حرصهم الشديد على الاستفادة من خبرات الخبراء واستشارتهم في مشاريعهم التعليمية والاستزادة من الشروحات والتوضيحات.

ومن جانب آخر أحببتُ الشغف الذي لمحته في عيون الطلبة وسباقهم في المعرض على أجنحة الكليات والجامعات المحلية والعالمية؛ للاطلاع على تخصصات البكالوريوس وبرامج الدراسات العليا وطرح الأسئلة عن تخصصاتهم والأنظمة التعليمية الأكاديمية، وفي المقابل قدمت الجامعات المشاركة معلومات وفيرة عنها وعن أنظمتها، ولا أخفيكم أنني استطعت خلال يوم واحد فقط أن أعرف إلى أين ستذهب جامعات المملكة، وذلك من خلال ما قدمته الجامعات تحت قبة المؤتمر من برامج وورش عمل تحدثت فيها الجهات المشاركة عن تجاربها وممارستها المهنية والمعرفية بشفافية تامة، وكشفت عن مستقبلها ككيانات علمية أكاديمية وإدارية، واستطاعت خلال الأيام الأربعة أن تعرض للزوار من داخل البلاد وخارجها أبرز أعمالها الرقمية والتحديات التي واجهت بها الجائحة العالمية، خاصة أن المعرض الدولي منحها فرصة تبادل الخبرات والأفكار والتجارب والخطط المستقبلية مع الجامعات المحلية نفسها والعالمية؛ حيث التقى منسوبو الجامعات وقادتها خلال الأيام الأربعة وشرعوا أبواب الشراكات بينهم، مطلعين على منجزات بعضهم البعض العلمية والابتكارية الأكاديمية والإدارية.

وقد أعطى المؤتمر فرصة للمشاريع التنظيمية الوطنية للمشاركة في التنظيم، وهذا يعني أن المؤتمر قدّم خدمة اقتصادية لأبناء وبنات الوطن من أصحاب المشاريع التنظيمية والإعلامية لإبراز أعمالهم ومقدرتهم، ومن جهة أخرى أحدث حراكاً اقتصادياً لمدينة الرياض وللوطن عموماً، ليس هذا فقط، بل مكّن المؤتمر المشاريع الخدمية والشركات التسويقية والمقاهي وغيرها من الاستفادة والمشاركة في المؤتمر، مما ساهم في تنمية مواردها الاقتصادية.

ختاماً.. وراء نجاح المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم هذا العام جهود جبارة من اللجان الإشرافية والتنظيمية التي بذلت كل وقتها وطاقاتها؛ ليأتي هذا المؤتمر العالمي ويمثل الوطن خير تمثيل وأكمله.