الصدر يطالب بعبادة القبور في السعودية
الخميس / 11 / شوال / 1443 هـ الخميس 12 مايو 2022 22:42
عبدالله بن بخيت
تحت مظلة الإصلاحات التي تنتهجها المملكة بقيادة الأمير الشاب محمد بن سلمان طلب رجل الدين العراقي مقتدى الصدر من السعودية إعادة بناء وفتح القبور الدينية. من الصعب أن تفهم هذه الدعوة إذا تأملت في محتواها فقط. ولكن هذه الدعوة تعطينا فكرة كيف يفكر رجل الدين. ذكرتني دعوته هذه بالفترة الصعبة التي عشناها في ظل الصحوة. عندما بدأ المجتمع يتململ من حضور الدعاة والحركات الإرهابية المصاحبة لهم، طوّر رجال الدين في المملكة مصطلح (الوسطية) للهروب من مراكزهم والعودة إليها بمشالح جديدة. على أساس أن الوسطية هي أمر يقع بين أمرين على طرفي نقيض. فنشروا بين مريديهم كلمة (فاحش وداعش) فاحش تقابل داعش في التطرف. الكتاب والمثقفون والإعلاميون يدعون للفحش والرذيلة وداعش إرهابية، الوسطية إذاً هي ما يمثله (دعاتنا الأفاضل). فدعاتنا لم يجاهدوا بأنفسهم ولم يرسلوا أبناءهم إلى أماكن الجهاد. هكذا رجل الدين يريد الدخول من الباب الذي تم طرده منه.
لا يريد الصدر أن يدرك أن كلمة إصلاح في السعودية هي إزالة سلطات الموتى التي يمثلها هو وأمثاله. إزالة القبور لا تعني إزالة كومة من الأحجار المجللة بالزخارف بل إزالة الموتى الذين يرقدون تحتها والأحياء الذين يمثلون هؤلاء الموتى. يعرف السيد الصدر أن كلامه لا قيمة له عند السعوديين، ويعرف أن أمثاله في السعودية يدفعون ثمن الظلام الذي روجوا له. ما الذي يرومه الصدر بإطلاق دعوته هذه وهو على يقين أن مشروع السعودية هو التقدم والمستقبل وعمار البلاد. التقدم في أبسط معانيه هو الخروج من عباءة الموتى وإزالة القبور التعبدية وإماطة رجل الدين عن طريق المسلمين. بقراءة مركزه في العراق يمكن أن نعرف ماذا يريد. كلامه لم يكن موجهاً للسعودية أو السعوديين فقط. هو تعبير عن سلطته في العراق وتكريسها. فالقبور هي بضاعته التي يعتاش منها داخل بلاده. ويحقق بها سلطته ومكانته وأمواله. يعرف أن المملكة لم تزل القبور لتعود إليها باسم الانفتاح والتحرر، فهؤلاء الذين نراهم يزحفون على بطونهم قبل أن يدخلوا الحوزات ويقبلون الأيادي ويركعون أمامه وأمام أمثاله هم المستهدفون من كلامه هذا. يخشى الصدر أن يتوسع المشروع السعودي ليقوض حوزاته وقصوره وسيادته فيتقوض المعبد الذي يتربع على عرشه.
خدعنا حكم صدام البعثي. عشنا سنوات تحت شعارات حداثية تدعو للتقدم والعلم وتصدر المجلات في باريس ولندن وتقيم المهرجات الشعرية وما إن زالت قشرة الزيف البعثية حتى شاهدنا ظلاماً غير مسبوق في تاريخ البشرية حتى في العصور الوسطى في أوروبا. لم يتخيل أحد هذا الكم من رجال الدين يعج بهم شعب العراق الذي أهدى لنا السياب والجواهري والبياتي وجود علي ومعروف الرصافي. طريقة تفكير رجل الدين إبداعية. يطالب الصدر قيادة الشعب السعودي أن تنقل الشعب السعودي من الظلام إلى الظلام الدامس. من التشدد وتغييب العقل إلى عبادة القبور والتوسل بها. بيد أن الأمر أبعد من الوقاحة ولا يتعلق بالشعب السعودي مباشرة. القضية بالنسبة للصدر تحريك الحس الطائفي وزراعة مطالب ظلامية؛ لكي يصطدم أتباعه العميان بالمشروع التنويري في المملكة ويعادونه.
لا يريد الصدر أن يدرك أن كلمة إصلاح في السعودية هي إزالة سلطات الموتى التي يمثلها هو وأمثاله. إزالة القبور لا تعني إزالة كومة من الأحجار المجللة بالزخارف بل إزالة الموتى الذين يرقدون تحتها والأحياء الذين يمثلون هؤلاء الموتى. يعرف السيد الصدر أن كلامه لا قيمة له عند السعوديين، ويعرف أن أمثاله في السعودية يدفعون ثمن الظلام الذي روجوا له. ما الذي يرومه الصدر بإطلاق دعوته هذه وهو على يقين أن مشروع السعودية هو التقدم والمستقبل وعمار البلاد. التقدم في أبسط معانيه هو الخروج من عباءة الموتى وإزالة القبور التعبدية وإماطة رجل الدين عن طريق المسلمين. بقراءة مركزه في العراق يمكن أن نعرف ماذا يريد. كلامه لم يكن موجهاً للسعودية أو السعوديين فقط. هو تعبير عن سلطته في العراق وتكريسها. فالقبور هي بضاعته التي يعتاش منها داخل بلاده. ويحقق بها سلطته ومكانته وأمواله. يعرف أن المملكة لم تزل القبور لتعود إليها باسم الانفتاح والتحرر، فهؤلاء الذين نراهم يزحفون على بطونهم قبل أن يدخلوا الحوزات ويقبلون الأيادي ويركعون أمامه وأمام أمثاله هم المستهدفون من كلامه هذا. يخشى الصدر أن يتوسع المشروع السعودي ليقوض حوزاته وقصوره وسيادته فيتقوض المعبد الذي يتربع على عرشه.
خدعنا حكم صدام البعثي. عشنا سنوات تحت شعارات حداثية تدعو للتقدم والعلم وتصدر المجلات في باريس ولندن وتقيم المهرجات الشعرية وما إن زالت قشرة الزيف البعثية حتى شاهدنا ظلاماً غير مسبوق في تاريخ البشرية حتى في العصور الوسطى في أوروبا. لم يتخيل أحد هذا الكم من رجال الدين يعج بهم شعب العراق الذي أهدى لنا السياب والجواهري والبياتي وجود علي ومعروف الرصافي. طريقة تفكير رجل الدين إبداعية. يطالب الصدر قيادة الشعب السعودي أن تنقل الشعب السعودي من الظلام إلى الظلام الدامس. من التشدد وتغييب العقل إلى عبادة القبور والتوسل بها. بيد أن الأمر أبعد من الوقاحة ولا يتعلق بالشعب السعودي مباشرة. القضية بالنسبة للصدر تحريك الحس الطائفي وزراعة مطالب ظلامية؛ لكي يصطدم أتباعه العميان بالمشروع التنويري في المملكة ويعادونه.