مد صوتك على قد موهبتك
السبت / 20 / شوال / 1443 هـ السبت 21 مايو 2022 23:43
عبده خال
لدي فكرة مترسخة في وجداني منذ أمد طويل، وهي ضرورة صيانة الموروث الغنائي من أي تشويه يمس ذلك الجمال، وقد كتبت الكثير حول الموضوع هذا، وتعمدت أن ألقي اللوم على جهات بعينها للتدخل حيال من يقدم التراث بصورة مهينة أو غير لائقة بما يمثله ذلك التراث من جودة وأصالة تبقيه ناصعاً في وجداننا، وكان رأيي صارماً يصل إلى حد التوبيخ لأنصاف المواهب الذين ينبرون لأداء أو غناء ذلك التاريخ، وعادة كان التشويه يحدث لأغنيات رحل مطربوها، وانشغل ذوو المطرب عن ذلك الإرث، مما ساعد أنصاف المواهب في إعادة أغانٍ لا يمكن لك أن تقبل بما يحدثه أولئك المشوهون من تشويه للتراث، تشويهاً مبتذلاً.
كنت (أصيح في مالطا) وما زلت صائحاً، ولا (أحد حولك)، وهذا أمر طبيعي جداً، كونك تمثل رأياً واحداً أو ذائقة واحدة، إلا أن معادلة (لا يصح إلا الصحيح) أنصفتني، وانتهى أولئك المشوهون للتراث، انتهاء فنياً، ولم يتطوروا، بحيث كان تقليدهم لفنانين كبار هي المقصلة أو المشنقة التي أنهت حياتهم الفنية.
وخلال الأيام الماضية، عودتني رغبة (الصياح في مالطا)، وهذه المرة صياحي على فنانتين عُرفتا فنياً بأداء أغنيات مهلهلة، وبغض النظر عن مستواهما الفني، فقبول الجمهور لهما بما قدمتا، كان من المفترض الاكتفاء بذلك القبول، وكان عليهما معرفة حقيقة إمكاناتهما الفنية، وليس شرطاً أن يتوازى فنهما مع الأغنيات ذات الرصانة والأصالة، إلا أنهما تجرأتا على غناء أغنيتين ذات ثقل فني يفضح تدني موهبتهما، وركاكة أدائهما لتلك الأغنيتين، ومع ذلك تجرأتا (مع سبق الإصرار).
وكنت راغباً في معرفة إقدامهما لأداء أغنيتين من الوزن الثقيل والأصيل، والطبقة الفاخرة، وهما تعرفان إمكاناتهما المتواضعة، ولأن الحكمة تقول «رحم الله امرأً عرف قدر نفسه» كان خيراً لهما الاكتفاء بإعجاب الناس بأغانيهما البسيطة (المهكعة)، وتكتفيان بمد أصواتهما على (قد لحافهما)، (وما لهما بالخط المعلق).
طابت نفسي، دعونا منهما، وأدعوكم لإنعاش وجدانكم، والاستمتاع معي بهاتين الاغنيتين:
يا الله يا الله يا الله يا الله.. وش كثر إنتي جميلة.. يا الله يا الله يا الله يا الله.. وش كثر أنا أحب.. أنا أحب.. أحلم أحلم بك دايم.. جنبي وأنا صاحي ونايم.. ياللي أيامي بدونك ما هي من العمر.. ما هي من العمر..
للفنان الكبير عبدالرب ادريس
واستمعوا معي أيضا لأغنية خالدة كُتبت عام 1978 من كلمات الشاعر محمد كردي، وألحان عمر كدرس، وغناء محمد عبده:
البعد طال والنوى
وحُبّه جرح قلبي
دوَّرت أنا ع الدواء
ما أحد رحم حبي.
كنت (أصيح في مالطا) وما زلت صائحاً، ولا (أحد حولك)، وهذا أمر طبيعي جداً، كونك تمثل رأياً واحداً أو ذائقة واحدة، إلا أن معادلة (لا يصح إلا الصحيح) أنصفتني، وانتهى أولئك المشوهون للتراث، انتهاء فنياً، ولم يتطوروا، بحيث كان تقليدهم لفنانين كبار هي المقصلة أو المشنقة التي أنهت حياتهم الفنية.
وخلال الأيام الماضية، عودتني رغبة (الصياح في مالطا)، وهذه المرة صياحي على فنانتين عُرفتا فنياً بأداء أغنيات مهلهلة، وبغض النظر عن مستواهما الفني، فقبول الجمهور لهما بما قدمتا، كان من المفترض الاكتفاء بذلك القبول، وكان عليهما معرفة حقيقة إمكاناتهما الفنية، وليس شرطاً أن يتوازى فنهما مع الأغنيات ذات الرصانة والأصالة، إلا أنهما تجرأتا على غناء أغنيتين ذات ثقل فني يفضح تدني موهبتهما، وركاكة أدائهما لتلك الأغنيتين، ومع ذلك تجرأتا (مع سبق الإصرار).
وكنت راغباً في معرفة إقدامهما لأداء أغنيتين من الوزن الثقيل والأصيل، والطبقة الفاخرة، وهما تعرفان إمكاناتهما المتواضعة، ولأن الحكمة تقول «رحم الله امرأً عرف قدر نفسه» كان خيراً لهما الاكتفاء بإعجاب الناس بأغانيهما البسيطة (المهكعة)، وتكتفيان بمد أصواتهما على (قد لحافهما)، (وما لهما بالخط المعلق).
طابت نفسي، دعونا منهما، وأدعوكم لإنعاش وجدانكم، والاستمتاع معي بهاتين الاغنيتين:
يا الله يا الله يا الله يا الله.. وش كثر إنتي جميلة.. يا الله يا الله يا الله يا الله.. وش كثر أنا أحب.. أنا أحب.. أحلم أحلم بك دايم.. جنبي وأنا صاحي ونايم.. ياللي أيامي بدونك ما هي من العمر.. ما هي من العمر..
للفنان الكبير عبدالرب ادريس
واستمعوا معي أيضا لأغنية خالدة كُتبت عام 1978 من كلمات الشاعر محمد كردي، وألحان عمر كدرس، وغناء محمد عبده:
البعد طال والنوى
وحُبّه جرح قلبي
دوَّرت أنا ع الدواء
ما أحد رحم حبي.