مفاتيح سعد الحريري
الأحد / 21 / شوال / 1443 هـ الاحد 22 مايو 2022 23:30
زياد عيتاني
في دردشة مع إعلامي سعودي كبير قبل أيام وهو صديق مقرّب جداً من آل الحريري، بداية مع الرئيس الراحل رفيق الحريري ومن ثم مع نجله سعد، روى لي أنه التقى سعد الحريري عام 2016 في عاصمة أوروبية بحضور مستشاره الإعلامي هاني حمود، وبعد أخذ ورد حول أدائه السياسي في العلاقة مع الحلفاء في الخارج، قال له: «يا سعد تمتلك ثلاثة مفاتيح لباب واحد، لماذا أنت مصرّ أن تستعمل مفتاحاً واحداً وتهمل بقية المفاتيح؟».
يكمل الإعلامي السعودي الدردشة قائلاً: «سعد الحريري هو المسؤول الوحيد عما وصل إليه من تدهور سياسي وغير سياسي. لم يُحسن اتخاذ القرارات ولا إدارة الصداقات ولا قيادة المواجهة مع الأعداء».
وختم قائلاً: «إن ما انتهى إليه لا عودة منه إلا بمعجزة أكثر من كبيرة، ونحن لم نعد نعيش في زمن المعجزات. وأعدك إن حصلت وهي لن تحصل، فسأكتب عن ذلك بالتفصيل».
لماذا سرد الحادثة الآن؟
قد يقول البعض ألم تكتفوا بالكلام عن سعد، وقد يذهب آخرون للقول: «إن الرجل يكفيه ما فيه، فلمَ الإصرار على وضع الملح على الجرح»؟ كل هذا الكلام له ما يبرره، ووجهة نظر من الجدير الاستماع إليها. لكن ما يواصل بقايا تيار المستقبل في ارتكابه منذ إعلان سعد الحريري تعليق عمله السياسي يستوجب الحديث ثم الحديث دون توقف. لعل في هذه الكلمات والوقائع فرصة لعودة هؤلاء إلى العقل والتبصّر والبصيرة. فكل ما يُرتكب من الدعوة لمقاطعة الانتخابات النيابية وقد فشلت، وصولاً إلى استمرار إطلاق النار الإعلامي والسياسي على الكتل السيادية التي فازت في الانتخابات النيابية، جريمة موصوفة ليس بحق هذه الكتل وهي لن تخسر شيئاً بعد انتصارها في صناديق الاقتراع. بل جريمة موصوفة بحق إرث الحريرية السياسية، وهو إرث لا تعود ملكيته لسعد أو لأشقائه بقدر ما هو ملك لمجموعة لبنانية كبيرة ولمرحلة سياسية قُدّمت فيها دماء قامات وكوادر ونخب قد نحتاج عشرات السنوات للحصول على مثلها من وسام الحسن، وليد عيدو، وسام عيد، محمد شطح، وعشرات الشبان البيارتة الذين قضوا بسلاح حزب السلاح وحلفائه في 7 آيار 2008.
الحقيقة تقول إنّ سعد وتحديداً منذ العام 2017، لم يمارس السياسة كفعل نضال وحوار واستقطاب فكري وعقائدي. بل مارسها من زاوية الحقد والثأر مما استولد لديه معادلات خاطئة وقناعات فاسدة، أودت به إلى ما وصل إليه، فخسر الحلفاء ولم يربح الأعداء، وتنازل عن أرصدته بالمجالات كافة، في حين كان المطلوب منه أن يستثمر هذه الأرصدة في السياسة ومصالح ناسه وقومه.
ما يمكن تأكيده أن ما يرتكبه بقايا تيار سعد من ترّهات وصراعات عبثية لم تعد تجدي. والأنكى من كل ذلك أنّ نجوم هذه الممارسات العبثية لم يحظوا بلقاء، أو حتى باتصال هاتفي مقتضب مع سعد منذ إعلان اعتكافه السياسي، وهنا قد يتساءل قائل: «ما ذنب سعد بما يفعلونه إن كان الاتصال بينه وبينهم منقطعاً؟» والجواب بسيط غير معقد: «الساكت عن الحق شيطان أخرس».
لقد كان أجدى بسعد أن يقف موقفاً واضحاً بوجه بقايا تياره، مؤكداً أن الدعوة للمقاطعة خرق لقرار تعليق العمل السياسي، وأنّ ما يفعلونه يضر به أشد الضرر ويصيبه قبل أن يصيب الآخرين.
هو قرار صائب كان مطلوباً من سعد أن يتخذه، لكن الرجل كما يبدو على عداوة مع القرارات الصائبة. قدَره ذلك أو ربما قدَر من أحبه وناصره.
يكمل الإعلامي السعودي الدردشة قائلاً: «سعد الحريري هو المسؤول الوحيد عما وصل إليه من تدهور سياسي وغير سياسي. لم يُحسن اتخاذ القرارات ولا إدارة الصداقات ولا قيادة المواجهة مع الأعداء».
وختم قائلاً: «إن ما انتهى إليه لا عودة منه إلا بمعجزة أكثر من كبيرة، ونحن لم نعد نعيش في زمن المعجزات. وأعدك إن حصلت وهي لن تحصل، فسأكتب عن ذلك بالتفصيل».
لماذا سرد الحادثة الآن؟
قد يقول البعض ألم تكتفوا بالكلام عن سعد، وقد يذهب آخرون للقول: «إن الرجل يكفيه ما فيه، فلمَ الإصرار على وضع الملح على الجرح»؟ كل هذا الكلام له ما يبرره، ووجهة نظر من الجدير الاستماع إليها. لكن ما يواصل بقايا تيار المستقبل في ارتكابه منذ إعلان سعد الحريري تعليق عمله السياسي يستوجب الحديث ثم الحديث دون توقف. لعل في هذه الكلمات والوقائع فرصة لعودة هؤلاء إلى العقل والتبصّر والبصيرة. فكل ما يُرتكب من الدعوة لمقاطعة الانتخابات النيابية وقد فشلت، وصولاً إلى استمرار إطلاق النار الإعلامي والسياسي على الكتل السيادية التي فازت في الانتخابات النيابية، جريمة موصوفة ليس بحق هذه الكتل وهي لن تخسر شيئاً بعد انتصارها في صناديق الاقتراع. بل جريمة موصوفة بحق إرث الحريرية السياسية، وهو إرث لا تعود ملكيته لسعد أو لأشقائه بقدر ما هو ملك لمجموعة لبنانية كبيرة ولمرحلة سياسية قُدّمت فيها دماء قامات وكوادر ونخب قد نحتاج عشرات السنوات للحصول على مثلها من وسام الحسن، وليد عيدو، وسام عيد، محمد شطح، وعشرات الشبان البيارتة الذين قضوا بسلاح حزب السلاح وحلفائه في 7 آيار 2008.
الحقيقة تقول إنّ سعد وتحديداً منذ العام 2017، لم يمارس السياسة كفعل نضال وحوار واستقطاب فكري وعقائدي. بل مارسها من زاوية الحقد والثأر مما استولد لديه معادلات خاطئة وقناعات فاسدة، أودت به إلى ما وصل إليه، فخسر الحلفاء ولم يربح الأعداء، وتنازل عن أرصدته بالمجالات كافة، في حين كان المطلوب منه أن يستثمر هذه الأرصدة في السياسة ومصالح ناسه وقومه.
ما يمكن تأكيده أن ما يرتكبه بقايا تيار سعد من ترّهات وصراعات عبثية لم تعد تجدي. والأنكى من كل ذلك أنّ نجوم هذه الممارسات العبثية لم يحظوا بلقاء، أو حتى باتصال هاتفي مقتضب مع سعد منذ إعلان اعتكافه السياسي، وهنا قد يتساءل قائل: «ما ذنب سعد بما يفعلونه إن كان الاتصال بينه وبينهم منقطعاً؟» والجواب بسيط غير معقد: «الساكت عن الحق شيطان أخرس».
لقد كان أجدى بسعد أن يقف موقفاً واضحاً بوجه بقايا تياره، مؤكداً أن الدعوة للمقاطعة خرق لقرار تعليق العمل السياسي، وأنّ ما يفعلونه يضر به أشد الضرر ويصيبه قبل أن يصيب الآخرين.
هو قرار صائب كان مطلوباً من سعد أن يتخذه، لكن الرجل كما يبدو على عداوة مع القرارات الصائبة. قدَره ذلك أو ربما قدَر من أحبه وناصره.