أخطر مهنة.. بالمطلق!
الاثنين / 22 / شوال / 1443 هـ الاثنين 23 مايو 2022 23:47
طلال صالح بنان
الصحافة لم تعد مهنة المتاعب، بل أصبحت مهنة الخطر. والصحافة لم تعد مجازاً سلطة رابعة، بل أضحت سلطةً فعلية (مدنية) نافذة. الصحافة لا تمتلك أدوات ردع خشنة، لكنها حاضرة في كل حلبة صراع، بأدوات ناعمة ماضية. تجدها على خطوط القتال الأمامية وسط تبادل إطلاقِ النيران، وفي كل الأحوال تحت رحمة المتقاتلين، عرضةً لمقذوفٍ طائش، وأحياناً للاستهداف المميت.
اغتيال صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة، يوم الأربعاء قبل الماضي، بدمٍ باردٍ من قبل قناص إسرائيلي محترف، تحرى متعمداً قتلها، وإن كان بإمكانه إصابتها، في غير مقتل. فالحقيقة: هناك مَنْ مِنْ مصلحته إخفاؤها، ولو بالقتل.
إسرائيل الكيان، ليس القتل بجديد عليه. بل إن إسرائيل الكيان، لا يمكن أن يتوقف عن القتل، وإلا لم يعد كياناً صهيونياً مغتصباً يقتات على امتصاص الدماء، وينتشي بإزهاق الأرواح. إسرائيلُ لن تعد إسرائيل، إن هي توقفت عن سفك الدماء.. وأقلَعَت عن انتهاك المقدسات، وتخلت عن وحشية ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية والسلام.
لكن إسرائيلَ، بهذه الفعلة الشنيعة تكون قد ارتكبت خطيئتها الكبرى، التي لن تنجو منها بسهولة، وربما تكون كُلْفَتها عليها باهضة، ولن تجد مَنْ هو مستعدٌ من حلفائها أن يتورط معها في تحمل وزر مثل هذا العمل الشنيع.
كل العالم تقريباً، أدان هذا العمل الشنيع الذي أقدمت عليه إسرائيل بقتل صحفية، لا تمتلك من وسائل الحماية، سوى: خوذة وسترة واقية للرصاص تحرى القناص أن تخترق رصاصته القاتلة الجزء المكشوف بينهما، مترصداً في نيةٍ متعمدة للقتل. لكن القناص الإسرائيلي، في حقيقة الأمر لم يكن يستهدف الصحفية لذاتها، بقدر ما كان يستهدف حرفتها المهنية، في نقل الحقيقة وكشف ما أراد قاتلوها أن يخفوه، عن العالم.
عشرات الصحفيين يلقون حتفهم سنوياً، بسبب تفانيهم في أداء مسؤوليات مهنتهم، من قبل مَنْ يجتهدون في إخفاء الحقيقة عن سلوكهم وعن نواياهم، وأحياناً عن تآمرهم. إسرائيلُ، بالذات، لا تريد مثل هذه التغطيات الحية لجرائمها التي ترتكبها في الأراضي العربية المحتلة أن يطّلع عليها العالم. وإذا ما كانت هذه التغطيات تقوم بها صحفية محترفة، مثل شيرين أبو عاقلة، تكون الرسالة الإعلامية التي تغطي مثل تلك الأحداث، أكثر وقعاً على متلقي الرسالة الإعلامية، من تلك الرسائل الدعائية التي تتبع نهج الـ«البروباغندا»، ولا يخفى بعدها المسيس.
استهداف الصحفية شيرين أبو عاقلة، قد لا يكون مصادفة أن تكون حاملة للجنسية الأمريكية. إسرائيل تريد أن تقول: بكل عجرفة وصلف: قضايا أمنها القومي، لا تخضع لأية اعتبارات خارجية، حتى لو كانت أمريكية. وقد لا تكون مصادفة أنه قبل اغتيال شيرين أبو عاقلة بيوم، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن كل ما يخص القدس هو شأن سيادي إسرائيلي ولا يخضع لأيِ اعتبارات خارجية!؟
واشنطن في حالة اغتيال الصحفية المقدسية في حرجٍ لا تحسد عليه، ليس فقط كونها تحمل الجنسية الأمريكية، بل لأن مهنة الصحافة نفسها تكن الثقافة السياسية الأمريكية احتراماً خاصاً لها لصلتها الدستورية الوثيقة بحرية التعبير. مؤسسات المجتمع المدني في الولايات المتحدة ليست لديها تلك التوازنات السياسية التي تحكم سلوك الحكومة الأمريكية تجاه العلاقات المتميزة مع إسرائيل. وتكون النتيجة: انكشاف أكثر لحقيقة إسرائيل، لدى المجتمع الأمريكي، التي حاولت إسرائيل إخفاءها لأكثر من سبعة عقود.
تظل مهنة الصحافة مهنة خطرة، طالما أن هناك حقائق من مصلحة البعض عدم الاطلاع عليها، بأي ثمن.. وهناك من هم مستعدون لدفع حياتهم ثمنا لإخراج الحقيقة للناس، بمهنية احترافية، بعيداً عن السياسة ومنطقها وتوازناتها.
اغتيال صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة، يوم الأربعاء قبل الماضي، بدمٍ باردٍ من قبل قناص إسرائيلي محترف، تحرى متعمداً قتلها، وإن كان بإمكانه إصابتها، في غير مقتل. فالحقيقة: هناك مَنْ مِنْ مصلحته إخفاؤها، ولو بالقتل.
إسرائيل الكيان، ليس القتل بجديد عليه. بل إن إسرائيل الكيان، لا يمكن أن يتوقف عن القتل، وإلا لم يعد كياناً صهيونياً مغتصباً يقتات على امتصاص الدماء، وينتشي بإزهاق الأرواح. إسرائيلُ لن تعد إسرائيل، إن هي توقفت عن سفك الدماء.. وأقلَعَت عن انتهاك المقدسات، وتخلت عن وحشية ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية والسلام.
لكن إسرائيلَ، بهذه الفعلة الشنيعة تكون قد ارتكبت خطيئتها الكبرى، التي لن تنجو منها بسهولة، وربما تكون كُلْفَتها عليها باهضة، ولن تجد مَنْ هو مستعدٌ من حلفائها أن يتورط معها في تحمل وزر مثل هذا العمل الشنيع.
كل العالم تقريباً، أدان هذا العمل الشنيع الذي أقدمت عليه إسرائيل بقتل صحفية، لا تمتلك من وسائل الحماية، سوى: خوذة وسترة واقية للرصاص تحرى القناص أن تخترق رصاصته القاتلة الجزء المكشوف بينهما، مترصداً في نيةٍ متعمدة للقتل. لكن القناص الإسرائيلي، في حقيقة الأمر لم يكن يستهدف الصحفية لذاتها، بقدر ما كان يستهدف حرفتها المهنية، في نقل الحقيقة وكشف ما أراد قاتلوها أن يخفوه، عن العالم.
عشرات الصحفيين يلقون حتفهم سنوياً، بسبب تفانيهم في أداء مسؤوليات مهنتهم، من قبل مَنْ يجتهدون في إخفاء الحقيقة عن سلوكهم وعن نواياهم، وأحياناً عن تآمرهم. إسرائيلُ، بالذات، لا تريد مثل هذه التغطيات الحية لجرائمها التي ترتكبها في الأراضي العربية المحتلة أن يطّلع عليها العالم. وإذا ما كانت هذه التغطيات تقوم بها صحفية محترفة، مثل شيرين أبو عاقلة، تكون الرسالة الإعلامية التي تغطي مثل تلك الأحداث، أكثر وقعاً على متلقي الرسالة الإعلامية، من تلك الرسائل الدعائية التي تتبع نهج الـ«البروباغندا»، ولا يخفى بعدها المسيس.
استهداف الصحفية شيرين أبو عاقلة، قد لا يكون مصادفة أن تكون حاملة للجنسية الأمريكية. إسرائيل تريد أن تقول: بكل عجرفة وصلف: قضايا أمنها القومي، لا تخضع لأية اعتبارات خارجية، حتى لو كانت أمريكية. وقد لا تكون مصادفة أنه قبل اغتيال شيرين أبو عاقلة بيوم، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن كل ما يخص القدس هو شأن سيادي إسرائيلي ولا يخضع لأيِ اعتبارات خارجية!؟
واشنطن في حالة اغتيال الصحفية المقدسية في حرجٍ لا تحسد عليه، ليس فقط كونها تحمل الجنسية الأمريكية، بل لأن مهنة الصحافة نفسها تكن الثقافة السياسية الأمريكية احتراماً خاصاً لها لصلتها الدستورية الوثيقة بحرية التعبير. مؤسسات المجتمع المدني في الولايات المتحدة ليست لديها تلك التوازنات السياسية التي تحكم سلوك الحكومة الأمريكية تجاه العلاقات المتميزة مع إسرائيل. وتكون النتيجة: انكشاف أكثر لحقيقة إسرائيل، لدى المجتمع الأمريكي، التي حاولت إسرائيل إخفاءها لأكثر من سبعة عقود.
تظل مهنة الصحافة مهنة خطرة، طالما أن هناك حقائق من مصلحة البعض عدم الاطلاع عليها، بأي ثمن.. وهناك من هم مستعدون لدفع حياتهم ثمنا لإخراج الحقيقة للناس، بمهنية احترافية، بعيداً عن السياسة ومنطقها وتوازناتها.