المعاني السلبية.. للأبطال الخارقين
الجمعة / 26 / شوال / 1443 هـ الجمعة 27 مايو 2022 00:31
بشرى فيصل السباعي
يجمع نقاد الفنون التمثيلية على أن واقعها الحالي يمثل أدنى منحى وصلت إليه بتاريخها رغم ارتفاع مستوى التكلفة المالية والإمكانات التكنولوجية الداخلة في صناعها، لكنها باتت تفتقر بشكل جذري للأفكار الجديدة والمبدعة والخلاقة، وبات التيار المهيمن عليها هو تيار الأبطال الخارقين الذي ليس فقط يعتبر سطحيا لجهة افتقاره للخيال الجديد والعمق الفكري، بل وأكثر من ذلك هو يظلم الممثلين؛ لأنه لا يمكنهم من إظهار إمكاناتهم الحقيقية بأدوار هم أنفسهم غير مقتنعين بها؛ لأنها تمثل مجرد كليشيهات مملولة وغالب الدور يكون ليس تمثيلا حقيقيا، إنما مؤثرات منتجة حاسوبيا، لكن أهم من ذلك أنه يمثل مبادئ فكرية وثقافية سلبية تصب في البرمجة الجماعية السلبية للاوعي الجماعي، ويتمثل بالتالي:
• يرسخ مبدأ ان البطل هو بطل بشيء عضوي جيني فائق يولد به وليس بصنعه لنفسه بجهده وجده ووعيه وقيمه وموقفه، وهذا يصب بالاعتقاد الخرافي الرجعي السلبي بوجود أفراد أو سلالات أو طبقات لها طبيعة جينية مقدسة أعلى من غيرها مما يجعلها تتكبر على الزواج من خارجها كما هو الحال مع النظام الطبقي بالهندوسية الذي انتقل للمسلمين بطبقة الأشراف والسادة – بالصحيح روي أن رجلا قال للنبي «أنت سيدنا» فرفض النبي هذا اللقب وبين السبب وقال: «السيد الله». صحيح الأدب المفرد للبخاري. والقرآن نفى القدسية المعصومة بأصل الخلقة لأحد من البشر حتى لنسل الأنبياء بما يجعلهم المخلصين المنتظرين الذين يقومون بكل ما يجب أن يقوم به الإنسان العادي لأجل جعل نفسه وعالمه افضل {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (2/124)}.
• يرسخ المبدأ الباعث على الفشل والكسل والخمول واللامسوؤلية الجماعية للشعوب القائمة على افتراض أن واجب معالجة الأحوال الجماعية والشأن العام هو مسؤولية مخلص بطل خارق يولد بصفات خارقة تعده للقيام بهذا الدور وهم مسؤوليتهم ودورهم فقط الدعاء بمولده وتقديسه وتمجيده دون أن يحركوا ساكنا لجعل أنفسهم وواقعهم وعالمهم أفضل.
• يرسخ مبدأ أن مكافحة الشر وجعل العالم أفضل يكون فقط بالعنف المفرط الخارق للعادة، فتميز البطل الخارق المحارب للأشرار يكمن بقدرته على اقتراف قدر زائد من العنف المفرط يزيد عن الذي يمكن للإنسان العادي اقترافه لأن لديه قوى زائدة خارقة قادرة على اجتراح قدر زائد من العنف الخارق.
* يرسخ مبدأ أن الامتياز يكون بالانحطاط أي التخلي عن مبدأ التسامي عن الطبيعة البدائية الغرائزية المشتركة مع الحيوانات والحشرات؛ فالأبطال الخارقون يصبحون خارقين عندما يتماهون بالكامل مع الطبيعة الحيوانية، ولذا هم بهذه المسميات «الرجل الخفاش» «الرجل العنكبوت» «الرجل النملة» «الرجل الذئب» «المرأة القطة» ولذا كان هناك النمط الغريب واللامنطقي للباس الأبطال الخارقين بجعل اللباس الداخلي فوق البنطلون مثل «سوبر مان» بدل النمط الطبيعي أي يكون اللباس الداخلي تحت البنطلون، وجعل اللباس ملتصقا بالجسد رمزا للعري وله هيئة رمزية لحيوان او حشرة، وبالنسبة للنساء فالمرأة السوبر الخارقة/سوبر وممن ترتدي فقط الملابس الداخلية وهو أمر اشتكت منه الممثلات واعتبرنه عنصرية جنسية وطالبن بالمساواة بالأبطال الخارقين الرجال بلبس لباس يغطي الجسد وإن كان لاصقا فهو أقل إحراجا من تمثيل فيلم أو مسلسل كامل بالملابس الداخلية فقط حتى بموسم الشتاء المثلج، والأصل أن يرتدي الأبطال الخارقون فقط الملابس الداخلية لكن تم اختراع اللباس اللاصق للرجال لأنه اعتبر منفرا وغير مناسب ظهورهم عراة كالنساء عندما بدأت موضتهم منتصف القرن الماضي، والمعنى الرمزي لزي الأبطال الخارقين هو؛ خلع لباس التحضر الإنساني لاعتبار مثالياته تضعف الإنسان؛ لأنها تقيد غرائزه والعودة للطبيعة البدائية الحيوانية الغرائزية العارية المتوحشة غير المقيدة؛ لأنه فيها يكمن الامتياز والقوة حسب نظرية «سوبرمان/أوبامنش» للفيلسوف الألماني نيتشه -أودع نيتشه مستشفى الأمراض العقلية حتى وفاته لإصابته بالجنون- وهذا يخالف ويعاكس ويضاد نظرية الامتياز التي سادت منذ عصور النهضة والتحضر والحداثة والقائمة على أن الإنسان ليحقق الامتياز والكمال عليه التحضر بالارتقاء عن الطبيعة الحيوانية الغرائزية باتجاه التماهي مع الطبيعة العليا الربانية ومثالياتها العليا الفكرية والمعرفية والأخلاقية، وهناك فارق جذري في عواقب البرمجة الثقافية الجماعية للبشرية عندما تتمحور حول اعتبار الامتياز يكمن بالتماهي مع الطبيعة الغرائزية الحيوانية كبديل للامتياز بالارتقاء إلى الطبيعة الربانية الفكرية الأخلاقية. ويمكن رؤية تلك العواقب بواقع العالم السلبي من الحروب والإرهاب والجريمة المنظمة إلى العنف الأسري والتنمر والجرائم الجنسية وانعدام الأمان الاجتماعي وشيوع وسيادة سوء الأخلاق والأدب والسمت. لذا العالم يحتاج لثورة نوعية بالخيال الأدبي الثقافي الفني تخرجه خارج صندوق تيار الأبطال الخارقين السلبي عديم الذكاء والخيال والقيم والفكر والجوهر.
• يرسخ مبدأ ان البطل هو بطل بشيء عضوي جيني فائق يولد به وليس بصنعه لنفسه بجهده وجده ووعيه وقيمه وموقفه، وهذا يصب بالاعتقاد الخرافي الرجعي السلبي بوجود أفراد أو سلالات أو طبقات لها طبيعة جينية مقدسة أعلى من غيرها مما يجعلها تتكبر على الزواج من خارجها كما هو الحال مع النظام الطبقي بالهندوسية الذي انتقل للمسلمين بطبقة الأشراف والسادة – بالصحيح روي أن رجلا قال للنبي «أنت سيدنا» فرفض النبي هذا اللقب وبين السبب وقال: «السيد الله». صحيح الأدب المفرد للبخاري. والقرآن نفى القدسية المعصومة بأصل الخلقة لأحد من البشر حتى لنسل الأنبياء بما يجعلهم المخلصين المنتظرين الذين يقومون بكل ما يجب أن يقوم به الإنسان العادي لأجل جعل نفسه وعالمه افضل {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (2/124)}.
• يرسخ المبدأ الباعث على الفشل والكسل والخمول واللامسوؤلية الجماعية للشعوب القائمة على افتراض أن واجب معالجة الأحوال الجماعية والشأن العام هو مسؤولية مخلص بطل خارق يولد بصفات خارقة تعده للقيام بهذا الدور وهم مسؤوليتهم ودورهم فقط الدعاء بمولده وتقديسه وتمجيده دون أن يحركوا ساكنا لجعل أنفسهم وواقعهم وعالمهم أفضل.
• يرسخ مبدأ أن مكافحة الشر وجعل العالم أفضل يكون فقط بالعنف المفرط الخارق للعادة، فتميز البطل الخارق المحارب للأشرار يكمن بقدرته على اقتراف قدر زائد من العنف المفرط يزيد عن الذي يمكن للإنسان العادي اقترافه لأن لديه قوى زائدة خارقة قادرة على اجتراح قدر زائد من العنف الخارق.
* يرسخ مبدأ أن الامتياز يكون بالانحطاط أي التخلي عن مبدأ التسامي عن الطبيعة البدائية الغرائزية المشتركة مع الحيوانات والحشرات؛ فالأبطال الخارقون يصبحون خارقين عندما يتماهون بالكامل مع الطبيعة الحيوانية، ولذا هم بهذه المسميات «الرجل الخفاش» «الرجل العنكبوت» «الرجل النملة» «الرجل الذئب» «المرأة القطة» ولذا كان هناك النمط الغريب واللامنطقي للباس الأبطال الخارقين بجعل اللباس الداخلي فوق البنطلون مثل «سوبر مان» بدل النمط الطبيعي أي يكون اللباس الداخلي تحت البنطلون، وجعل اللباس ملتصقا بالجسد رمزا للعري وله هيئة رمزية لحيوان او حشرة، وبالنسبة للنساء فالمرأة السوبر الخارقة/سوبر وممن ترتدي فقط الملابس الداخلية وهو أمر اشتكت منه الممثلات واعتبرنه عنصرية جنسية وطالبن بالمساواة بالأبطال الخارقين الرجال بلبس لباس يغطي الجسد وإن كان لاصقا فهو أقل إحراجا من تمثيل فيلم أو مسلسل كامل بالملابس الداخلية فقط حتى بموسم الشتاء المثلج، والأصل أن يرتدي الأبطال الخارقون فقط الملابس الداخلية لكن تم اختراع اللباس اللاصق للرجال لأنه اعتبر منفرا وغير مناسب ظهورهم عراة كالنساء عندما بدأت موضتهم منتصف القرن الماضي، والمعنى الرمزي لزي الأبطال الخارقين هو؛ خلع لباس التحضر الإنساني لاعتبار مثالياته تضعف الإنسان؛ لأنها تقيد غرائزه والعودة للطبيعة البدائية الحيوانية الغرائزية العارية المتوحشة غير المقيدة؛ لأنه فيها يكمن الامتياز والقوة حسب نظرية «سوبرمان/أوبامنش» للفيلسوف الألماني نيتشه -أودع نيتشه مستشفى الأمراض العقلية حتى وفاته لإصابته بالجنون- وهذا يخالف ويعاكس ويضاد نظرية الامتياز التي سادت منذ عصور النهضة والتحضر والحداثة والقائمة على أن الإنسان ليحقق الامتياز والكمال عليه التحضر بالارتقاء عن الطبيعة الحيوانية الغرائزية باتجاه التماهي مع الطبيعة العليا الربانية ومثالياتها العليا الفكرية والمعرفية والأخلاقية، وهناك فارق جذري في عواقب البرمجة الثقافية الجماعية للبشرية عندما تتمحور حول اعتبار الامتياز يكمن بالتماهي مع الطبيعة الغرائزية الحيوانية كبديل للامتياز بالارتقاء إلى الطبيعة الربانية الفكرية الأخلاقية. ويمكن رؤية تلك العواقب بواقع العالم السلبي من الحروب والإرهاب والجريمة المنظمة إلى العنف الأسري والتنمر والجرائم الجنسية وانعدام الأمان الاجتماعي وشيوع وسيادة سوء الأخلاق والأدب والسمت. لذا العالم يحتاج لثورة نوعية بالخيال الأدبي الثقافي الفني تخرجه خارج صندوق تيار الأبطال الخارقين السلبي عديم الذكاء والخيال والقيم والفكر والجوهر.