حربُ الأعْلَام
الاثنين / 29 / شوال / 1443 هـ الاثنين 30 مايو 2022 23:52
طلال صالح بنان
عَلَمُ الدولةِ هو رمزٌ لسيادتها وفخر مواطنيها، يستحق بذل المهج والأرواح لبقائه مرفوعاً بزهو على أرض الوطن. عَلَمُ الدولةِ، يتجاوز حدودَ أراضِ إقليمها للتعبير عن سيادتها وعنوان لحصانتها وامتيازاتها في الخارج، عندما يُرفع على مقار بعثاتها الدبلوماسية، وعلى ممتلكات الدولة في الخارج الرسمية، الثابتة منها والمتحركة.
في الحروبِ أيضاً تحرصُ الدولُ على رفع علمها على مواقع العدو التي تقتحمها، سواء كان ذلك نتيجة للغزو أو الفتح أو الإلحاق أو الضم أو استعادة الأرض. ويبقى وضع العلم في الأراضي المحتلة، بواقع قدرة الدولة على فرضه، ومقاومة الطرف الآخر على استعادة أرضه.. أو نتيجة لاحقة لاتفاقٍ متبادلٍ على مصيرِ المنطقةِ موضعَ النزاع.
علم الدولة، أيضاً، ليس فقط رمزاً لوجودها وسيطرتها السيادية على إقليمها، بل هو أيضاً رمز مرتبط بوجودِ ومصيرِ الدولة نفسها، بعيداً عن احتمالية تغير نظامها السياسي، ومصدر شرعيته. دولٌ عديدةٌ حدثت بها ثورات وتغيرات جذرية في أنظمة الحكم بها، بل وحتى وضعية استقلالها الوطني، تطلبت تغيير شكل وألوان أعلامها، سرعان ما تعود إلى أعلامها التقليدية الأصيلة، التي رافقت ساعات إعلان استقلالها الأولى.
ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالذات في القدس، من صراعٍ بين الفلسطينيين واليهود للسيادة على المدينة المقدسة، إنما هو شكل من أشكال الصراع «الكلاسيكي» على الأرض، بإصرار كل جانب على رفع علم كيانه السياسي توكيداً لسيادته على القدس. لكن الفرق هنا الدعَاوى التي يسوقها كل جانبٍ لإثباتِ شرعيةِ رفع علمه على المدينة المقدسة، بوصفها عاصمةً له.
الكيانُ الصهيونيُ، من البداية فاقدٌ لشرعيةِ وجودِه في أرضِ فلسطين، دعك من ادعائه أن القدس عاصمته الموحدة الأبدية. الفلسطينيون، لظروف لها علاقة بالصراع ووضع النظام الدولي، وإن قبل بعضهم باحتمال الاعتراف بقيام دولة يهودية في أجزاء من فلسطين، إلا أنهم جميعاً يرفضون، والعالم كله معهم، أن يكون هذا الكيان «اللقيط» عاصمته القدس. بالرغم من قمع وقسوة وجبروت وفرط قوة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الفلسطينيين مستمرون في معركتهم غير المتكافئة (مادياً وعسكرياً وسياسياً) لتوكيد سيادتهم على القدس، بالإصرار على مقاومة رفع علم كيان المحتل الإسرائيلي على المدينة المقدسة.
من أكثر محاولات الكيانِ الصهيوني استفزازاً في هذا الأمر، ما بَدعَوه بما يسمونه مسيرة الأعلام السنوية للمسجد الأقصى، في ذكرى احتلالهم غير المشروع وغير المعترف به دولياً للقدس، بعد حرب ١٩٦٧. اليهودُ بسيطرتهم القسرية الباطشة على القدس، والفلسطينيون بإرادتهم الماضية الصلبة، الدفاع عن مدينتهم المقدسة وعاصمة دولتهم الأبدية، تدور معركة السيادة الفاصلة، على المدينة المقدسة. حتى الأطفال المقدسيين يقدمون على نزع أي علم لإسرائيل تصل يدهم إليه في القدس، حتى ولو كان منصوباً على أعمدة النور بالشوارع.
بالتبعية: القدس هي ميدان معركة الحسم القادمة، ليس على مستوى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل على مصير السلام في أرض الرسالات. التاريخُ.. والوعدُ الإلهي، يقولان: إن الغلبةَ، في النهاية، ستكون للعرب، لأن الأرض نفسها، في النهاية ستلفظ خَبَثَ النَجَسُ الذي لوّثها، من قبلِ مغتصبين ليس لهم علاقةِ لا من قريبٍ أو بعيدٍ، بأرضِ فلسطين، دعك من زعمهم بأساطير تلمودية حرّفوها في كتبهم، قبل أن يفسدوا بها عقيدتهم.
القدسُ عربية فلسطينية.. والأقصى جوهرتها الغالية تزيّن جبهتها الناصعة، مُلْكَاً خالصاً للمسلمين. هذا ما يقوله ويثبت تكرار حدوثه التاريخ، إنفاذاً لما تعد به العناية الإلهية. في القدس لا موضع لعلمٍ يرفرف في سماها، إلا عَلَمَ فلسطين رمزاً أبدياً خالداً لسيادة العرب على زهرة المدائن وبهية المساكن (القدس).
في الحروبِ أيضاً تحرصُ الدولُ على رفع علمها على مواقع العدو التي تقتحمها، سواء كان ذلك نتيجة للغزو أو الفتح أو الإلحاق أو الضم أو استعادة الأرض. ويبقى وضع العلم في الأراضي المحتلة، بواقع قدرة الدولة على فرضه، ومقاومة الطرف الآخر على استعادة أرضه.. أو نتيجة لاحقة لاتفاقٍ متبادلٍ على مصيرِ المنطقةِ موضعَ النزاع.
علم الدولة، أيضاً، ليس فقط رمزاً لوجودها وسيطرتها السيادية على إقليمها، بل هو أيضاً رمز مرتبط بوجودِ ومصيرِ الدولة نفسها، بعيداً عن احتمالية تغير نظامها السياسي، ومصدر شرعيته. دولٌ عديدةٌ حدثت بها ثورات وتغيرات جذرية في أنظمة الحكم بها، بل وحتى وضعية استقلالها الوطني، تطلبت تغيير شكل وألوان أعلامها، سرعان ما تعود إلى أعلامها التقليدية الأصيلة، التي رافقت ساعات إعلان استقلالها الأولى.
ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالذات في القدس، من صراعٍ بين الفلسطينيين واليهود للسيادة على المدينة المقدسة، إنما هو شكل من أشكال الصراع «الكلاسيكي» على الأرض، بإصرار كل جانب على رفع علم كيانه السياسي توكيداً لسيادته على القدس. لكن الفرق هنا الدعَاوى التي يسوقها كل جانبٍ لإثباتِ شرعيةِ رفع علمه على المدينة المقدسة، بوصفها عاصمةً له.
الكيانُ الصهيونيُ، من البداية فاقدٌ لشرعيةِ وجودِه في أرضِ فلسطين، دعك من ادعائه أن القدس عاصمته الموحدة الأبدية. الفلسطينيون، لظروف لها علاقة بالصراع ووضع النظام الدولي، وإن قبل بعضهم باحتمال الاعتراف بقيام دولة يهودية في أجزاء من فلسطين، إلا أنهم جميعاً يرفضون، والعالم كله معهم، أن يكون هذا الكيان «اللقيط» عاصمته القدس. بالرغم من قمع وقسوة وجبروت وفرط قوة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الفلسطينيين مستمرون في معركتهم غير المتكافئة (مادياً وعسكرياً وسياسياً) لتوكيد سيادتهم على القدس، بالإصرار على مقاومة رفع علم كيان المحتل الإسرائيلي على المدينة المقدسة.
من أكثر محاولات الكيانِ الصهيوني استفزازاً في هذا الأمر، ما بَدعَوه بما يسمونه مسيرة الأعلام السنوية للمسجد الأقصى، في ذكرى احتلالهم غير المشروع وغير المعترف به دولياً للقدس، بعد حرب ١٩٦٧. اليهودُ بسيطرتهم القسرية الباطشة على القدس، والفلسطينيون بإرادتهم الماضية الصلبة، الدفاع عن مدينتهم المقدسة وعاصمة دولتهم الأبدية، تدور معركة السيادة الفاصلة، على المدينة المقدسة. حتى الأطفال المقدسيين يقدمون على نزع أي علم لإسرائيل تصل يدهم إليه في القدس، حتى ولو كان منصوباً على أعمدة النور بالشوارع.
بالتبعية: القدس هي ميدان معركة الحسم القادمة، ليس على مستوى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بل على مصير السلام في أرض الرسالات. التاريخُ.. والوعدُ الإلهي، يقولان: إن الغلبةَ، في النهاية، ستكون للعرب، لأن الأرض نفسها، في النهاية ستلفظ خَبَثَ النَجَسُ الذي لوّثها، من قبلِ مغتصبين ليس لهم علاقةِ لا من قريبٍ أو بعيدٍ، بأرضِ فلسطين، دعك من زعمهم بأساطير تلمودية حرّفوها في كتبهم، قبل أن يفسدوا بها عقيدتهم.
القدسُ عربية فلسطينية.. والأقصى جوهرتها الغالية تزيّن جبهتها الناصعة، مُلْكَاً خالصاً للمسلمين. هذا ما يقوله ويثبت تكرار حدوثه التاريخ، إنفاذاً لما تعد به العناية الإلهية. في القدس لا موضع لعلمٍ يرفرف في سماها، إلا عَلَمَ فلسطين رمزاً أبدياً خالداً لسيادة العرب على زهرة المدائن وبهية المساكن (القدس).