كتاب ومقالات

هل تعرفون «أبو الإبداع» ؟

أنمار مطاوع

العقل البشري صنعه الخالق بخاصية ملازمة له.. (الإبداع). أي أن كل عقل بشري يحتوي على (التطبيق) - المُحدّث دائما - الخاص بالإبداع.

لكن السؤال: لماذا لا نرى الإبداع في كل من حولنا؟ ولماذا يظهر على البعض ولا يظهر على البعض الآخر؟

علميا.. كل عقل بشري لديه القدرة على الإبداع.. ولكن هناك من تجاهل هذه الخاصية، أو أنه لا يعلم بوجودها.. أو آثر عكسها.. الإحباط.

الجملة السابقة ليست كلاما للاستهلاك المحلي، فكثير من الدراسات تشير إلى أن العقل قد يختار الإحباط.. ويلقي باللوم على أي مؤثرات خارجية.. باستثناء الذات. لذلك، الجواب أكثر بساطة وسلاسة من السؤال ذاته. الإبداع خاصية في العقل الإنساني.. ولكنها تخضع للاختيار؛ من ليس مبدعا.. هو اختار أن يكون كذلك!.. بالتأكيد.

الإبداع.. له خطوة استباقية.. هي التحفيز. (إذا كان الإبداع نتيجة.. فالتحفيز.. سبب). الاهتمام العالمي بالتحفيز ليس من أجل جبر الخواطر.. بل لأنه (قيمة ذهنية).. تبحث عنها المنشآت وتدفع مقابلها الغالي والرخيص وتضع البرامج وتبتكر لها الأفكار والطرق والوسائل.. كل ذلك لصناعة المحرك الذهني للإبداع.. المسمى (التحفيز). - ليس المجال هنا للتحدث عن التحفيز الخارجي -، بل المراد هو التحفيز الداخلي Self Motivation الذي يبحث عنه الفرد ذاته - لمصلحته ومصلحة كل من حوله -.. فالتحفيز الخارجي محدود النسبة كما أنه لا يتوافق مع كل الرغبات أو لا يتوفر طوال الوقت.. وليس مضمون الاستدامة، أما التحفيز الداخلي فهو طاقة مستمرة ودائمة لا تؤثر عليها العوامل الخارجية.. بل هي خارطة طريق للتعامل مع كل الظروف المحيطة، والمواقف الماضية والحالية والمستقبلية.

التحفيز له صناعة.. تحتاج لخطوات؛ على سبيل المثال، التحفيز يحتاج لقراءة سير الناجحين.. ويحتاج لتجنّب الأشخاص المحبَطين والمحبِطين..

الإبداع وليد التحفيز.. هو ليس أصلا مستقلا وليس تجربة قابلة للنقل أو التعليم.. هو منتج نهائي؛ ولكن الجميل.. جدا.. أن مصدره قابل للاكتساب.. وهو التحفيز.. الذي يرسم المسيرة. فالمتعة الحقيقية تكمن في المسيرة ذاتها وليس في الوصول النهائي.. فالوصول النهائي شعور غامر بالتحقيق تصحبه السعادة.. أما شعور المتعة فهو وليد المسيرة.. والمسيرة دائما طاقتها التحفيز.

الإبداع لا يحتاج إلى جهد.. ولكن التحفيز يحتاج. لهذا، عدم بذل الجهد للحصول على التحفيز الداخلي، يقطع الطاقة تماما عن مولدات الإبداع الذاتي.. وعندها، تصبح فرص التميّز محدودة وربما معدومة. وفي المقابل، المحفَّز داخليا.. هو من ينتج الإبداع في كل مكان وموقع.. وموقف.