محدودية الردع والدفاع السلبي
الثلاثاء / 08 / ذو القعدة / 1443 هـ الثلاثاء 07 يونيو 2022 01:30
طلال صالح بنان
ربما يتفوق الغرب «أخلاقياً» في إدارته لحرب روسيا على أوكرانيا، مما يفسر النهج الدفاعي، الذي تتبعه موسكو، في التعاطي الدبلوماسي مع الأزمة. موسكو لم تعلن الحرب على أوكرانيا ووصفت هجومها على أوكرانيا بأنه عملية عسكرية خاصة لاجتثاث نظام فاشٍ يحكم كييف تسيطر علية طغمة قومية متطرفة، ذات توجهات نازية خطيرة.
الغربُ، في المقابل ينظر إلى القضية من زاوية أن موسكو أقدمت على عدوان غير مبرر لدولة عضو في الأمم المتحدة، بهدف محوها من الخريطة، في إطار إستراتيجية توسعية بعيدة المدى للإضرار بمصالح الغرب وأمنه، وكذا أمن دول اختارت إستراتيجية الحياد، مثل: السويد وفنلندا والدنمارك، وحتى سويسرا.
كما أن روسيا، وهي تمتلك قدرات إستراتيجية غير تقليدية، تبدو في موقف سياسي ضعيف، وهي تمارس «تنمراً» فاضحاً تجاه دولة، لا تملك قدرات إستراتيجية توفر لها الحد الأدنى من متطلبات الدفاع. الغربُ، بقيادة الناتو لم يفشل فقط في منع الغزو، بل أظهر ضعفاً في قدراته الناعمة والصلبة، في وقف آلة الحرب الروسية الجهنمية، التي تورطت في ممارسات تقترب من كونها جرائم حرب.
روسيا، بعد مئة يوم من الحرب، سيطرت على ما يقرب من ربع مساحة أوكرانيا، فزادت على احتلال شبه جزيرة القرم، عام ٢٠١٤، اقتطاع معظم إقليم دونباس في شرق أوكرانيا مع احتلال معظم إطلالة أوكرانيا على بحر آزوف والبحر الأسود، وهي في طريقها لتتجه شمال غرب وتهدد الحدود الشرقية لجمهورية ملدوفا.
لم تفلح كل إجراءات المقاطعة الشاملة، التي فرضها الغرب على روسيا، في ثني موسكو عن مواصلة حملتها العسكرية على أوكرانيا، مع ظهور تصدع في جدار المقاطعة الاقتصادية، حيث كشفت مدى اعتماد الكثير من دول حلف الناتو على واردات الطاقة الروسية، حيث تصر موسكو دفع ثمنها بالروبل.
صحيح: موسكو لم تقترب، بعد من تحقيق أهداف حملتها العسكرية في أوكرانيا، إلا أن الصحيح أيضاً، أن الغرب، بزعامة الولايات المتحدة، لم يقترب من تحقيق نصر إستراتيجي على روسيا، بإفشال الحملة العسكرية على أوكرانيا، كما وعد الرئيس الأمريكي.
الغربُ، من البداية كان واضحاً في تحري عدم وصول دعمه العسكري لكييف لحد التورط مباشرة في المعركة، أو المجازفة بذلك، بل إن الحذر من التورط في الحرب ذهب لحد إعلان الرئيس جو بايدن، بأن: واشنطن لن تزود أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية. وكل ما يمكن أن تقدمه واشنطن، بحسب قول وزير الخارجية الأمريكي: هو المساعدة في صمود أوكرانيا، لتحسين موقفها السياسي، في أي مفاوضات، للتوصل إلى حل سلمي للنزاع.
ما لم يتخل الغرب عن إستراتيجية الدفاع السلبي، لتتمكن أوكرانيا من استعادة أراضيها، بتزويد كييف بما تحتاجه من سلاح ردع تقليدي صاروخي ومدفعي متقدم بعيد المدى، فإن الرئيس بوتن سيعلن قريباً نجاح حملته العسكرية، إذا ما ضم إقليم دونباس وسيطر على كامل جنوب أوكرانيا، وصولاً إلى الحدود الشرقية لملدوفا.
روسيا، في النهاية لم تستطع حسم المعركة بتفوقها في إمكانات الردع الإسترتيجي غير التقليدي، تماماً: كما أن الغرب لم ينجح في إستراتيجية المقاطعة الاقتصادية، التي فرضها على روسيا من أول يوم لاندلاع المعارك. وكلما أظهرت موسكو قدرة على مواصلة القتال.. وأبدى الغربُ تقاعسًا إستراتيجياً في إفشال روسيا من تحقيق أهداف حربها على أوكرانيا، كلما اقتربت روسيا من تحقيق أهدافها وابتعد الغربُ عن ردع روسيا من مواصلة زحفها العسكري، ربما إلى ما وراء حدود أوكرانيا، حتى لتبدو مشاريع توسعة الناتو الجديدة، غير ذات قيمة إستراتيجية حقيقية.
الغربُ، في المقابل ينظر إلى القضية من زاوية أن موسكو أقدمت على عدوان غير مبرر لدولة عضو في الأمم المتحدة، بهدف محوها من الخريطة، في إطار إستراتيجية توسعية بعيدة المدى للإضرار بمصالح الغرب وأمنه، وكذا أمن دول اختارت إستراتيجية الحياد، مثل: السويد وفنلندا والدنمارك، وحتى سويسرا.
كما أن روسيا، وهي تمتلك قدرات إستراتيجية غير تقليدية، تبدو في موقف سياسي ضعيف، وهي تمارس «تنمراً» فاضحاً تجاه دولة، لا تملك قدرات إستراتيجية توفر لها الحد الأدنى من متطلبات الدفاع. الغربُ، بقيادة الناتو لم يفشل فقط في منع الغزو، بل أظهر ضعفاً في قدراته الناعمة والصلبة، في وقف آلة الحرب الروسية الجهنمية، التي تورطت في ممارسات تقترب من كونها جرائم حرب.
روسيا، بعد مئة يوم من الحرب، سيطرت على ما يقرب من ربع مساحة أوكرانيا، فزادت على احتلال شبه جزيرة القرم، عام ٢٠١٤، اقتطاع معظم إقليم دونباس في شرق أوكرانيا مع احتلال معظم إطلالة أوكرانيا على بحر آزوف والبحر الأسود، وهي في طريقها لتتجه شمال غرب وتهدد الحدود الشرقية لجمهورية ملدوفا.
لم تفلح كل إجراءات المقاطعة الشاملة، التي فرضها الغرب على روسيا، في ثني موسكو عن مواصلة حملتها العسكرية على أوكرانيا، مع ظهور تصدع في جدار المقاطعة الاقتصادية، حيث كشفت مدى اعتماد الكثير من دول حلف الناتو على واردات الطاقة الروسية، حيث تصر موسكو دفع ثمنها بالروبل.
صحيح: موسكو لم تقترب، بعد من تحقيق أهداف حملتها العسكرية في أوكرانيا، إلا أن الصحيح أيضاً، أن الغرب، بزعامة الولايات المتحدة، لم يقترب من تحقيق نصر إستراتيجي على روسيا، بإفشال الحملة العسكرية على أوكرانيا، كما وعد الرئيس الأمريكي.
الغربُ، من البداية كان واضحاً في تحري عدم وصول دعمه العسكري لكييف لحد التورط مباشرة في المعركة، أو المجازفة بذلك، بل إن الحذر من التورط في الحرب ذهب لحد إعلان الرئيس جو بايدن، بأن: واشنطن لن تزود أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى الأراضي الروسية. وكل ما يمكن أن تقدمه واشنطن، بحسب قول وزير الخارجية الأمريكي: هو المساعدة في صمود أوكرانيا، لتحسين موقفها السياسي، في أي مفاوضات، للتوصل إلى حل سلمي للنزاع.
ما لم يتخل الغرب عن إستراتيجية الدفاع السلبي، لتتمكن أوكرانيا من استعادة أراضيها، بتزويد كييف بما تحتاجه من سلاح ردع تقليدي صاروخي ومدفعي متقدم بعيد المدى، فإن الرئيس بوتن سيعلن قريباً نجاح حملته العسكرية، إذا ما ضم إقليم دونباس وسيطر على كامل جنوب أوكرانيا، وصولاً إلى الحدود الشرقية لملدوفا.
روسيا، في النهاية لم تستطع حسم المعركة بتفوقها في إمكانات الردع الإسترتيجي غير التقليدي، تماماً: كما أن الغرب لم ينجح في إستراتيجية المقاطعة الاقتصادية، التي فرضها على روسيا من أول يوم لاندلاع المعارك. وكلما أظهرت موسكو قدرة على مواصلة القتال.. وأبدى الغربُ تقاعسًا إستراتيجياً في إفشال روسيا من تحقيق أهداف حربها على أوكرانيا، كلما اقتربت روسيا من تحقيق أهدافها وابتعد الغربُ عن ردع روسيا من مواصلة زحفها العسكري، ربما إلى ما وراء حدود أوكرانيا، حتى لتبدو مشاريع توسعة الناتو الجديدة، غير ذات قيمة إستراتيجية حقيقية.