التفوق الوهمي لفكر الصحوة
الجمعة / 11 / ذو القعدة / 1443 هـ الجمعة 10 يونيو 2022 01:02
أسامة يماني
يتوهم أهل الغفوة أنهم الخير والصواب، وأنهم يملكون الحقيقة وهم الأفضل وأصحاب الجنة، هذا التوهم يعرّف في علم النفس بمتلازمة دانينغ-كروجر (Dunning - Kruger effect). وقد توصل إليه هذان الباحثان في علم النفس من قصة حقيقية حدثت في عام ١٩٩٥ حيث أقدم مكارثي ويلر على سرقة بنكين ووجهه مغطى بعصير الليمون، اعتقاداً منه أن عصير الليمون سيجعله غير مرئي لكاميرات المراقبة. واستند هذا الاعتقاد على سوء فهم السارق للخصائص الكيميائية لعصير الليمون كحبر سري. بسبب هذه الواقعة عكف الدكتور دانينغ وتلميذه كروجر على دراستها وعمل تجارب لمعرفة الانحياز المعرفي، الذي هو ميل الأشخاص غير المؤهلين وغير الأكفاء للمبالغة في تقدير مهاراتهم بسبب عدم قدرتهم على التنافس والمعرفة والتفريق بين الشخص الكفء وغير الكفء الذين يعانون من وهم التفوق، «مبالغين في قدراتهم المعرفية بشكل يجعلها تبدو أكبر مما هي عليه في الحقيقة، وينتج التحيز المعرفي لوهم التفوق من انعدام قدرة هؤلاء الأشخاص على إدراك الإدراك، فبدون إدراك الذات لا يُمكن لهؤلاء الأشخاص أن يقيموا ذواتهم بشكل عادل».
لقد بلينا في الأربعين سنة المنصرمة (الماضية) بأشخاص جهال يظنون أنهم يملكون الحقيقة والتحيز المعرفي لوهم التفوق. فتكلموا عن الجغرافيا وعن الفيزياء والطب وعلم الأجنة والفقه وعلوم الإدارة والاقتصاد والعلوم الإنسانية بشكل عام والفقه وأصوله ظناً منهم أنهم يملكون أدوات المعرفة والتفوق.
فكر الغفوة لم يقدم خيراً للمجتمع، وجل ما قدمه كذب وتضليل وتلفيق وتضييق، وإعادة صياغة الإغلاق والانغلاق. أربعون عاماً ضيع هذا الفكر الموارد وبددها وأضعف بل وقضى على الإبداع وحرم الفن والفنون، ومنع الجمال والألوان واختزله في الأبيض والأسود.
إذا أردنا أن نقيم أثر هذا الفكر خلال أربعين عاماً على شتى مجالات الحياة من علوم واقتصاد وثقافة وفن وأدب وتعليم ورياضة وإدارة وعمارة وغير ذلك نجد أن المحصلة التي نخرج بها مفزعة وخطيرة، لأن الجهل لا يولد إلا جهلاً.
إن مبالغة أهل الغفوة غير المؤهلين وغير الأكفاء الذين يعانون من وهم التفوق أصاب الأمة في جميع مرافقها ومؤسساتها ونظمها واقتصادها. لقد توهم أهل الغفوة أنهم على الطريق السليم وأنهم الفرقة الناجية وأنهم أهل الجنة وغيرهم على ضلال وفي النار. خلال أربعين عاماً كان فكر الغفوة يدور حول السيطرة على الإنسان ولم يشغله موضوع التنمية والتطوير ولا التعليم ولا صحة الإنسان وتوفير المستشفيات. وما يشغلهم هو السيطرة على مفاصل الحياة والمزيد من الأتباع والمريدين وتوظيف المشاعر الدينية لصالح أجندتهم وبقائهم حتى لو كان ذلك على حساب دمار البلاد وشقاء الإنسان. لم يقدم فكر الغفوة فكراً ثقافياً أو حضارياً أو إنسانياً أو علمياً. وكانت بحوثه وآلته الإعلامية تدور في معظمها حول القشور وعلى إعادة صياغة المفاهيم، وبرمجة العقل، والسيطرة على النشء، وتقديس السلف، وتمجيد الماضي حسب منظوره، حتى اختلطت المفاهيم، وأصبح الفكر سجيناً بمعرفية الغفوة التي ترى أنها وحدها على حق وغيرها على ضلال وفساد وأهواء ونزوات ورغبات وفجور وسفور وغير ذلك من المصطلحات. كما عملت على ترويع المخالف وزجره، والتضييق على المجتمع، وتحريم معظم الفنون والإبداع، والزج في السجون بكل من تسول له نفسه على الخروج عن خطها، فهذا الفكر نصب نفسه حامياً للدين.
إن توهم فكر الغفوة بأنهم حراس الفضيلة وهم أبعد ما يكونون عنها يرجع إلى المبالغة في تقدير مهاراتهم بسبب عدم قدرتهم على التنافس والمعرفة والتفريق بين الشخص الكفء وغير الكفء، لهذا تصدق في أهل الغفوة متلازمة دانينغ-كروجر. فسوء التقدير والمبالغة في القدرات يترتب عليه مصائب كارثية.
إن أهل الغفوة على كل الأصعدة تسببوا في مشاكل كارثية نتيجة توهمهم بالتوفيق الوهمي لفكرهم فكر أهل الغفوة.
لقد بلينا في الأربعين سنة المنصرمة (الماضية) بأشخاص جهال يظنون أنهم يملكون الحقيقة والتحيز المعرفي لوهم التفوق. فتكلموا عن الجغرافيا وعن الفيزياء والطب وعلم الأجنة والفقه وعلوم الإدارة والاقتصاد والعلوم الإنسانية بشكل عام والفقه وأصوله ظناً منهم أنهم يملكون أدوات المعرفة والتفوق.
فكر الغفوة لم يقدم خيراً للمجتمع، وجل ما قدمه كذب وتضليل وتلفيق وتضييق، وإعادة صياغة الإغلاق والانغلاق. أربعون عاماً ضيع هذا الفكر الموارد وبددها وأضعف بل وقضى على الإبداع وحرم الفن والفنون، ومنع الجمال والألوان واختزله في الأبيض والأسود.
إذا أردنا أن نقيم أثر هذا الفكر خلال أربعين عاماً على شتى مجالات الحياة من علوم واقتصاد وثقافة وفن وأدب وتعليم ورياضة وإدارة وعمارة وغير ذلك نجد أن المحصلة التي نخرج بها مفزعة وخطيرة، لأن الجهل لا يولد إلا جهلاً.
إن مبالغة أهل الغفوة غير المؤهلين وغير الأكفاء الذين يعانون من وهم التفوق أصاب الأمة في جميع مرافقها ومؤسساتها ونظمها واقتصادها. لقد توهم أهل الغفوة أنهم على الطريق السليم وأنهم الفرقة الناجية وأنهم أهل الجنة وغيرهم على ضلال وفي النار. خلال أربعين عاماً كان فكر الغفوة يدور حول السيطرة على الإنسان ولم يشغله موضوع التنمية والتطوير ولا التعليم ولا صحة الإنسان وتوفير المستشفيات. وما يشغلهم هو السيطرة على مفاصل الحياة والمزيد من الأتباع والمريدين وتوظيف المشاعر الدينية لصالح أجندتهم وبقائهم حتى لو كان ذلك على حساب دمار البلاد وشقاء الإنسان. لم يقدم فكر الغفوة فكراً ثقافياً أو حضارياً أو إنسانياً أو علمياً. وكانت بحوثه وآلته الإعلامية تدور في معظمها حول القشور وعلى إعادة صياغة المفاهيم، وبرمجة العقل، والسيطرة على النشء، وتقديس السلف، وتمجيد الماضي حسب منظوره، حتى اختلطت المفاهيم، وأصبح الفكر سجيناً بمعرفية الغفوة التي ترى أنها وحدها على حق وغيرها على ضلال وفساد وأهواء ونزوات ورغبات وفجور وسفور وغير ذلك من المصطلحات. كما عملت على ترويع المخالف وزجره، والتضييق على المجتمع، وتحريم معظم الفنون والإبداع، والزج في السجون بكل من تسول له نفسه على الخروج عن خطها، فهذا الفكر نصب نفسه حامياً للدين.
إن توهم فكر الغفوة بأنهم حراس الفضيلة وهم أبعد ما يكونون عنها يرجع إلى المبالغة في تقدير مهاراتهم بسبب عدم قدرتهم على التنافس والمعرفة والتفريق بين الشخص الكفء وغير الكفء، لهذا تصدق في أهل الغفوة متلازمة دانينغ-كروجر. فسوء التقدير والمبالغة في القدرات يترتب عليه مصائب كارثية.
إن أهل الغفوة على كل الأصعدة تسببوا في مشاكل كارثية نتيجة توهمهم بالتوفيق الوهمي لفكرهم فكر أهل الغفوة.