يعد مرض «بهجت» أحد الأمراض النادرة التي تتسبب في تورم وانتفاخ الأوعية الدموية في أنحاء الجسم؛ ما قد يتسبب بمجموعة من الأعراض المختلفة تبعاً لمنطقة الإصابة، وقد يكون تشخيص مرض بهجت صعباً بعض الشيء، إذ قد يتم تشخيصه خطأ على أنه الذئبة الحمراء أو التهاب مفاصل أو غيره، وقد يحتاج الأمر أشهراً قبل حسم التشخيص تماماً. وعادة يتم البحث عن مجموعة من الأعراض تترافق سوياً، لا مجرد عرض واحد، مع إجراء العديد من الفحوصات لاستبعاد الحالات المحتملة الأخرى. وتمر على المريض فترات تظهر فيها الأعراض مرة واحدة، بينما تمر فترات أخرى تختفي فيها الأعراض تماماً، والمتابعة هنا هي أهم طرق السيطرة على المرض. وأوضح أطباء أن مرض بهجت لا يمكن أن ينتقل بالزواج، ولكن هناك احتمالية ضئيلة بأن يصاب بعض أفراد العائلة بالمرض نفسه بمن فيهم الأطفال، ولكن هذا لا يمنع الزواج، إذ إنَّ معظم الأشخاص المصابين بمرض بهجت لا يوجد لديهم أقارب مصابون به.

وفي الغالب لا يؤثر بشكل سلبي على فرص الحمل، وتستطيع أغلب السيدات المصابات بالمرض إنجاب أطفال سليمين. وأمّا بالنسبة للعلاقة الزوجية فقد يكون لمرض بهجت تأثير فيها، حيث تكون قدرة المرأة أضعف قليلاً أو ربما بسبب الضغط أو التوتر النفسي، الذي تشعر به بسبب التقرحات خاصة في المنطقة التناسلية.

أضرار واضطرابات وتأثير نفسي

أكدت الاستشارية النفسية الدكتورة نادية موصلي أن الأمراض العضوية الغريبة تنتشر نظراً للظروف البيئية، التي يعيش بها الإنسان ومن هذه الأمراض مرض يقال له «بهجت»، وهذا المرض من الأمراض النادر حدوثها، ويسمي (متلازمة بهجت) نسبة إلى اسم العالم التركي (هولوشي بهجت)، الذي كان أول شخص اكتشف هذا المرض قبل 70 عاماً.

ويصيب هذا المرض العيون ويسبب التهابات المفاصل ومناطق في الدماغ والجهاز الهضمي والجهاز التناسلي وتتضرر الأوعية الدموية والجلد، وتظهر التقرحات في جميع أنحاء الجسم حسب الأماكن المتضررة. وأضافت الدكتورة نادية موصلي: من أسباب هذا المرض، اضطرابات المناعة الذاتية إذ يعتقد أن حدوث المتلازمة ناتج عن مهاجمة جهاز المناعة لخلاياه السليمة؛ ما يسبب التهابات في جميع أنحاء الجسم، وتوجد العوامل الوراثية، إذ إن المرض ينتقل نتيجة لوجود طفرة في بعض الجينات وقد تساعد العوامل البيئية. وبيّنت أن هذا المرض يصيب نساء ورجال وقد يصيب الأطفال، ولكن الرجال أكثر عرضة للإصابة وأكثر عرضة للمرض. ويتمثل العلاج الخارجي في الكريمات لالتهاب الجلد وقطرات لالتهاب العين وغسول للفم ثم المضادات الحيوية لداخل الجسم لمقاومة المرض، وبما أنه يصيب الجهاز المناعي توصف أدوية مثبطة لجهاز المناعة. وأشارت موصلي إلى أن أي مرض عضوي يكون له تأثير نفسي لذلك يحتاج المريض إلى جلسات نفسية تقوي العزيمة والإرادة لمكافحة أي مرض، وإعطاء النصائح التوعوية، وجميعها تعتبر عوامل تعمل على تقوية الطاقة الإيجابية لدى المريض؛ ما يساعده على التغلب على المرض، وهذا المرض يحتاج مدة طويلة للتماثل إلى الشفاء.

عاجز عن فهم الأسباب

ما زال الأطباء عاجزين عن فهم أسباب المرض، ولكنهم يعتقدون أنه يبدأ من جهاز المناعة، الذي لسبب ما يبدأ بمهاجمة الأوعية الدموية في مختلف أنحاء الجسم.

ولكن وجد العلماء أن هناك بعض الجينات والعوامل الوراثية التي قد ترتبط بالإصابة بهذا المرض، ويعتقد أن وجود نوع معين من العدوى في البيئة المحيطة مثل الفايروسات والبكتيريا قد يحفز تفعيل جين المرض.

وهناك بعض العوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة بمرض بهجت، منها مكان الإقامة، ويعد هذا المرض أكثر شيوعاً في مناطق الشرق الأوسط وشرق آسيا واليابان والصين، وغالباً ما يظهر لدى المصابين في العشرينات أو الثلاثينات من العمر، ويؤثر على الرجال بشدة أكثر من النساء بالرغم من أنه يصيب الجنسين.

وتختلف أعراض مرض بهجت وحدتها من مريض لآخر حسب منطقة الإصابة في الجسم، وهناك أعراض الإصابة في الفم، وتعد الإصابة بالمرض في الفم الأكثر شيوعا مقارنة بمناطق الجسم الأخرى، كما تحدث أعراض الإصابة في العين، مثل تورم وانتفاخ في العين من الأمام أو الخلف، ورؤية ضبابية، وحساسية تجاه الضوء، وتمزقات، واحمرار وألم، وفقدان البصر أو العمى، إضافة إلى أعراض الإصابة في الجهاز التناسلي، وأعراض الإصابة في الجلد، وأعراض الإصابة في المفاصل، وأعراض الإصابة في الدماغ والحبل الشوكي، وأعراض الإصابة في الجهاز الهضمي، وقد يصيب مرض بهجت في بعض الحالات مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، مثل الكلى والرئتين.