رياضة

«البالون دور» نفخٌ ظالم !

رغم مسيرتهما الخالدة.. تجاهل تاريخي لـ«الملك بيليه» و«الساحر مارادونا»

بيليه

فهد صالح (جدة) fahadoof_s@

على رغم أن اللعبة الشعبية الأولى أنتجت في تاريخها الحديث مواهب فذّة قادرة على المنافسة على لقب (الأفضل)؛ كالأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي رونالدو، لكن هذين اللاعبين لم يتمكنا حتى الآن من موازاة بيليه ومارادونا في معيار أساسي هو رفع ذهب كأس العالم. نعم، تصدَّر ميسي قائمة جائزة الكرة الذهبية (البالون دور)، ويليه البرتغالي كريستيانو رونالدو في المركز الثاني في قائمة اللاعبين الأكثر فوزاً بالجائزة، إلا أن هذا الترتيب كان ليتغير لولا اختلاف قناعات الجائزة، منذ بدايتها حتى اليوم، وكان لقب اللاعب الأعلى فوزاً سيذهب للاعبيْ الكرة الأسطورتين البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا، اللذين لم يحصلا أبداً على الجائزة طوال فترة تواجدهما في ملاعب كرة القدم.

قد يستغرب عشاق كرة القدم من عدم فوز أفضل لاعبين في تاريخ اللعبة على الترتيب بيليه ومارادونا، فالاشتراطات التي اعتمدتها مجلة (فرانس فوتبول) منذ تأسيس جائزة الكرة الذهبية كانت تسمح فقط للاعبين الأوروبيين بالترشح للجائزة، لكن المجلة وفي عام 1995 غيرت تلك الاشتراطات، حيث وجدت أنها غير عادلة، وكان أول المستفيدين من التعديل اللاعب الليبيري جورج وياه الذي فاز بها أثناء وجوده مع ميلان الإيطالي 95.

واخيراً بعد الإجحاف وفي عام 2016، قامت المجلة بوضع قائمة شرفية تضم أسماء لاعبين استحقوا الجائزة من خارج أوروبا، من ضمنهم الملك بيليه الذي كان على رأس القائمة، ومنحته سبع جوائز (بالون دور) عن أعوام 1958 و1959 و1960 و1961 و1963 و1964 و1970، ووضعت المجلة على غلافها صورة لبيليه حاملاً الكرات الذهبية السبع. وأضافت إلى قائمتها الشرفية للجائزة الساحر دييغو مارادونا (مرتين)، وأيضاً تم منح لاعبين آخرين جائزة الكرة الذهبية بأثر رجعي؛ وهم روماريو، وماريو كيمبس، وغارينشا.

إنجازات خالدة

وما لا يغيب على العالم، إنجازات بيليه الكبيرة، حيث بلغ عدد أهدافه 1279 هدفاً أحرزها في 1363 مباراة،ومنها مباريات ودية، لكن الإنجاز الذي لا يستطيع أحد أن يجادل فيه هو فوز اللاعب مع منتخب بلاده البرازيل بكأس العالم ثلاث مرات، فهو اللاعب الوحيد في العالم الذي حقق هذا الإنجاز، كما أنه كان أفضل هداف في تاريخ نادي سانتوس برصيد 643 هدفا في 92 مباراة، وقد تم اختياره من قبل الفيفا أيضاً ليكون ضمن لاعبي القرن، وتم اختياره من اللجنة الأوليمبية الدولية ليكون ضمن قائمة أهم 100 شخصية رياضية في القرن العشرين.

وعرف بيليه ناديين فقط خلال مسيرته الطويلة: سانتوس (1956-1974) وكوزموس (1975-1977)، وكان ينظر إليه دائماً أنه بطل ملتزم، رجل محترم، قدوة في عالم اللعبة لم تلوث مسيرته الكروية أي فضيحة تذكر.

أما مارادونا، الذي ولد في عام 1960؛ فتمتع بمسيرة مبهرة امتدت لـ22 عاماً؛ وطبع مارادونا مونديال المكسيك 1986 باسمه دون منازع لأسباب مختلفة؛ أبرزها قيادته الأرجنتين إلى لقبها العالمي الثاني بعد مباريات قدم فيها لمحات لا تُمحى من ذاكرة مشجعي اللعبة؛ إذ لا ينسى العالم الهدف الخالد في منتخب الإنجليز إثر مجهود فردي مذهل من منتصف الملعب تخطّى خلاله أكثر من لاعب إنجليزي والحارس بيتر شيلتون، قبل أن يودع الكرة في المرمى مسجلاً هدفاً يعتبره العديد من النقاد الأجمل في التاريخ الحديث للعبة.

كان الطفل المشاغب على المستطيل الأخضر وخارجه، قد تألق مع عدة أندية؛ أرجنتينوس جونيور، بوكا جونيور، برشلونة، ونابولي؛ فكانت مسيرته مع نابولي الأكثر تألقاً على الإطلاق ليستمر مع فريق الجنوب الإيطالي من 84 حتى 91.

البالون دور

تعد جائزة الكرة الذهبية (البالون دور) أرفع تكريم يقدَّم للاعبي كرة القدم في العالم، ويتم تقديم الجائزة في حفل توزيع جوائز يقام بالعاصمة الفرنسية (باريس). وتم منح الجائزة للاعبي كرة القدم الرجال بداية من عام 1956.

وعن اختيار الفائز بـ(الكرة الذهبية) يتم وضع قائمة أولية بالمرشحين، ويفترض أن تضم 30 لاعباً على مستوى العالم، وهذه القائمة يتم وضعها بواسطة فريق تحرير في مجلة فرانس فوتبول.

ووفقاً لقواعد جائزة الكرة الذهبية، يمنح الفيفا الجائزة لأفضل لاعب وفقاً لأداء اللاعب على أرض الملعب، وسلوكه العام داخل الملعب وخارجه. بعد ذلك تقوم لجنة من اختيار الفيفا باختيار الفائز اعتماداً على أدائه الفردي والجماعي وموهبته والروح الرياضية ومسيرة اللاعب بشكل عام.

ويجب على كل ناخب من أعضاء اللجنة أن يختار خمسة لاعبين بترتيب الأفضلية، ثم يقوم الفيفا بمنح ست نقاط لكل اسم في المركز الأول، وأربع نقاط للمركز الثاني، ونقطة واحدة للمركز الثالث. يتم تجميع النقاط واللاعب الذي يحصل على أعلى نقاط يفوز بالكرة الذهبية. وفي حالة تساوي لاعبين في النقاط يتم اختيار اللاعب الذي وقع ترتيبه في المركز الأول أكثر من الآخرين.

ووفقاً لرئيس مجلة فرانس فوتبول، فإن التصويت يتم إرساله بشكل سري إلى نظام إلكتروني لحصر عدد النقاط، وتقييم الفائز، الذي يظل اسمه سرياً، لا يعرفه سوى رئيس المجلة حتى يوم الاحتفال وتسليم الجائزة.

ومنذ إنشائها حتى عام 2006، كان الصحفيون يشكلون لجنة التحكيم للتصويت للفائز بجائزة الكرة الذهبية، ولكن اعتباراً من عام 2007، تم منح مدربي وقادة المنتخب الوطنية الحق في الإدلاء بأصواتهم لاختيار الفائز. وبناءً على ذلك تتكون (لجنة التحكيم الدولية المتنوعة) الحالية لاختيار الفائز من مدربي المنتخبات الوطنية وقادة الفرق من بين مجموعة يتم اختيارها من الاتحادات الوطنية التابعة للفيفا البالغ عددها 209 اتحادات، إضافة إلى (الصحفيين المتخصصين).