الاصطـدام المروع الأخير..!
الأحد / 20 / ذو القعدة / 1443 هـ الاحد 19 يونيو 2022 01:18
صدقة يحيى فاضل
الحرب (War) هي ظاهرة قديمة قدم المجتمعات البشرية، وهي معركة مادية، تستهدف القتل والإعاقة، وتدمير الأسلحة، والمنشآت، والممتلكات. ولا تقتصر أضرارها على العسكريين المحاربين، بل إنها كثيراً ما تطال السكان المدنيين غير المحاربين.. إنها معركة قانونية، غالباً ما تنتهي بإبرام اتفاقيات معينة جديدة بين أطرافها، وربما إلغاء اتفاقيات أخرى.
تعني السياسة والدبلوماسية -ضمن ما تعني- مقارعة الخصوم والمنافسين، في الاجتماعات وعلى طاولات المفاوضات. بينما تعنى الحرب: مقارعة الخصوم والأعداء في ساحات الوغى، باستخدام القوات المسلحة. والحرب تعني أيضا: «ممارسة العنف المسلح المنظم، بين الجماعات الإنسانية، وهي الوسيلة الأكثر قسراً، المتاحة للدولة لتحقيق أهدافها». وهي أيضاً، كما قال عالم السياسة الشهير «كلاوزفتز»: «استمرار للسياسة بوسائل أخرى». والحرب تعتبر كارثة محدقة، كثيراً ما تنتهي بتضرر كل أطرافها، بدرجة، أو بأخرى. وفي أكثر الأحيان لا يوجد «منتصر» فيها، فكل أطرافها خاسرون، مهزومون. والمؤكد أن الأضرار تكون فادحة جداً، إن استخدمت في الحروب أسلحة الدمار الشامل.
وأسباب الحرب هي أسباب الصراعات الدولية. فأي صراع دولي قد يتفاقم، ويتطور، ليصل إلى ذروته في الخلاف فيما بين أطرافه، لمرحلة الأزمة. وذلك قد يعني وصوله -عند هذه النقطة- لدرجة الحرب، وتبادل إطلاق النار. ومن أهم ما تهدف إليه الحرب، هو: محاولة تحقيق أهداف أطرافها، وخاصة الطرف المبادر، قسراً، بعد فشل تحقيقها سلماً، ومحاولة إقناع العدو بأن الرضوخ لمطالب الطرف المبادر بالهجوم، أفضل من استمرار الحرب.
****
الحرب هي آخر وأخطر الوسائل التي تتبع لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للدول. وتقسم لأنواع؛ منها الحروب العالمية. ومعروف أن العلم والتقنية تتطوران بشكل هائل، ويوماً بعد يوم. وذلك ينعكس على تطور الأسلحة والعتاد الحربي، وفنون الحرب والقتال، خاصة فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل. وكل هذا يجعل الحروب الدولية أكثر خطورة، مع مرور الزمن. ومنذ اكتشاف واستخدام وتطوير أسلحة الدمار الشامل، أمست الحروب تمثل دماراً شاملاً للأحياء، وممتلكاتهم، وللكرة الأرضية وسكانها، بصفة عامة.
وقد شهد القرن العشرون، اكتشاف واستخدام وتطوير هذه الأسلحة، وخاصة النووية، التي استخدم منها قنبلتان صغيرتان حتى الآن، في نهاية عام 1945م. وشهد نفس القرن أيضاً أسوأ وأخطر حربين تعرضت لهما الإنسانية، حتى الآن، هما: الحربان العالميتان الأولى والثانية. اشتعلت الأولى يوم 28/7/1914م، ووضعت أوزارها يوم 11/11/1918م. شارك في هذه الحرب حوالى 100 مليون شخص، من 30 بلداً مختلفاً. وطرفاها كانا: «قوات الحلفاء»، المكونة من: فرنسا، بريطانيا، روسيا، إيطاليا، اليابان، أمريكا. و«القوى المركزية»، المكونة من: ألمانيا، النمسا، المجر، تركيا. وقد قتل في هذه الحرب حوالى ستة ملايين شخص، وسقط ملايين عدة جرحى، ووقعت خسائر مادية فادحة.
****
أما الحرب العالمية الثانية، فبدأت يوم 1/9/1939م، واستمرت ست سنوات، لتنتهي يوم 2/9/1945م. وكان طرفاها: «دول الحلفاء» (فرنسا، بريطانيا، أمريكا، الاتحاد السوفييتي، الصين). و«دول المحور» (ألمانيا، إيطاليا، اليابان). وقتل في هذه الحرب حوالى 60 مليون شخص. إضافة لملايين عدة من الجرحى، ودمار شامل لمدن وبلاد بأكملها.
وبتاريخ 6/8/1945م، ألقت أمريكا أول قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية، كان وزن القنبلة 20 كيلو طناً فقط، وأسفرت عن مقتل 75 ألف شخص على الفور، وجرح أكثر من 70 ألفاً، إضافة إلى تدمير المدينة بشكل شبه تام. وتم تقدير عدد الذين قتلوا، فوراً ولاحقاً، بحوالي 200 ألف شخص. وبتاريخ 8/8/1945م، ألقت أمريكا القنبلة النووية الثانية على مدينة ناجازاكي اليابانية. كان وزن القنبلة 20 كيلو طناً أيضاً. وقتلت، في دقيقتين، حوالى 40 ألف شخص فوراً، وجرحت أكثر من 25 ألف شخص. وبقيت الآثار الإشعاعية القاتلة تمرض وتقتل الآلاف، حتى يومنا هذا.
****
كان الهجوم النووي الأمريكي على اليابان هو الأول والوحيد من نوعه حتى الآن. واليوم، وبعد 76 عاماً من ذلك الهجوم، ننظر حولنا، فنرى تطوراً هائلاً في القدرة التدميرية للسلاح النووي، مقارنة بتلك القدرة قبل حوالى ثلاثة أرباع القرن، كما نجد أن عدد الدول التي تملك أسلحة نووية في تزايد (بلغ 9 دول حتى تاريخه). ونجد توترات وصراعات دولية لا حصر لها.
ونعايش أيضاً صراعاً حاداً بين القوى العظمى والكبرى، على صدارة العالم، وتنافساً على امتلاك أفتك الأسلحة، في سباق محموم على التسلح. ولو قامت حرب عالمية ثالثة -لا سمح الله- وبصرف النظر عن أطرافها الأصليين، فإن دماراً شاملاً يصعب وصفه، جزئياً أو كلياً، سيلحق بالكرة الأرضية، ويقضي على ما عليها من أحياء ونبات ومنشآت. ومع الأسف، تلوح في الأفق الآن احتمالات نشوب هذه الحرب، بسبب الصراع في أوكرانيا، وغيرها.
إن رد فعل الغرب (ناتو) المتشدد، على الحرب بأوكرانيا، الذي تجسد في التنديد الشديد بالعملية العسكرية الروسية، وفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، إضافة إلى إنشاء جسر جوي بين الغرب وأوكرانيا، لتزويد الأخيرة بأسلحة متطورة جداً، وتفعيل خطط الناتو الدفاعية، وإنشاء أربع مجموعات قتالية إضافية، في الجانب الشرقي للحلف، كل ذلك يجعل الغرب منخرطاً في الحرب ضد روسيا، وإن بشكل غير مباشر. أي أننا نشهد الآن حرباً بين الغرب وروسيا، لو «صعدت» ستصل لدرجة حرب شاملة مباشرة (ونووية).. قد تكتب نهاية هذا العالم.
قال أحد المحللين السياسيين الغربيين: لو قامت «الحرب العالمية الثالثة»، فإن ذلك سيعنى أن «الحرب العالمية الرابعة» سيتم خوضها بالسيوف والدروع، والخيول. لأن العالم سيعود لأكثر من قرنين للخلف، ولن تكون هناك أسلحة حديثة. رد عليه معلق آخر بالقول: لو قامت الحرب العالمية الثالثة، فلن تكون هناك حرب عالمية رابعة، بعد أن ينقرض البشر..!
تعني السياسة والدبلوماسية -ضمن ما تعني- مقارعة الخصوم والمنافسين، في الاجتماعات وعلى طاولات المفاوضات. بينما تعنى الحرب: مقارعة الخصوم والأعداء في ساحات الوغى، باستخدام القوات المسلحة. والحرب تعني أيضا: «ممارسة العنف المسلح المنظم، بين الجماعات الإنسانية، وهي الوسيلة الأكثر قسراً، المتاحة للدولة لتحقيق أهدافها». وهي أيضاً، كما قال عالم السياسة الشهير «كلاوزفتز»: «استمرار للسياسة بوسائل أخرى». والحرب تعتبر كارثة محدقة، كثيراً ما تنتهي بتضرر كل أطرافها، بدرجة، أو بأخرى. وفي أكثر الأحيان لا يوجد «منتصر» فيها، فكل أطرافها خاسرون، مهزومون. والمؤكد أن الأضرار تكون فادحة جداً، إن استخدمت في الحروب أسلحة الدمار الشامل.
وأسباب الحرب هي أسباب الصراعات الدولية. فأي صراع دولي قد يتفاقم، ويتطور، ليصل إلى ذروته في الخلاف فيما بين أطرافه، لمرحلة الأزمة. وذلك قد يعني وصوله -عند هذه النقطة- لدرجة الحرب، وتبادل إطلاق النار. ومن أهم ما تهدف إليه الحرب، هو: محاولة تحقيق أهداف أطرافها، وخاصة الطرف المبادر، قسراً، بعد فشل تحقيقها سلماً، ومحاولة إقناع العدو بأن الرضوخ لمطالب الطرف المبادر بالهجوم، أفضل من استمرار الحرب.
****
الحرب هي آخر وأخطر الوسائل التي تتبع لتحقيق أهداف السياسة الخارجية للدول. وتقسم لأنواع؛ منها الحروب العالمية. ومعروف أن العلم والتقنية تتطوران بشكل هائل، ويوماً بعد يوم. وذلك ينعكس على تطور الأسلحة والعتاد الحربي، وفنون الحرب والقتال، خاصة فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل. وكل هذا يجعل الحروب الدولية أكثر خطورة، مع مرور الزمن. ومنذ اكتشاف واستخدام وتطوير أسلحة الدمار الشامل، أمست الحروب تمثل دماراً شاملاً للأحياء، وممتلكاتهم، وللكرة الأرضية وسكانها، بصفة عامة.
وقد شهد القرن العشرون، اكتشاف واستخدام وتطوير هذه الأسلحة، وخاصة النووية، التي استخدم منها قنبلتان صغيرتان حتى الآن، في نهاية عام 1945م. وشهد نفس القرن أيضاً أسوأ وأخطر حربين تعرضت لهما الإنسانية، حتى الآن، هما: الحربان العالميتان الأولى والثانية. اشتعلت الأولى يوم 28/7/1914م، ووضعت أوزارها يوم 11/11/1918م. شارك في هذه الحرب حوالى 100 مليون شخص، من 30 بلداً مختلفاً. وطرفاها كانا: «قوات الحلفاء»، المكونة من: فرنسا، بريطانيا، روسيا، إيطاليا، اليابان، أمريكا. و«القوى المركزية»، المكونة من: ألمانيا، النمسا، المجر، تركيا. وقد قتل في هذه الحرب حوالى ستة ملايين شخص، وسقط ملايين عدة جرحى، ووقعت خسائر مادية فادحة.
****
أما الحرب العالمية الثانية، فبدأت يوم 1/9/1939م، واستمرت ست سنوات، لتنتهي يوم 2/9/1945م. وكان طرفاها: «دول الحلفاء» (فرنسا، بريطانيا، أمريكا، الاتحاد السوفييتي، الصين). و«دول المحور» (ألمانيا، إيطاليا، اليابان). وقتل في هذه الحرب حوالى 60 مليون شخص. إضافة لملايين عدة من الجرحى، ودمار شامل لمدن وبلاد بأكملها.
وبتاريخ 6/8/1945م، ألقت أمريكا أول قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية، كان وزن القنبلة 20 كيلو طناً فقط، وأسفرت عن مقتل 75 ألف شخص على الفور، وجرح أكثر من 70 ألفاً، إضافة إلى تدمير المدينة بشكل شبه تام. وتم تقدير عدد الذين قتلوا، فوراً ولاحقاً، بحوالي 200 ألف شخص. وبتاريخ 8/8/1945م، ألقت أمريكا القنبلة النووية الثانية على مدينة ناجازاكي اليابانية. كان وزن القنبلة 20 كيلو طناً أيضاً. وقتلت، في دقيقتين، حوالى 40 ألف شخص فوراً، وجرحت أكثر من 25 ألف شخص. وبقيت الآثار الإشعاعية القاتلة تمرض وتقتل الآلاف، حتى يومنا هذا.
****
كان الهجوم النووي الأمريكي على اليابان هو الأول والوحيد من نوعه حتى الآن. واليوم، وبعد 76 عاماً من ذلك الهجوم، ننظر حولنا، فنرى تطوراً هائلاً في القدرة التدميرية للسلاح النووي، مقارنة بتلك القدرة قبل حوالى ثلاثة أرباع القرن، كما نجد أن عدد الدول التي تملك أسلحة نووية في تزايد (بلغ 9 دول حتى تاريخه). ونجد توترات وصراعات دولية لا حصر لها.
ونعايش أيضاً صراعاً حاداً بين القوى العظمى والكبرى، على صدارة العالم، وتنافساً على امتلاك أفتك الأسلحة، في سباق محموم على التسلح. ولو قامت حرب عالمية ثالثة -لا سمح الله- وبصرف النظر عن أطرافها الأصليين، فإن دماراً شاملاً يصعب وصفه، جزئياً أو كلياً، سيلحق بالكرة الأرضية، ويقضي على ما عليها من أحياء ونبات ومنشآت. ومع الأسف، تلوح في الأفق الآن احتمالات نشوب هذه الحرب، بسبب الصراع في أوكرانيا، وغيرها.
إن رد فعل الغرب (ناتو) المتشدد، على الحرب بأوكرانيا، الذي تجسد في التنديد الشديد بالعملية العسكرية الروسية، وفرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا، إضافة إلى إنشاء جسر جوي بين الغرب وأوكرانيا، لتزويد الأخيرة بأسلحة متطورة جداً، وتفعيل خطط الناتو الدفاعية، وإنشاء أربع مجموعات قتالية إضافية، في الجانب الشرقي للحلف، كل ذلك يجعل الغرب منخرطاً في الحرب ضد روسيا، وإن بشكل غير مباشر. أي أننا نشهد الآن حرباً بين الغرب وروسيا، لو «صعدت» ستصل لدرجة حرب شاملة مباشرة (ونووية).. قد تكتب نهاية هذا العالم.
قال أحد المحللين السياسيين الغربيين: لو قامت «الحرب العالمية الثالثة»، فإن ذلك سيعنى أن «الحرب العالمية الرابعة» سيتم خوضها بالسيوف والدروع، والخيول. لأن العالم سيعود لأكثر من قرنين للخلف، ولن تكون هناك أسلحة حديثة. رد عليه معلق آخر بالقول: لو قامت الحرب العالمية الثالثة، فلن تكون هناك حرب عالمية رابعة، بعد أن ينقرض البشر..!