الناس

«بر جدة»: أنشطة ومشاريع مجتمعية تستلهم برامج الرؤية التنموية

برامج رؤية 2030 في أنشطة ومشاريع جمعية البر بجدة

أعد التقرير: عبدالقادر عوض رضوان

وضعت جمعية البر بجدة حزمة من الأهداف الإستراتيجية التي تخدم من خلالها المشروع التنموي الذي رسمت رؤية المملكة 2030 من خلاله خارطة المستقبل، وعمل مجلس إدارتها وجهازها الإداري على تنفيذ تلك الأهداف المُسترشدة بهذه الرؤية التنموية.

وقد برز من بين أهداف الجمعية الحرص على تمكين المستفيدين والانتقال من مفاهيم الرعوية إلى التنمية المستدامة.

من هنا جاءت برامج الجمعية متواكبة مع برامج الرؤية التنموية خصوصا برنامج (جودة الحياة) الذي عني بتحسين جودة حياة الفرد والأسرة وتمكينهم من المشاركة في مختلف المجالات، وقد برز ذلك في برامج الجمعية الخاصة برعاية الأسر وتمكينها، وكفالة الأيتام سواء أولئك المقيمين لدى أسرهم أو في دور الضيافة التابعة للجمعية، من خلال الحرص على تمكينهم عبر تأهيلهم وتدريبهم، وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية والتعليمية لهم من خلال مساندتهم على إكمال دراساتهم العليا سواء بالداخل أو عبر برامج الابتعاث بهدف رسم ملامح مستقبلهم، إضافة إلى (برنامج التحول الوطني) الذي هيَّأ البيئة المناسبة المُمكّنة لجميع القطاعات من خلال دعم التميز والتحول الرقمي والاستدامة والشراكات وتعزيز التنمية، وهو ما جعلته الجمعية ضمن أهدافها الإستراتيجية، مُسخِّرة كافة الأدوات والوسائل التي تتيح الاستفادة منه على أرض الواقع داخل إداراتها وأقسامها.

ولم يغب برنامج (تنمية القدرات البشرية) عن أذهان مسؤولي الجمعية، حيث حرصت الجمعية على إقامة عدد كبير من ورش العمل والدورات لتطوير قدرات منسوبيها ورفع كفاءة أدائهم من خلال تعزيز القيم وتطوير المهارات وتنمية المعارف.

وفي مسار (برنامج التحول الصحي).. أولت الجمعية مرضى الفشل الكلوي عناية خصوصا من خلال مركزي هشام عطار وعبد الكريم بكر التابعين لها، حيث يتم تقديم الخدمات الصحية المجانية لهم وفق أعلى معايير الجودة عبر أكثر من 80 جهازاً للغسيل الكلوي تم من خلالها إجراء أكثر من 550 ألف جلسة غسيل كلوي، ناهيك عن تقديم الرعاية التثقيفية والنفسية والاجتماعية للمرضى وتقديم الأدوية المجانية لهم.

أما (برنامج الاستدامة المالية) فقد حظي في مسارات عمل الجمعية بقصب السبق من خلال العناية بالأوقاف ثم إطلاق (مقصد جدة) وهو أضخم مشروع تجاري سيتم بناؤه في مقر الجمعية الرئيسي بحي الزهراء لدعم روافد الجمعية المالية.

(برنامج الإسكان) في رؤية المملكة حرصت الجمعية على الاستفادة من فلسفته في تقديم الحلول السكنية التي تلبي احتياجات وتطلعات الأسر السعودية، فقدمت الجمعية ليتيمات دور الضيافة التابعة لها برنامج (تمكين اليتيمات) الذي يتيح لليتيمة تملك شقة سكنية تضفي على حياتها أجواء من الاستقرار والاندماج النفسي في بيئتها المجتمعية، ويستهدف البرنامج منح شقق سكنية لـ10 يتيمات خلال العام الحالي وقد تم تسليم 4 منهن شققهن، وجارٍ العمل على تسليم باقي اليتيمات ضمن العدد المستهدف.

كما رسمت الجمعية من خلال الاسترشاد ببرنامج (خدمة ضيوف الرحمن) صورة ناصعة للأدوار المنتظرة من القطاع غير الربحي في خدمة ضيوف الرحمن والذي يتم من خلاله إثراء وتعظيم تجربة الحج عبر تقديم منظومة من الخدمات التي تُيسِّر أداء رحلة الحج وتترك أثرها في نفوس الحجاج والمعتمرين.

فجاءت مشاريع (البر) الموسمية في الحج: (الأضاحي، سقيا حاج، كسوة العيد، عيدية يتيم)، وقبلها مشاريع موسم رمضان، ناهيك عن برامج وأنشطة الجمعية الأخرى، جاء ذلك كله استرشاداً ببرامج الرؤية التنموية، ومحاورها التي ارتبطت فيها (حيوية المجتمع) بمفاهيم (القيم الراسخة والبيئة العامرة والبنيان المتين)، لذا كان حرص الجمعية على استنبات هذه القيم المُجسِّدة لمعاني التراحم والتكافل، وتعزيز جودة الحياة للمستفيدين من خدماتها، مستندةً في تنفيذها على مرتكزات التحول الرقمي الذي يدعم التميز ويساهم في تيسير أداء الأعمال وتمكين واستدامة العمل الخيري.

لقد جاءت منظومة برامج ومشاريع الجمعية مواكبة لبرامج الرؤية التنموية، مترجمة لإستراتيجيات الجمعية التي تسير بخط متوازٍ مع تلك البرامج، وبما يلبي احتياجات المستفيدين ويساند تعاملات الجمعية وشراكاتها مع مختلف القطاعات.

إن النماذج التنموية المعاصرة التي قدمتها الجمعية والمتجسدة في العناية بالأوقاف والمشاريع الاستثمارية من خلال محفظتي الجمعية: العقارية والاستثمارية مع تنفيذها حزمة من الآليات التنظيمية لتعزيز منظومة الأداء في مختلف برامجها وأنشطتها التي تشمل: رعاية الأسر وكفالة الأيتام ورعاية مرضى الفشل الكلوي، مع ريادتها في التفاعل المجتمعي من خلال مستودع البر، واستشعارها للفئات المحتاجة عبر طرح حزمة من المشاريع الموسمية في موسمي رمضان والحج وأعيادهما، نقول: إن هذه النماذج المعاصرة قد شكَّلت قاعدة صلبة يمكن الاستناد إليها لاستشراف حجم الأثر الذي يمكن أن يتركه القطاع غير الربحي في رفد التنمية، ودفع عجلة النمو الاقتصادي باعتباره أحد محركات هذا النمو الذي عزَّزته الرؤية التنموية منذ بداياتها استناداً إلى ثلاثة مرتكزات هي: العمق العربي والإسلامي، والموقع الجغرافي، والقوة الاقتصادية، ولتنطلق منها ثلاثة محاور هي: «مجتمع حيوي، وطن طموح، اقتصاد مزدهر»، انبثقت منها جميع الأهداف الأخرى: الرئيسية والفرعية.

إن نموذج جمعية البر بجدة بكل ما تمخّض عنها من برامج ومشاريع وأنشطة إنما يمثل قصة محاكاة واسترشاد بمستهدفات برامج الرؤية، وصولاً إلى تحقيق التنمية المستدامة، وترجمة إستراتيجية: (بناء الإنسان وتنمية المكان)، بكل ما يمثِّله ذلك من مكتسبات تصب في مجرى المشروع النهضوي الكبير للمملكة، وتستنهض همم باقي القطاعات للعمل في نموذج تكاملي يلبي الاحتياجات المجتمعية ويترجم حجم الاضطلاع بمسؤولياتها نحوه، ويفسح المجال لذوي القدرات من القياديين والعاملين والمتطوعين حتى يضيئوا دروب التنمية بقناديل إبداعاتهم الفكرية والتنظيمية.

نموذج جمعية البر بجدة، وغيرها من المنظمات غير الربحية التي يُشار إليها بالبنان، ينادي بأهمية دعم قطاع الأعمال وباقي القطاعات لمنظمات القطاع غير الربحي، وتعظيم القيمة المتحققة من هذا القطاع، وتعزيز أثره الاقتصادي وتنويعه واستدامته وريادته.