مكة والمدينة.. الأنسنة والهوية الثقافية
الثلاثاء / 22 / ذو القعدة / 1443 هـ الثلاثاء 21 يونيو 2022 01:19
عبداللطيف الضويحي
لم تكن مكة المكرمة والمدينة المنورة استثناء مما أصاب مختلف المدن من نمو عمراني أفقي ورأسي كبير استجابة للنمو السكاني الهائل، لكن مكة المكرمة والمدينة المنورة شهدتا نموا سكانيا وعمرانيا أفقيا ورأسيا غير مسبوق، نظرا لطبيعة هاتين المدينتين المقدستين وأهميتهما وقيمتهما، وهو ما جعلهما باستمرار تحت المجهر لأكثر من مليار مسلم، إضافة لما تمثله مكة المكرمة والمدينة المنورة لسكان هاتين المدينتين المقدستين من مواطنين وغير مواطنين، بجانب ملايين المعتمرين والحجاج سنويا.
هذا النمو السكاني الهائل والضخم في مكة المكرمة والمدينة المنورة سواء بين السكان أو الزوار والحجاج والمعتمرين، ترتب عليه ونتج عنه زحف عمراني أفقي ورأسي ضخم يتوازى ويستجيب للنمو السكاني، ونتج عنه تلقائيا تأثيرات بينها التشوهات البصرية وتشوهات أخرى في بعض الشوارع والمداخل والمشاهد.
وهذا ما جعل جهات رسمية كثيرة تبدأ إعادة الأمور إلى نصابها في ضوء رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ومبادرة سمو ولي العهد بتأهيل وترميم المساجد التاريخية، بالإضافة إلى «المدن الصديقة للبيئة» والمدرسة الحديثة في تخطيط المدن القائمة على «أنسنة المدن». كل ذلك وغيره أثمر العديد من المشروعات الكبيرة والمهمة على أكثر من صعيد، بينها إزالة العشوائيات، التي أربكت وصول وانسيابية الخدمات، ناهيك عما تتسبب به من تشوهات مختلفة. أما في مجال التشجير فبلغت مدى مهما وكبيرا لمساحات كبيرة من المسطحات والملاعب لمختلف الرياضات والشوارع والأحياء، بالإضافة إلى الزراعة التجميلية والتي بلغت عشرات آلاف الأشجار بينها آلاف أشجار النخيل. يجدر بي أن أذكر هنا الدور البارز والمتنامي للمتطوعين في هذه المشروعات وغيرها، مما يعكس الوعي العام بأهمية مثل هذه المبادرات وتأثيرها في البيئة والتنمية وأنسنة المدن.
لكن وبالرغم من كل هذه المبادرات والمشروعات، ظلت الهوية الثقافية لمكة المكرمة والمدينة المنور ة على المحك نظرا لحجم النمو السكاني والعمراني المستمر والمتسارع، مما استدعى وقفة جادة وحقيقية من جهة بعيدة عن الإيقاع اليومي للحياة في هاتين المدينتين.
كما أن كثرة الأجهزة والمؤسسات المعنية بمكة المكرمة والمدينة المنورة فاقمت ربما من مشكلة الهوية الثقافية لهاتين المدينتين. فهناك العديد من المؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية التي تعمل في مختلف المجالات ولها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهاتين المدينتين، وهو ما يتطلب تنسيقا عاليا وتناغما لصيقا بين كافة هذه الأجهزة والمؤسسات، لأن الهوية الثقافية تتطلب مركزية شديدة في التخطيط والتنفيذ، ناهيك عن الأنسنة التي أصبحت مطلبا محقا في هاتين المدينتين العابقتين بالروحانية والودية والنموذجية في العلاقات البينية لسكان وزوار هاتين المدينتين.
في ظني أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد في رسم وتجسيد الهوية الثقافية لمكة المكرمة والمدينة المنورة، بجانب الحاجة لبذل المزيد من الجهد للدفع بمفهوم الأنسنة في هاتين المدينتين، لتصبحا المدينتين الأكثر صداقة للبيئة والأكثر صداقة لكبار السن والأكثر أنسنة، والأكثر تصالحا وسلاما ومحبة وسعادة في العالم.
إن تحقيق هذا ليس صعبا وليس مستحيلا، فالكثير مما أتحدث عنه هنا قائم ومتوفر وموجود ويجري العمل عليه في مكة المكرمة والمدينة المنورة في أرض الواقع، لكنني لست متأكدا من أن هذه الجهود ستفضي إلى تحقيق الهوية الثقافية والأنسنة في مكة المكرمة والمدينة، لأن الهوية الثقافية بحاجة لرؤية مُخرِج وعبقرية وخيالِ فنان أكثر من حاجتها إلى مدير مشروع أو رئيس جهاز بلدي أو أخصائي مالية ومحاسبة.
هذا النمو السكاني الهائل والضخم في مكة المكرمة والمدينة المنورة سواء بين السكان أو الزوار والحجاج والمعتمرين، ترتب عليه ونتج عنه زحف عمراني أفقي ورأسي ضخم يتوازى ويستجيب للنمو السكاني، ونتج عنه تلقائيا تأثيرات بينها التشوهات البصرية وتشوهات أخرى في بعض الشوارع والمداخل والمشاهد.
وهذا ما جعل جهات رسمية كثيرة تبدأ إعادة الأمور إلى نصابها في ضوء رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر ومبادرة سمو ولي العهد بتأهيل وترميم المساجد التاريخية، بالإضافة إلى «المدن الصديقة للبيئة» والمدرسة الحديثة في تخطيط المدن القائمة على «أنسنة المدن». كل ذلك وغيره أثمر العديد من المشروعات الكبيرة والمهمة على أكثر من صعيد، بينها إزالة العشوائيات، التي أربكت وصول وانسيابية الخدمات، ناهيك عما تتسبب به من تشوهات مختلفة. أما في مجال التشجير فبلغت مدى مهما وكبيرا لمساحات كبيرة من المسطحات والملاعب لمختلف الرياضات والشوارع والأحياء، بالإضافة إلى الزراعة التجميلية والتي بلغت عشرات آلاف الأشجار بينها آلاف أشجار النخيل. يجدر بي أن أذكر هنا الدور البارز والمتنامي للمتطوعين في هذه المشروعات وغيرها، مما يعكس الوعي العام بأهمية مثل هذه المبادرات وتأثيرها في البيئة والتنمية وأنسنة المدن.
لكن وبالرغم من كل هذه المبادرات والمشروعات، ظلت الهوية الثقافية لمكة المكرمة والمدينة المنور ة على المحك نظرا لحجم النمو السكاني والعمراني المستمر والمتسارع، مما استدعى وقفة جادة وحقيقية من جهة بعيدة عن الإيقاع اليومي للحياة في هاتين المدينتين.
كما أن كثرة الأجهزة والمؤسسات المعنية بمكة المكرمة والمدينة المنورة فاقمت ربما من مشكلة الهوية الثقافية لهاتين المدينتين. فهناك العديد من المؤسسات والجهات الحكومية وغير الحكومية التي تعمل في مختلف المجالات ولها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهاتين المدينتين، وهو ما يتطلب تنسيقا عاليا وتناغما لصيقا بين كافة هذه الأجهزة والمؤسسات، لأن الهوية الثقافية تتطلب مركزية شديدة في التخطيط والتنفيذ، ناهيك عن الأنسنة التي أصبحت مطلبا محقا في هاتين المدينتين العابقتين بالروحانية والودية والنموذجية في العلاقات البينية لسكان وزوار هاتين المدينتين.
في ظني أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد في رسم وتجسيد الهوية الثقافية لمكة المكرمة والمدينة المنورة، بجانب الحاجة لبذل المزيد من الجهد للدفع بمفهوم الأنسنة في هاتين المدينتين، لتصبحا المدينتين الأكثر صداقة للبيئة والأكثر صداقة لكبار السن والأكثر أنسنة، والأكثر تصالحا وسلاما ومحبة وسعادة في العالم.
إن تحقيق هذا ليس صعبا وليس مستحيلا، فالكثير مما أتحدث عنه هنا قائم ومتوفر وموجود ويجري العمل عليه في مكة المكرمة والمدينة المنورة في أرض الواقع، لكنني لست متأكدا من أن هذه الجهود ستفضي إلى تحقيق الهوية الثقافية والأنسنة في مكة المكرمة والمدينة، لأن الهوية الثقافية بحاجة لرؤية مُخرِج وعبقرية وخيالِ فنان أكثر من حاجتها إلى مدير مشروع أو رئيس جهاز بلدي أو أخصائي مالية ومحاسبة.