التضليل في تقييم الخدمات
الأربعاء / 23 / ذو القعدة / 1443 هـ الأربعاء 22 يونيو 2022 01:32
عقل العقل
في عالم التقنية المتقدم أصبحنا، في حياتنا اليومية، لا نفارق أجهزتنا الهاتفية الذكية، هناك قضية مزعجة في القطاع الخدماتي وقد تكون إيجابية لمقدمي الخدمات سواء الأفراد أو المؤسسات، ما أتحدث عنه هو رسائل واتصالات تقييم ما بعد الخدمة، لقد أصبحت قضية التقييم أهم من الخدمة نفسها، الأطباء الآن عندما تذهب إلى طبيب وإن تشكو من أوجاع وأمراض شديدة يكون همُّ بعضهم هو الحرص على أن تقيمه بدرجة مرتفعة، ويكون أكثر فعالية لو كتبت تعليقاً تثني عليه فيه، تقييمك وتعليقك الإيجابي ستجده منشوراً على موقع المركز الطبي الذي يعمل فيه الطبيب. أجيال الرقمية عندهم هوس في قراءة التقييمات سواء الأطباء أو أية خدمة يحتاجونها، حتى أن بعضهم يسجل مواده الجامعية أو يحذفها بناء على تقييمات من سبق وحصل على تلك الخدمة أو درس مادة عند ذلك الأستاذ الجامعي.
من تجربة شخصية، يسعدني دائماً أن أعطي تقييمات مرتفعة للعاملين في سيارات التوصيل والنقل من المواطنين، وهم في الغالبية صغار السن، من خلفيات ثقافة محلية يخجلون أن يلحوا بأن تعمل التقييم بسرعة حتى يرتفع تقييمهم الكلي عند الشركات المشغلة، تخيل أن يكون تقييمك ضعيفاً للطبيب أو مقدم الخدمة الصحية، البعض ينتظر أن يقوم بهذا التقييم ويعطيهم تقييمات ضعيفة جداً، في الغالب المستشفيات عند اطلاعها على مستوى التقييم المنخفض تعاود الاتصال التلفوني وتبحث أن السبب أو الأسباب الحقيقية لموقف العميل من مقدمي الخدمة في تلك المنشآت. الأكيد أن مثل هذه الوسائل باعتقادي تخدم التجار وأصحاب الاستثمارات أكثر مما تخدم العملاء، فكثير منا مثلاً يؤكد أن سبب تدني تقييمه للخدمة المقدمة له هو بسبب ارتفاع السعر مثلاً، ورغم ذلك نادراً ما نجد مقدم خدمة يخفض الأسعار بل العكس نجده، أعتقد أن المنشآت تستفيد من هذه التقييمات في معرفة سلوك موظفيها أو مستوى مقدمي الخدمة لديها من أطباء أو سائقي سيارات أجرة أو غير ذلك، الملاحظ أن المتاجر والمنشآت عموماً أصبحت تهتم بمواقعها الإلكترونية خصوصاً بما له علاقة «بالتعليقات» من الجمهور حتى أن الواحد منا قد يسلم نفسه لطبيب أسنان جزار بناء على تقييمات إيجابية عنه في موقع المنشأة، وتكون النتيجة كارثية، حتى أن الواحد أصبح يشك أن تكون تلك التعليقات من زبائن سابقين وقد تكون كتبت من موظفين بمقدم الخدمة نفسه.
أتمنى أن تكون هناك جهة رسمية تتابع وتتحقق من جدية وصحة وموضوعية ومحتوى تلك التقييميات التي تثني بشكل مبالغ فيه أو العكس، في الماضي كان الواحد يسأل الأصدقاء والأهل عن أحسن الأطباء مثلاً، الآن لا يحتاج لذلك، فقط يدخل على موقع المنشأة ويقرأ «التعليقات» وعليه يقرر، وقد تكون النهايات كارثية. كثير منا أصبح يطلب من هذا المطعم أو ذاك بناء على ترشيحات الزبائن من قبل، وقد تحصل على وجبات غذائية غريبة فلا تحصل على ما تشاهده في الصورة، وفي النهاية تصلك أطباقاً لا تعرف كيف طلبتها، فلا المرقوق مرقوقاً ولا الجريش جريشاً.
من تجربة شخصية، يسعدني دائماً أن أعطي تقييمات مرتفعة للعاملين في سيارات التوصيل والنقل من المواطنين، وهم في الغالبية صغار السن، من خلفيات ثقافة محلية يخجلون أن يلحوا بأن تعمل التقييم بسرعة حتى يرتفع تقييمهم الكلي عند الشركات المشغلة، تخيل أن يكون تقييمك ضعيفاً للطبيب أو مقدم الخدمة الصحية، البعض ينتظر أن يقوم بهذا التقييم ويعطيهم تقييمات ضعيفة جداً، في الغالب المستشفيات عند اطلاعها على مستوى التقييم المنخفض تعاود الاتصال التلفوني وتبحث أن السبب أو الأسباب الحقيقية لموقف العميل من مقدمي الخدمة في تلك المنشآت. الأكيد أن مثل هذه الوسائل باعتقادي تخدم التجار وأصحاب الاستثمارات أكثر مما تخدم العملاء، فكثير منا مثلاً يؤكد أن سبب تدني تقييمه للخدمة المقدمة له هو بسبب ارتفاع السعر مثلاً، ورغم ذلك نادراً ما نجد مقدم خدمة يخفض الأسعار بل العكس نجده، أعتقد أن المنشآت تستفيد من هذه التقييمات في معرفة سلوك موظفيها أو مستوى مقدمي الخدمة لديها من أطباء أو سائقي سيارات أجرة أو غير ذلك، الملاحظ أن المتاجر والمنشآت عموماً أصبحت تهتم بمواقعها الإلكترونية خصوصاً بما له علاقة «بالتعليقات» من الجمهور حتى أن الواحد منا قد يسلم نفسه لطبيب أسنان جزار بناء على تقييمات إيجابية عنه في موقع المنشأة، وتكون النتيجة كارثية، حتى أن الواحد أصبح يشك أن تكون تلك التعليقات من زبائن سابقين وقد تكون كتبت من موظفين بمقدم الخدمة نفسه.
أتمنى أن تكون هناك جهة رسمية تتابع وتتحقق من جدية وصحة وموضوعية ومحتوى تلك التقييميات التي تثني بشكل مبالغ فيه أو العكس، في الماضي كان الواحد يسأل الأصدقاء والأهل عن أحسن الأطباء مثلاً، الآن لا يحتاج لذلك، فقط يدخل على موقع المنشأة ويقرأ «التعليقات» وعليه يقرر، وقد تكون النهايات كارثية. كثير منا أصبح يطلب من هذا المطعم أو ذاك بناء على ترشيحات الزبائن من قبل، وقد تحصل على وجبات غذائية غريبة فلا تحصل على ما تشاهده في الصورة، وفي النهاية تصلك أطباقاً لا تعرف كيف طلبتها، فلا المرقوق مرقوقاً ولا الجريش جريشاً.