رحل أيقونة الكرم
الخميس / 24 / ذو القعدة / 1443 هـ الخميس 23 يونيو 2022 01:30
سعيد بن محمد الملّيص
عجيبٌ أمرُه عند كلِّ من عايشه أو عرفه أو تعامل معه، فقد أحبَّه الجميع، وتلك نعمة من الله أن يحبك الناس، عجيب أمره فكلٌّ يدَّعي أنه يحظى منه بمعاملة خاصة، معاملة في كرمه، في شفاعته، في حديثه واهتمامه، في نصحه وإرشاده.
لقد بنى نفسه من الصغر متنقلاً بين مكة المكرمة وجدة والباحة، وصاحب أناسًا أماجد في بداية حياته وهو مثلهم، بنى مجدًا من العلاقات الاجتماعية والتجارية والوجاهة خلال مسيرته، وفقد طوال هذه المسيرة عددًا ممن أحبَّهم وأحبُّوه وهم يبنون أمجادهم، فبقي حتى وافاه الأجل وهو يتمنى أن أولئك الأفذاذ من الأقارب والأصحاب ظلُّوا أحياء؛ ليروا بأعينهم صروح المجد التي كانوا جميعًا يحلمون بها، ويأملون فيها، رحمه الله رحمة واسعة، فها قد التقاهم في عالم الخلود في رحمة الله ورضوانه، وفضله وغفرانه بإذن الله.
لقد ضرب المثل في حياته، في جوانب مشرِّفة عديدة، فكم كانت سعادته وبشاشته حينما تزوره، وحينها فلا مناص من أداء الواجب كما اعتاد أن يسميه، وما أجمل قوله دائما جمعناها لنسعد أحباءنا بأداء واجبهم لا لنكنزها، وكان بذلك يترجم واقعيًّا حقيقة الإجابة عن السؤال مَن أسعدُ الناسِ؟ بالقول مَنْ أسعدَ الناس.
لقد سعدت بأن كانت أم محمد ابنة شقيقه عبدالله رحمهم الله جميعًا، فأشعرني بأنني من أبنائه وعاملني بذات المعاملة من الاحترام والود حتى آخر رمق، واحتوانا في سفرنا وترحالنا وإقامتنا وكأننا من منزل واحد.
لقد كانت له مكانته الرفيعة لدى الجميع، فعلى الرغم من وجود أشقائه الأكبر منه سنًّا في الزمن الماضي، إلا أن الجميع كان يحفظ لأبي سعيد عثمان بن عبدالعزيز بن صقر مكانة خاصة استحقَّها عن جدارة في داخل العائلة وخارجها. ومع تعدد أفراد عائلة آل صقر حفظهم الله وأقاربهم من ذوي الرحم إلا أن شخصية أبي سعيد كانت مهيمنة على الجميع أشقاء وأبناء وبنات وأحفاد. وما أجمل ترنيمة (أبي عثمان) حينما تسمعها من الكبير والصغير.
وقد حظيت منه برعاية خاصة طوال حياته أحرج منها أنا وأبنائي، وشعرت نحوه بشعور خاص، سيما أن زوجتي -ابنة شقيقه- كانت تقدِّر له قدره ومنزلته أكثر من غيره، وما أكثر ما كانت تنبِّهني في مناسبات رمضان والأعياد وغيرها من المناسبات بقولها يرحمها الله (هل كلَّمت أبا عثمان؟).
نعم لقد زرع في الجميع محبته واحترامه وتقديره، وانتقل ذلك إلى كل الأقارب والأرحام وعجبت حين تلقّي العزاء فيه -رحمه الله- بأن دائرة معارفه أوسع مما يتخيلها إنسان، الأمير والوزير والغني والفقير شعر بفقدانه، والكل يشعر أن عثمانَ بن عبدالعزيز كان له لوحده؛ فتواضعه جمّ، وكرمه حاتمي التصنيف، يجيب دعوة الفقير قبل الغني، يؤدي الواجبات مهما تعاظمت أعباؤها، أو تعددت وسائلها، فالكلُّ عنده سهل ويسير من أجل أداء الواجب.
في آخر زيارة له -رحمه الله- سعدتُ برؤيته داخلاً علينا في مجلسه العامر وهو على عجلته، ووجَّه حديثه لي -وهو لا يزال على بُعد- قائلا قبل ما تسلِّم علي أعط أخاك سعيدًا موعدا (لعشاء أو غداء).
والحقيقة الباقية في سيرته أن كلَّ مَن عرفه شعر بفقده، وسيظل يشعر بذلك، فقد كان نموذجًا في جمْع الشمل، وعلمًا في ساحة الخير والعطاء، وفيضًا من المشاعر الإنسانية النبيلة، وأيقونةَ حبٍّ وكرمٍ وتواضع.
رحم الله أبانا وشيخنا أبا سعيد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد بنى نفسه من الصغر متنقلاً بين مكة المكرمة وجدة والباحة، وصاحب أناسًا أماجد في بداية حياته وهو مثلهم، بنى مجدًا من العلاقات الاجتماعية والتجارية والوجاهة خلال مسيرته، وفقد طوال هذه المسيرة عددًا ممن أحبَّهم وأحبُّوه وهم يبنون أمجادهم، فبقي حتى وافاه الأجل وهو يتمنى أن أولئك الأفذاذ من الأقارب والأصحاب ظلُّوا أحياء؛ ليروا بأعينهم صروح المجد التي كانوا جميعًا يحلمون بها، ويأملون فيها، رحمه الله رحمة واسعة، فها قد التقاهم في عالم الخلود في رحمة الله ورضوانه، وفضله وغفرانه بإذن الله.
لقد ضرب المثل في حياته، في جوانب مشرِّفة عديدة، فكم كانت سعادته وبشاشته حينما تزوره، وحينها فلا مناص من أداء الواجب كما اعتاد أن يسميه، وما أجمل قوله دائما جمعناها لنسعد أحباءنا بأداء واجبهم لا لنكنزها، وكان بذلك يترجم واقعيًّا حقيقة الإجابة عن السؤال مَن أسعدُ الناسِ؟ بالقول مَنْ أسعدَ الناس.
لقد سعدت بأن كانت أم محمد ابنة شقيقه عبدالله رحمهم الله جميعًا، فأشعرني بأنني من أبنائه وعاملني بذات المعاملة من الاحترام والود حتى آخر رمق، واحتوانا في سفرنا وترحالنا وإقامتنا وكأننا من منزل واحد.
لقد كانت له مكانته الرفيعة لدى الجميع، فعلى الرغم من وجود أشقائه الأكبر منه سنًّا في الزمن الماضي، إلا أن الجميع كان يحفظ لأبي سعيد عثمان بن عبدالعزيز بن صقر مكانة خاصة استحقَّها عن جدارة في داخل العائلة وخارجها. ومع تعدد أفراد عائلة آل صقر حفظهم الله وأقاربهم من ذوي الرحم إلا أن شخصية أبي سعيد كانت مهيمنة على الجميع أشقاء وأبناء وبنات وأحفاد. وما أجمل ترنيمة (أبي عثمان) حينما تسمعها من الكبير والصغير.
وقد حظيت منه برعاية خاصة طوال حياته أحرج منها أنا وأبنائي، وشعرت نحوه بشعور خاص، سيما أن زوجتي -ابنة شقيقه- كانت تقدِّر له قدره ومنزلته أكثر من غيره، وما أكثر ما كانت تنبِّهني في مناسبات رمضان والأعياد وغيرها من المناسبات بقولها يرحمها الله (هل كلَّمت أبا عثمان؟).
نعم لقد زرع في الجميع محبته واحترامه وتقديره، وانتقل ذلك إلى كل الأقارب والأرحام وعجبت حين تلقّي العزاء فيه -رحمه الله- بأن دائرة معارفه أوسع مما يتخيلها إنسان، الأمير والوزير والغني والفقير شعر بفقدانه، والكل يشعر أن عثمانَ بن عبدالعزيز كان له لوحده؛ فتواضعه جمّ، وكرمه حاتمي التصنيف، يجيب دعوة الفقير قبل الغني، يؤدي الواجبات مهما تعاظمت أعباؤها، أو تعددت وسائلها، فالكلُّ عنده سهل ويسير من أجل أداء الواجب.
في آخر زيارة له -رحمه الله- سعدتُ برؤيته داخلاً علينا في مجلسه العامر وهو على عجلته، ووجَّه حديثه لي -وهو لا يزال على بُعد- قائلا قبل ما تسلِّم علي أعط أخاك سعيدًا موعدا (لعشاء أو غداء).
والحقيقة الباقية في سيرته أن كلَّ مَن عرفه شعر بفقده، وسيظل يشعر بذلك، فقد كان نموذجًا في جمْع الشمل، وعلمًا في ساحة الخير والعطاء، وفيضًا من المشاعر الإنسانية النبيلة، وأيقونةَ حبٍّ وكرمٍ وتواضع.
رحم الله أبانا وشيخنا أبا سعيد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.