«السوشال ميديا» بين الأرباح والخسائر
الخميس / 24 / ذو القعدة / 1443 هـ الخميس 23 يونيو 2022 22:46
عبدالله بن بخيت
لم أطلع على دراسة أكاديمية عربية عن السوشال ميديا تبحث في تأثيرها وعمق التغييرات التي أحدثتها في المجتمعات العربية. ولكن بالقياس والمعرفة الممتدة يمكنني القول لا توجد دراسة عربية. كالعادة ننتظر أن تصل إلى أيدينا دراسة من هذا النوع تجريها مؤسسة في الغرب لكي نعلم ما علموه عن أنفسهم ونسحبه على مجتمعاتنا.
يستطيع أي منا عاش فترة السوشال ميديا وعاش فترة الحياة بلا سوشل ميديا وبقليل من التأمل أن يسرد عددا من الفضائل والمساوئ ويخرج بدراسة تخصه. أولى أفضال السوشال ميديا أن أطاحت ونهائيا بالعبارة الأثيرة التي كنا نرددها زمان: نأخذ من الغرب ما يوافقنا ونترك ما لا يوافقنا. تعني هذه العبارة أن نأخذ من الغرب منجزاته المادية ونتصدى لمنجزاته الثقافية والاجتماعية. بمعنى آخر نأخذ منجزات الغرب المادية معنا إلى القرون الوسطى التي نعيش فيها ثقافيا.
انقلب الأمر مع دخول السوشال ميديا حياتنا. معظم المنصات تقوم على قاعدة جديدة (يا تاخذه كله يا تخليه كله). اليوتيوب على سبيل المثال فيها كل ما تريده وكل ما لا تريده. كفريات خلاعات سحريات جن عفاريت وفي المقابل ستجد ما يرضي العالم والطالب والفنان ورجل الدين والشباب والأطفال. كم عدد الذين كفروا على يد اليوتيوب؟ وكم الذين اهتدوا على يد اليوتيوب؟ وكم الذين تنورت عقولهم من اليوتيوب وكم العقول التي ازدادت ظلاما؟ الله أعلم. لم تعد الناس تفكر في الدين. اصطخبت الصحوة في الأربعين سنة الماضية حتى ظن الناس أن لا شغل لهم سوى دينهم. تكشف أن الدين ما زال في نفوس الناس رغم خفوت الصريخ الديني واختفاء المهولين. ما كنا نخاف عليه من الدين لم يكن من الدين أصلا. كنا مدفوعين للخوف على مصالح المتمصلحين من الدين. من أجل هؤلاء حاربنا القنوات الفضائية والجوالات بالكاميرا والنت أيضا وحاولنا تقليم الصحافة وتحويلها إلى منشور ديني. اليوم من يجرؤ على المطالبة بإلغاء كاميرا الجوال. في أفضل الأحوال سيضحك الناس من اقتراحه ويتحمدون الله. أصبحت السوشال ميديا وأدواتها مطلبا يستحيل الاستغناء عنه.
لا أظن أن أحدا مهما أوغل في الظلامية يؤيد حجب السوشال ميديا. الكل مستفيد بشكل مباشر من وجودها. أهم وأخطر مكاسبها أن وفرت لنا بوابة على أنفسنا. صرنا نرى الأشياء على المكشوف. كل يوم تزداد شجاعة الناس. أخذ الإنسان (امرأة أو رجلا) ينزع غل النفاق الذي طوق الرقاب. أن يكون الإنسان هو نفسه. لم يعد أحد رهينة للآخرين. تشاهد الشباب -بناتا وأولادا- في التك توك ينثرون أنفسهم سخرية ورقصا واستهبالا. وخرجت طبائع الناس الأصيلة على التويتر. تقرأ لشياب وشباب، جهلة ومتعلمين، يعبرون عن أنفسهم بأصالة. كل سنة يتقدمون خطوة لاستعادة حقهم في الحرية. لا أستبعد بعد عشر سنوات أن يكون مجتمعنا غير هذا الذي نعيشه.
يستطيع أي منا عاش فترة السوشال ميديا وعاش فترة الحياة بلا سوشل ميديا وبقليل من التأمل أن يسرد عددا من الفضائل والمساوئ ويخرج بدراسة تخصه. أولى أفضال السوشال ميديا أن أطاحت ونهائيا بالعبارة الأثيرة التي كنا نرددها زمان: نأخذ من الغرب ما يوافقنا ونترك ما لا يوافقنا. تعني هذه العبارة أن نأخذ من الغرب منجزاته المادية ونتصدى لمنجزاته الثقافية والاجتماعية. بمعنى آخر نأخذ منجزات الغرب المادية معنا إلى القرون الوسطى التي نعيش فيها ثقافيا.
انقلب الأمر مع دخول السوشال ميديا حياتنا. معظم المنصات تقوم على قاعدة جديدة (يا تاخذه كله يا تخليه كله). اليوتيوب على سبيل المثال فيها كل ما تريده وكل ما لا تريده. كفريات خلاعات سحريات جن عفاريت وفي المقابل ستجد ما يرضي العالم والطالب والفنان ورجل الدين والشباب والأطفال. كم عدد الذين كفروا على يد اليوتيوب؟ وكم الذين اهتدوا على يد اليوتيوب؟ وكم الذين تنورت عقولهم من اليوتيوب وكم العقول التي ازدادت ظلاما؟ الله أعلم. لم تعد الناس تفكر في الدين. اصطخبت الصحوة في الأربعين سنة الماضية حتى ظن الناس أن لا شغل لهم سوى دينهم. تكشف أن الدين ما زال في نفوس الناس رغم خفوت الصريخ الديني واختفاء المهولين. ما كنا نخاف عليه من الدين لم يكن من الدين أصلا. كنا مدفوعين للخوف على مصالح المتمصلحين من الدين. من أجل هؤلاء حاربنا القنوات الفضائية والجوالات بالكاميرا والنت أيضا وحاولنا تقليم الصحافة وتحويلها إلى منشور ديني. اليوم من يجرؤ على المطالبة بإلغاء كاميرا الجوال. في أفضل الأحوال سيضحك الناس من اقتراحه ويتحمدون الله. أصبحت السوشال ميديا وأدواتها مطلبا يستحيل الاستغناء عنه.
لا أظن أن أحدا مهما أوغل في الظلامية يؤيد حجب السوشال ميديا. الكل مستفيد بشكل مباشر من وجودها. أهم وأخطر مكاسبها أن وفرت لنا بوابة على أنفسنا. صرنا نرى الأشياء على المكشوف. كل يوم تزداد شجاعة الناس. أخذ الإنسان (امرأة أو رجلا) ينزع غل النفاق الذي طوق الرقاب. أن يكون الإنسان هو نفسه. لم يعد أحد رهينة للآخرين. تشاهد الشباب -بناتا وأولادا- في التك توك ينثرون أنفسهم سخرية ورقصا واستهبالا. وخرجت طبائع الناس الأصيلة على التويتر. تقرأ لشياب وشباب، جهلة ومتعلمين، يعبرون عن أنفسهم بأصالة. كل سنة يتقدمون خطوة لاستعادة حقهم في الحرية. لا أستبعد بعد عشر سنوات أن يكون مجتمعنا غير هذا الذي نعيشه.