كتاب ومقالات

أنا اللي ما دفعت الفاتورة !

ريهام زامكه

في بعض الأحيان تحدث لنا مواقف (مهببه) نتمنى وقتها أن تنشق الأرض وتبلعنا من شدة الإحراج منها والخجل، تماماً مثل الموقف السخيف الذي تعرّضت له قبل بضعة أيام.

فقد كنت أنوي السفر إلى إيطاليا، لكن حصلت لي عدة ظروف أجبرتني على تأجيل سفرتي قليلاً، ومنها أنني قد لازمت الفراش لمدة أسبوع كامل كنت فيه عليلة ومصابة باحتقان شديد ضرب (حبالي الصوتية) فضربت معها حبالي العقلية والنفسية.

ولكن الحمد لله من قبل ومن بعد؛ فقد استعدت حبالي وقواي والآن أنا أرقص (على وحده ونص) وأنا بكامل لياقتي الصحية والنفسية، ولأني (أحبني) قررت أن أكافئني، وأدلعني، وأهشكني، وأعزمني على العشاء.

لكن قطعت عليّ خلوتي هذه صديقة (ملقوفة) هاتفتني للاطمئنان عليّ، ثم قالت لي بهذه المناسبة السعيدة لا بد أن تأخذيني معك وتعزميني على العشاء وسوف أرشح لكِ مطعماً سوف ينقلك بأجوائه الجميلة والساحرة وأطباقه المميزة إلى إيطاليا دون الحاجة إلى الذهاب إليها.

فوافقتها -على مضض- وقلت في نفسي يلّا يا بنت (ريحة أبو زيد ولا عدمه) وذهبنا بالفعل إلى ذلك المطعم الإيطالي وفي الواقع كان أسوأ عشاء مر عليّ في حياتي.

فالمكان صغير جداً ومُزدحم، والطعام لم يكن لذيذاً ولا شهياً على الإطلاق، وبالفعل قد كانت تجربة سيئة للغاية، وفوق كل هذا الهم كانت تجلس أمامي امرأة تأكل (اسباغيتي) من تحت البرقع، ولكم أن تتخيلوا بشاعة المنظر الذي يسد النفس!

التفتُ إلى صديقتي وقلت لها: لا بارك الله في شُورك، وطلبت الحساب وطلبت أيضاً أن يضعوا لي الطعام لأخذه take away وأتصدق به على أي عامل مسكين أصادفه في طريقي، وأتمنى من الله أن يدعي لي ولا يدعي عليّ.

ولشدة استعجالي بالخروج ولأن من معي (بقرة) لم تنبهني، أخذت الطعام وتركت الفاتورة وخرجت من المطعم وأنا (أتمخطر) ولا ألتفت لأحد، وفجأة وإذا (بالنادل) يجري ورائي وينادي عليّ أمام الناس لأني لم أدفع قيمة العشاء!

صدقوني وقتها أصابتني دوخة وأصبحت واقفة (بنص هدومي) وتمنيت فعلاً لو أن الأرض تنشق وتبلعني.

لذا أنا أعتذر من صاحب المطعم الإيطالي الذي يبيع (تبولة) ولا يمت لإيطاليا بأي صلة، فقد قيّمت مطعمكم تقييم متدني، و(بيتزتكم) لم تعجبني، وعلى فكرة ترى أنا اللي خرجت وما دفعت الفاتورة!