كتاب ومقالات

وَلَيَالٍ عَشْرٍ

أنمار مطاوع

أيام.. وندخل في أيام معلومات.. (.. وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ..)؛ فقد أشار جمهور العلماء إلى أن الأيام المعلومات هي (العشر من ذي الحجة)؛ والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من غيرها، وكما قال عليه الصلاة السلام: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام..» صلِّ اللهم على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً بما أغدق علينا من كنوز هذا الدين الحنيف، وفتح لنا بفضل من الله أبواب التقرب إلى العلي الكريم. وعن هذه الأيام المعلومات يقول الله سبحانه وتعالى: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ..)، والمنافع هي منافع الدنيا ومنافع الآخرة.

طوال أيام العام، والعباد يسيحون في الأرض؛ وكلهم أصحاب حاجات؛ منهم أصحاب الأحلام الكبيرة ومنهم المرضى ومنهم من تراكمت عليهم الديون.. يظلون يسعون خلف حاجاتهم.. يطلبون العون من العباد.. يبحثون عمن يدعمهم أو يساندهم أو يساعدهم.. يتلفتون ويتعلقون بأسباب الدنيا عبثاً؛ بحثاً عن باب فرج أو بصيص أمل.

فأيننا عن هذه الأيام المباركة؟ أيام الالتفات الكامل نحو الله -سبحانه وتعالى- لطلب الحاجات منه -حاجات الدنيا وحاجات الآخرة-، فهي الأيام التي يُطلب فيها تحقيق الأحلام من الله، ويُطلب فيها منه جل جلاله.. كل أنواع العافية في الدين والدنيا.

أيام العشر من ذي الحجة هي فرصتنا للرفع للقادر صاحب المشيئة وصاحب الشأن بأن يحقق لنا حاجاتنا.. فما نسمعه وما نقرؤه وما نشاهده من قصص استجابة الدعاء في هذه الأيام المباركة أقرب للمعجزات.. فمالك الملك العلي العظيم الوهاب حين يقول لعباده (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ..)؛ أي يطلبون المنافع منه سبحانه وببركته ومشيئته.. فهو من يجيب الدعاء ويحقق الحاجات ويغدق على عباده بتلك المنافع.. والبركات.

هي أيام معدودات.. فقط أيام معدودات.. ولكنها فرصة إلهية يعطيها الله لنا كل عام.. لنرفع له حاجاتنا وطلباتنا ورغباتنا ليحققها لنا.. والله الغني صاحب الفضل.. ويداه -جل جلاله- مبسوطتان ينفق كيف يشاء.. وهو كريم لا يرد من سأله.. «إن اللَّه حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجل إليْه يديه أن يردَّهما صفرًا خائبتين».