عبرة التغيير في الشهر الفضيل
الأربعاء / 03 / رمضان / 1429 هـ الأربعاء 03 سبتمبر 2008 19:37
عبدالرحمن بن عبدالعزيز العثمان
حل علينا شهر الصوم هذا العام -كسابق الاعوام- والامة العربية والاسلامية لم تغير من واقعها شيئا، وكأنها ارتضت لنفسها هذا الحال من الضعف والهوان وتتقبل ما سلط عليها من الذل والصغار على ايدي اعدائها، بعد ان كانت بالامس امة عزيزة مهيبة الجناح يخشى جانبها ويعمل لها الف حساب.
والمتأمل لحال الامة في زمن الاستعمار البريطاني - الفرنسي - الايطالي سيجده افضل مما هي عليه الان، فقد كان هنالك مقاومة للمحتل ورفض للذل والهوان، وكان هنالك قادة عظام يخلصون لقضايا الامة ويتفانون في الدفاع عن هامتها ويبذلون الغالي والنفيس من اجل التحرر والاستقلال امثال احمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد والامير عبدالقادر الادريسي الجزائري، وعمر المختار، وعبدالحميد باديس، ويوسف العظمة، وعزالدين القسام، وغيرهم.
وكان في وسع تلك الامة ان تقول لاولئك الذين تسلطوا عليها «لا» وان لاتفرط في حقوقها الثابتة، وأن لا تتخلى عن القدس التي كادت أن تسقط من ذاكرتها.
اليوم تبدو هذه الامة وقد هانت على نفسها بعد ان اسرفت على نفسها كثيرا وتمادت في تنازلاتها، وتراجعت عن ثوابتها، وتخلت عن اسلحتها في مقاومة الذل ورفض الهوان، واضحى الناس يركنون الى الدنيا ويتبايعون بالعينة ويتتبعون اذناب البقر، ونسى الكثيرون قوله تعالى: ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
كم هو مؤسف ان لاتتعلم امة الاسلام من تجارب الماضي، ودروس الحاضر، ومواعظ التاريخ بأن الفتنة الد اعداء الامة، وان لاعزا لها بالاتحاد والترابط، وانه لاسبيل من الخروج من حالة التردي والانحدار السياسي والمعرفي الا بالتوافق وبتوحيد الصفوف والمواقف والعزائم.
ان نظرة سريعة لما شهدته ديار الاسلام من رمضان الماضي حتى وقتنا الراهن، تجعلنا نقف على حقيقة هذا الواقع الاليم، فكم مرت على هذه الامة من مآس وكوارث كرست حالة التشرذم والفرقة والخلاف، من لبنان الى العراق الى فلسطين مرورا بالصومال والسودان وباكستان وافغانستان وغيرها من البقاع العربية والاسلامية التي تشهد بؤر السخونة والتوتر.
وبالاضافة الى تدهور الحالة السياسية، لازال الوضع المعرفي على ما هو عليه من جثوم التخلف والتأخر عن ركب العصرنة والتطور الذي لعب دورا مهما سواء من ناحية المسببات او النتائج في تشكيل الحيز الضيق للشعوب العربية في فضاء العالم الدولي الذي يلهث كل يوم وبشكل سريع وواضح نحو السيطرة العلمية والابتكار ومجاراة العلم باعتماده على اساليب البحث العلمي وارتكازه على الاستقرار السياسي والاجتماعي.
واذا كان شهر رمضان المبارك يحضنا على وصل الرحم وتقوية الصلات بالقريب والصديق والجار، فلا اقل من تطبيق هذه القاعدة الذهبية المتلازمة لمعاني هذه الشعيرة المباركة التي تشكل أحد أركان الإسلام الخمسة - بين الدول العربية والاسلامية بعضها ببعض، وبين الفرقاء الذين يصرون على مواقفهم المتعنتة على مستوى الدولة الواحدة، او القضية الواحدة، كما هو الحاصل الآن في فلسطين، فشهر رمضان شهر جامع لكل المسلمين تتجمع فيه شعائرهم على الصوم والقيام وتلاوة القرآن الكريم وبذل الصدقات، وفي ذلك اتحاد روحاني للأمة بكافة اقطارها واطيافها بشكل عام بما توفره هذه الفريضة من عوامل التوحيد في التوجه نحو الله وطاعته، وبما ترفده من رفاد رئيس من اجل نبذ كل اجندات الخلاف والفرقة، والجنوح نحو كلمة سواء توحد الصف كما تتوحد فيه المعتقدات، لتفكيك ما تمر به بلدان المسلمين من مشكلات ومعضلات، اخرت سير ركبها نحو الاستقرار والتقدم، وعرقلت مشاريع نهضتها، وعطلت خطط تحررها من السيطرة الاستعمارية، سواء في فلسطين، او في العراق.
الامل معقود ان تتلمس الامة بشكل اكبر المعاني السامية لهذا الشهر الفضيل وأن تغير واقعها استرشادا بقوله تعالى: (..إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ومالهم من دونه من وال) (الرعد:11) وان تستلهم من هذا الشهر الفضيل - شهر المحبة والاخلاص والتراحم والتقرب من الله - مبادئ التسامح والتوحيد والتعاضد والوقوف في جبهة واحدة ضد التحديات والمخاطر والكوارث التي تتهدد حاضر الامة ومستقبل أجيالها فكما ان لهذا الشهر الفضيل دوراً مهماً في ترسيخ قواعد المحبة والتآخي بين افراد المجتمع، فانه ينبغي ان يكون له دور اوسع على مستوى العالمين العربي والاسلامي، حتى يعود الشهر القادم في العام القادم باذن الله ومشيئته والعالم الاسلامي والعربي وقد تحرر من قيود التخلف، وتخلص من معرقلات التقدم، وظواهر الفرقة والفتنة والاختلاف، وأن تتغير النفوس وتصح النوايا وتخلص الاعمال حتى تعود هذه الامة كما أرادها الله خير أمة أخرجت للناس.
والمتأمل لحال الامة في زمن الاستعمار البريطاني - الفرنسي - الايطالي سيجده افضل مما هي عليه الان، فقد كان هنالك مقاومة للمحتل ورفض للذل والهوان، وكان هنالك قادة عظام يخلصون لقضايا الامة ويتفانون في الدفاع عن هامتها ويبذلون الغالي والنفيس من اجل التحرر والاستقلال امثال احمد عرابي ومصطفى كامل ومحمد فريد والامير عبدالقادر الادريسي الجزائري، وعمر المختار، وعبدالحميد باديس، ويوسف العظمة، وعزالدين القسام، وغيرهم.
وكان في وسع تلك الامة ان تقول لاولئك الذين تسلطوا عليها «لا» وان لاتفرط في حقوقها الثابتة، وأن لا تتخلى عن القدس التي كادت أن تسقط من ذاكرتها.
اليوم تبدو هذه الامة وقد هانت على نفسها بعد ان اسرفت على نفسها كثيرا وتمادت في تنازلاتها، وتراجعت عن ثوابتها، وتخلت عن اسلحتها في مقاومة الذل ورفض الهوان، واضحى الناس يركنون الى الدنيا ويتبايعون بالعينة ويتتبعون اذناب البقر، ونسى الكثيرون قوله تعالى: ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
كم هو مؤسف ان لاتتعلم امة الاسلام من تجارب الماضي، ودروس الحاضر، ومواعظ التاريخ بأن الفتنة الد اعداء الامة، وان لاعزا لها بالاتحاد والترابط، وانه لاسبيل من الخروج من حالة التردي والانحدار السياسي والمعرفي الا بالتوافق وبتوحيد الصفوف والمواقف والعزائم.
ان نظرة سريعة لما شهدته ديار الاسلام من رمضان الماضي حتى وقتنا الراهن، تجعلنا نقف على حقيقة هذا الواقع الاليم، فكم مرت على هذه الامة من مآس وكوارث كرست حالة التشرذم والفرقة والخلاف، من لبنان الى العراق الى فلسطين مرورا بالصومال والسودان وباكستان وافغانستان وغيرها من البقاع العربية والاسلامية التي تشهد بؤر السخونة والتوتر.
وبالاضافة الى تدهور الحالة السياسية، لازال الوضع المعرفي على ما هو عليه من جثوم التخلف والتأخر عن ركب العصرنة والتطور الذي لعب دورا مهما سواء من ناحية المسببات او النتائج في تشكيل الحيز الضيق للشعوب العربية في فضاء العالم الدولي الذي يلهث كل يوم وبشكل سريع وواضح نحو السيطرة العلمية والابتكار ومجاراة العلم باعتماده على اساليب البحث العلمي وارتكازه على الاستقرار السياسي والاجتماعي.
واذا كان شهر رمضان المبارك يحضنا على وصل الرحم وتقوية الصلات بالقريب والصديق والجار، فلا اقل من تطبيق هذه القاعدة الذهبية المتلازمة لمعاني هذه الشعيرة المباركة التي تشكل أحد أركان الإسلام الخمسة - بين الدول العربية والاسلامية بعضها ببعض، وبين الفرقاء الذين يصرون على مواقفهم المتعنتة على مستوى الدولة الواحدة، او القضية الواحدة، كما هو الحاصل الآن في فلسطين، فشهر رمضان شهر جامع لكل المسلمين تتجمع فيه شعائرهم على الصوم والقيام وتلاوة القرآن الكريم وبذل الصدقات، وفي ذلك اتحاد روحاني للأمة بكافة اقطارها واطيافها بشكل عام بما توفره هذه الفريضة من عوامل التوحيد في التوجه نحو الله وطاعته، وبما ترفده من رفاد رئيس من اجل نبذ كل اجندات الخلاف والفرقة، والجنوح نحو كلمة سواء توحد الصف كما تتوحد فيه المعتقدات، لتفكيك ما تمر به بلدان المسلمين من مشكلات ومعضلات، اخرت سير ركبها نحو الاستقرار والتقدم، وعرقلت مشاريع نهضتها، وعطلت خطط تحررها من السيطرة الاستعمارية، سواء في فلسطين، او في العراق.
الامل معقود ان تتلمس الامة بشكل اكبر المعاني السامية لهذا الشهر الفضيل وأن تغير واقعها استرشادا بقوله تعالى: (..إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ومالهم من دونه من وال) (الرعد:11) وان تستلهم من هذا الشهر الفضيل - شهر المحبة والاخلاص والتراحم والتقرب من الله - مبادئ التسامح والتوحيد والتعاضد والوقوف في جبهة واحدة ضد التحديات والمخاطر والكوارث التي تتهدد حاضر الامة ومستقبل أجيالها فكما ان لهذا الشهر الفضيل دوراً مهماً في ترسيخ قواعد المحبة والتآخي بين افراد المجتمع، فانه ينبغي ان يكون له دور اوسع على مستوى العالمين العربي والاسلامي، حتى يعود الشهر القادم في العام القادم باذن الله ومشيئته والعالم الاسلامي والعربي وقد تحرر من قيود التخلف، وتخلص من معرقلات التقدم، وظواهر الفرقة والفتنة والاختلاف، وأن تتغير النفوس وتصح النوايا وتخلص الاعمال حتى تعود هذه الامة كما أرادها الله خير أمة أخرجت للناس.