زوايا متخصصة

«التنشيطية المطوَّرة».. الطلقة «السحرية» !

موديرنا وفايزر لا تتوقعان تجهيز لقاحيهما المُحدّثين قبل أكتوبر

هل ستحل الجرعة الرابعة المحدّثة مشكلة هيمنة أوميكرون في الولايات المتحدة؟ (وكالات)

«عكاظ» (واشنطن، لندن) OKAZ_online@

تشتد مِحنة وباء كوفيد-19 في أرجاء المعمورة، خصوصاً أوروبا والولايات المتحدة؛ على رغم النجاحات الخارقة في ابتكار لقاحات جعلت فايروس كورونا أقرب ما يكون إلى مرض موسمي، مثل الإنفلونزا. فقد تواصل أمس تسجيل حالات جديدة في العالم بنحو 743137 إصابة، تمثل زيادة نسبتها 34% عما كانت عليه قبل 14 يوماً. ورافقتها 1436 وفاة إضافية، تزيد هي الأخرى بنسبة 4% عما كانت عليه قبل 14 يوماً. واحتفظت الولايات المتحدة بقيادة البؤس الفايروسي؛ إذ سجلت في يومها الوطني، الرابع من يوليو الجاري، 105754 إصابة جديدة، تمثل زيادة قدرها 10% عما سجلته منذ 14 يوماً. وعلى رغم إقبال مئات الملايين حول العالم على لقاحات كوفيد-19؛ استمر حدوث ما يعرف بـ «الإصابات الاختراقية» لمن حصلوا على جرعتي اللقاح والجرعة التنشيطية الثالثة. ولا يمنع ذلك من القول إن اللقاحات المتطورة، خصوصاً لقاحي موديرنا وفايزر-بيونتك اللذين يقومان على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA، قلصت مخاطر استفحال المرض، وقللت احتمالات الوفاة من جراء الإصابة. ويرى العلماء الأمريكيون أن لا داعي للقلق من الموجات الفايروسية المتتالية المتوقعة خريفاً وشتاءً، بعدما أقرت الجهات الرقابية الأمريكية الأسبوع الماضي تحديث اللقاحات، التي رأت النور في سنة 2021، بحيث تصبح نسخها التنشيطية الجديدة قادرة على توفير الحماية من سلالة أوميكرون والسلالات التي تفرعت منها. وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن بوجه خاص بأن تغري الجرعات المحدّثة نصف عدد الأمريكيين المحصنين باللقاحات بالإقبال عليها، لتكون أقوى سلاح ضد الهجمات الوبائية المتوقعة. ويرى العلماء أن الفراغ من ابتكار الجرعات التنشيطية المحدّثة يمثل ضرورة قصوى في هذه الفترة، لأن سلالتي BA.4 وBA.5 سريعتي التفشي تتسببان في ارتفاع الإصابات الجديدة، وزيادة عدد المنومين في المشافي الأمريكية، والفرنسية، والبريطانية، والبرتغالية، والبلجيكية. كما أن عدد الوفيات، خصوصاً في الولايات المتحدة، آخذ في الارتفاع خلال الآونة الأخيرة. وحدا ذلك بخبراء مكافحة الأوبئة الأمريكيين إلى توقع أن يتسبب كوفيد-19 في نحو 200 ألف وفاة هناك خلال السنة المقبلة. ولذلك يراهن هؤلاء الخبراء على أن الجرعة التنشيطية المحدّثة المرتقبة ستكون الوسيلة الوحيدة لتعزيز مناعة الأفراد ضد السلالتين المذكورتين اللتين لم تردعهما الحصانة الجيدة نسبياً التي وفرتها الجرعتان العاديتان والجرعة التنشيطية الأولى (الثالثة). ويرون أن المشكلة في جوهرها تتمثل في أن من المستحيل مواكبة التحورات الوراثية التي يشهدها الفايروس، من خلال سلالاته المتتابعة. وتتمثل المشكلة الأشد استعصاء في ما إذا كانت شركات اللقاحات ستستطيع توفير اللقاحات المحدّثة في الوقت الملائم لتحصين السكان؟ ويذكر أن تلك الشركات استثمرت وقتاً ومالاً كبيرين خلال الأشهر الماضية في تطوير لقاح معدّل قادر على توفير أقصى حماية ممكنة ضد سلالة أوميكرون. وقبل أن ترى تلك اللقاحات المطوّرة النور بدأت أوميكرون تتلاشى، لتحل محلها سلالتا BA.4 وBA.5، اللتان تهيمنان على الأزمة الصحية في معظم بلدان العالم. ويعتقد علماء أن تعديل اللقاحات بحيث تستهدف السلالات الفرعية المهيمنة سيمثل أفضل حماية ضد أية سلالة متحورة جديدة قد ترى النور خلال الأشهر القادمة. تتمسك شركتا موديرنا وفايزر بأن لقاحيهما المحدّثين اللذين يستهدفان سلالتي أوميكرون المشار إليهما لن يكونا جاهزين قبيل حلول أكتوبر 2022. وهو وقت طويل أكثر مما ينبغي لتفادي مخاطر أي تفشٍّ فايروسي مرتقب عند مقدم الخريف والشتاء القادمين. وتتعلل الشركتان بأنهما استثمرتا وقتاً طويلاً خلال الفترة الماضية في تجهيز لقاح محدّث ضد أوميكرون، ولن يكون بمستطاعهما تجهيز لقاح يستهدف متفرعتي أوميكرون قبل حلول الصيف. وعلى رغم أن العالم اعتاد انتظار التحديث السنوي لجرعات لقاح الإنفلونزا؛ إلا أن فايروس كورونا الجديد شيء مختلف تماماً. فهناك من يتمسكون بضمان مأمونية أي لقاح جديد. ويتطلب ذلك إجراء تجارب سريرية وفقاً للبروتوكولات المعتمدة في صناعة الأدوية واللقاحات. غير أن كثيراً من العلماء والخبراء يرون أن اتّباع هذا النهج مع اللقاحات المحدّثة سيتطلب وقتاً طويلاً قد تستغله سلالات كوفيد المتحورة في إلحاق أبشع ضرر بالإنسانية.

أستراليا تدرس طرح «تنشيطية» رابعة

أعلنت اللجنة الفنية الاستشارية للتحصين في أستراليا أنها ستجتمع لدرس تعميم جرعة تنشيطية رابعة، لمواجهة الهيمنة المتفاقمة لسلالتي BA.4 وBA.5 المتحدرتين من سلالة أوميكرون، ما أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات، إلى درجة أن رؤساء حكومات عدد من مقاطعات البلاد دعوا السكان إلى العودة لارتداء الكمامات. ويقول علماء البلاد إن السلالتين المشار إليهما أسرع تفشياً من أوميكرون بنسبة 36%. ومع أن لقاحات كوفيد-19 قادرة على توفير حماية كبيرة ضد استفحال الإصابة والوفاة بها؛ إلا أنها غير فعّالة في منع حدوث الإصابة وأعراضها، خصوصاً بالسلالتين الفرعيتين المذكورتين. ويتعين على علماء اللجنة المشار إليها أن يبحثوا قبل اتخاذ قرار يوصي بتعميم جرعة تنشيطية رابعة قضايا عدة، منها تفاقم عدد الإصابات الجديدة، وانحسار المناعة المتأتية من اللقاحات، وضرورة تطوير لقاح محدّث يستهدف سلالات محددة، ومتى يمكن أن يكون ذلك اللقاح بمتناول اليد. وتوقع وزير الصحة الاتحادي الأسترالي مارك بتلر أن يُصار إلى توصية بتعميم اللقاح المعدل على السكان من سن 50 أو 55 عاماً. لكنه استبعد أن تشمل التوصية تعميم الجرعة التنشيطية الرابعة على جميع الفئات السكانية.

نيوزيلندا: وهم التعايش مع كوفيد

أكدت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آرديرن أمس أنه على رغم ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 إلى 9629 حالة (الثلاثاء)؛ فإنها لن تعمد إلى فرض أي تدابير وقائية مشددة. وحذر خبراء صحيون أن نيوزيلندا توشك على التعرض لموجة فايروسية جديدة، في وقت يشهد انحسار المناعة الناجمة عن لقاحات كوفيد-19، ومع وصول سلالات فايروسية جديدة، ومع اقتراب حلول فصل الشتاء في تلك البلاد. ويأخذ الخبراء على حكومة آرديرن تركيزها على التعايش مع كوفيد، منذ إعلان الحكومة تخليها عن سياسة استئصال الفايروس. وينتقدون عدم إقدام الحكومة على اتخاذ إجراءات تضمن تقليص عدد الإصابات الجديدة المتزايدة. وقالت رئيسة الوزراء إن التدابير المفروضة حالياً في نطاق حالة الإنذار البرتقالي كافية لمواجهة كل ظرف قد يطرأ. غير أن الطبعة الأسترالية من صحيفة «الغارديان» البريطانية نسبت أمس (الثلاثاء) إلى العالمة النيوزيلندية سيوكسي وايلز قولها إن التظاهر بأن الأمور على ما يرام لا يعدو أن يكون ضرباً من الوهم والتمني، كأن المسؤولين يفكرون بذهنية أن تجاهل كوفيد سيجعل الفايروس يمضي باتجاه آخر. وأضافت أنه إذا سمحت الحكومة باستمرار الوفيات بمعدلها الراهن، وهو 12-14 وفاة يومياً، فستُرزأ نيوزيلندا بما لا يقل عن 5 آلاف وفاة سنوياً.