الأسد يتغزل في حلب .. «ومن الحب ما قتل»
بعد أن دكّها بالبراميل المتفجرة
الاثنين / 12 / ذو الحجة / 1443 هـ الاثنين 11 يوليو 2022 03:35
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
نالت مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية نصيباً لا بأس به من البراميل المتفجرة سيئة الصيت التي تأكل الأخضر واليابس، ولا تبقي حجراً على حجر، إلى أن غدت هذه الحاضرة التاريخية رماداً، خصوصاً الجانب الذي كان تحت سيطرة الفصائل المسلحة (حلب الشرقية). ووثّق الإعلام الحديث الجريمة بهدم أعرق مدن الشرق الأوسط بحضاراتها، ولعل للفصائل جزءاً من عملية التدمير، إلا أن لبشار حصة الأسد كما هي العادة.حسمت روسيا وإيران والجيش السوري وكل المليشيات الرديفة معركة حلب الكبرى نهاية 2016، لتدخل حلب المدينة في نفق الظلام حتى الآن تحت رحمة النظام السوري والمليشيات الإيرانية، وتحت حكم فاشل غير قادر على التعامل مع أكبر المجمعات الصناعية في الشرق الأوسط، حتى أن تجار حلب تذمروا العام الماضي من قلة المحروقات والكهرباء لتشغيل مصانعهم، إلا أن الحكومة كانت ولا تزال عاجزة عن حل مشكلة الوقود.
لم يتمكن الأسد من زيارة حلب بعد السيطرة عليها نهاية 2016، فالمدينة كانت بين نفوذ المليشيا الإيرانية والشرطة العسكرية الروسية، وبقيت حلب خارج أجندة الأسد حتى الأمس، إذ ظهر بشار مع عائلته وهو يتجول في المدينة وأقام صلاة العيد، وللمرة الأولى يتحدث بشار بطريقة شخصية عن علاقته بهذه المدينة، مستدعياً ذاكرة الأسد الأب الذي أوفده إليها مع إخوته وللقصة بقية..
وعلى ما يبدو من خلال الاستعراض الرومانسي للأسد عن علاقته بالمدينة التي غزاها بالبراميل المتفجرة، ونشر فيها كل أنواع المليشيات، بينما أغرق الدول الأوروبية وتركيا ودول الجوار بأهالي حلب على مبدأ «ومن الحب ما قتل».. وربما ما شرّد، يبدو أخيراً أن الأسد بحاجة إلى حلب على المدى القريب بحاجة إلى أموالها وإمكاناتها، ومن يعرف أساليب المساومات يتبين أن هناك مساومات وبازاراً على حلب.
البعض رأى أن هذه الزيارة ترتبط بالعملية التركية المرتقبة على تل رفعت في ريف حلب، بينما يرى محللون أن زيارة الأسد رسالة مع الجانب الإيراني إلى عمق التحالف خصوصاً وأن المحطة الحرارية التي دشنها الأسد في ريف حلب بدعم إيراني، وقد تكون كل التحليلات صحيحة ويمكن الإضافة عليها أيضاً، فحلب هي الطريق التجاري البري إلى أوروبا عبر تركيا، وحلب المدينة الصناعية الأولى في سورية، والنخبة التجارية الحلبية في الداخل والخارج قادرة على إعادة حلب إلى ما قبل، فضلاً عن حاجة النظام إلى الآلة الصناعية الحلبية وتأثيرها التجاري في المنطقة، وربما تفعيل التجارة المقبلة مع أقاليم دونباس الانفصالية، والأكيد في كل هذه الزيارة الرومانسية أن لعاب الأسد يسيل على حلب، ولربما فضاء الأسد أكبر من كل هذه التحليلات حول حلب، فلم يسجل أن بشار تحدث بهذه الطريقة عن أية مدينة في سورية بمثل ما تحدث عن حلب. لا يعيش بشار أو أي نظام سوري غيره من دون حلب ودمشق، أما دمشق وما حولها فقد باتت تحت السيطرة، بقيت حلب التي على الرغم من أنها تحت سيطرة النظام السوري ومليشياته إلا أنها على المستوى المعنوي والتجاري لا تزال «بندول» سورية الذي لم يختر إلى أين يميل.. تجاه الأسد وخدمة نظامه، أم ينتظر حسم المشهد الكامل في سورية؟
لم يتمكن الأسد من زيارة حلب بعد السيطرة عليها نهاية 2016، فالمدينة كانت بين نفوذ المليشيا الإيرانية والشرطة العسكرية الروسية، وبقيت حلب خارج أجندة الأسد حتى الأمس، إذ ظهر بشار مع عائلته وهو يتجول في المدينة وأقام صلاة العيد، وللمرة الأولى يتحدث بشار بطريقة شخصية عن علاقته بهذه المدينة، مستدعياً ذاكرة الأسد الأب الذي أوفده إليها مع إخوته وللقصة بقية..
وعلى ما يبدو من خلال الاستعراض الرومانسي للأسد عن علاقته بالمدينة التي غزاها بالبراميل المتفجرة، ونشر فيها كل أنواع المليشيات، بينما أغرق الدول الأوروبية وتركيا ودول الجوار بأهالي حلب على مبدأ «ومن الحب ما قتل».. وربما ما شرّد، يبدو أخيراً أن الأسد بحاجة إلى حلب على المدى القريب بحاجة إلى أموالها وإمكاناتها، ومن يعرف أساليب المساومات يتبين أن هناك مساومات وبازاراً على حلب.
البعض رأى أن هذه الزيارة ترتبط بالعملية التركية المرتقبة على تل رفعت في ريف حلب، بينما يرى محللون أن زيارة الأسد رسالة مع الجانب الإيراني إلى عمق التحالف خصوصاً وأن المحطة الحرارية التي دشنها الأسد في ريف حلب بدعم إيراني، وقد تكون كل التحليلات صحيحة ويمكن الإضافة عليها أيضاً، فحلب هي الطريق التجاري البري إلى أوروبا عبر تركيا، وحلب المدينة الصناعية الأولى في سورية، والنخبة التجارية الحلبية في الداخل والخارج قادرة على إعادة حلب إلى ما قبل، فضلاً عن حاجة النظام إلى الآلة الصناعية الحلبية وتأثيرها التجاري في المنطقة، وربما تفعيل التجارة المقبلة مع أقاليم دونباس الانفصالية، والأكيد في كل هذه الزيارة الرومانسية أن لعاب الأسد يسيل على حلب، ولربما فضاء الأسد أكبر من كل هذه التحليلات حول حلب، فلم يسجل أن بشار تحدث بهذه الطريقة عن أية مدينة في سورية بمثل ما تحدث عن حلب. لا يعيش بشار أو أي نظام سوري غيره من دون حلب ودمشق، أما دمشق وما حولها فقد باتت تحت السيطرة، بقيت حلب التي على الرغم من أنها تحت سيطرة النظام السوري ومليشياته إلا أنها على المستوى المعنوي والتجاري لا تزال «بندول» سورية الذي لم يختر إلى أين يميل.. تجاه الأسد وخدمة نظامه، أم ينتظر حسم المشهد الكامل في سورية؟