كتاب ومقالات

السعودية محط الأنظار.. وقِبلة صناعة القرار

المستشار تركي الداوود

المستشار/ تركي الداوود

رأينا ورأى العالم ما دار في قمة جدة بحضور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وبقيادة الملهم الأمير محمد بن سلمان القائد المقدام والمحنك الهمام. حيث بدأت القمة بقراءة آية من كلام ربنا وهي قوله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم...) الآية.

وهي رسالة واضحة للعالم كله أنه لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بتقوى الله عز وجل وهي رسالة من رب العالمين قد افتُتح بها المؤتمر.

إننا نعيش هذا اليوم أحداثاً عالمية استثنائية، تحدث اليوم في المملكة العربية السعودية، حيث تشهد مملكتنا خلال هذه الأيام أحداثاً ستخلد في ذاكرة العالم كله وخاصة في ذاكرة السعوديين والخليجيين، الذين يعيشون فرحة لا توصف بما تحقق من منجزات عظيمة تحققت في ظروف استثنائية وفي أوضاع مضطربة وآراء متباينة وسياسات مختلفة، بفضل الله عز وجل ثم بفضل حنكة ولاة أمرنا.

نعيش مع استضافة المملكة هذه القمة الاستثنائية «قمة جدة»، وتتزامن أيضاً مع منجزات تحققت خلال وقت يسير.

لقد حبا ‏الله تعالى المملكة العربية السعودية نعماً عظيمة وخيرات كثيرة ومن أعظم هذه النعم أنها هي مهبط الوحي وقبلة العالم ومحط أفئدتهم وجعل فيها الحرمين الشريفين الذين لم يقصر ولاة الأمور من بذل الغالي والنفيس في عمارتهما عمارة حسية ومعنوية مع نصرة قضايا الأمة والحرص على نشر دين الإسلام بمفهومه الوسطي السمح. مع ما حباها الله من قوة اقتصادية جعلت العالم كله يرجع إليها ويعرف قدرها ومكانتها وثقلها بفضل الله ثم حنكة الأمير الملهم ولي العهد الأمين حفظه الله الذي أرغم أنوف الجبابرة لتنكسر وتخضع أمام السعودية وقادتها لتكون المعادلة احترموا قيمنا مثلما نحترم قيمكم فعصر التسلط والوصايا قد انتهى وولى بوجود هذا الأمير الموهبة من الله للعالم كله وللسعوديين على وجه الخصوص.

المملكة العربية السعودية‬ حكومةً وشعباً ووطناً، هي قلبُ الأمة الذي ينبض بالسلم والخير والرحمة والحكمة التي تسعُ العالمَ كُلّه. وعقلٌ نير، ونظر ثاقب يقودُهُ ولاة أمرنا -حفظهم الله- بحكمة ومعرفة ورؤية وروية أدار الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد الأحداث الخارجية والسياسات المختلفة، بنجاح حكمة وحنكة وتأنٍّ مع المخالفين والمتجاوزين مع البعيد والقريب.

لقد كان ولاة أمرنا في قمة الحكمة وأعلى مراتب الهدوء والروية، إذْ لم يقابلوا الإساءة بمثلها، لأنَّهم على ثقةٍ كبيرةٍ بما يقومون به من مواقف ولأن ذلك ليس بخلقها ولا طريقها، حتّى مع خصومها، فالمملكةُ بقيادتها الرَّشيدة ذاتُ حسنات دائمة ومواقف نبيلة مع الإنسانية كلّها قد شهد لها القاصي والداني بذلك.

وهي قادرة بتوفيق الله على امتصاص الصدمات، وتجاوز الأزمات، والعبور -إنْ شاء الله- إلى بَـرِّ الأمان والنجاح الذي يتبعه كلُّ نصرٍ وعز وفلاح. ممّا جعل البعيد والقريب والعدو والصديق والمحب والمبغض -على حدٍّ سواء- يبحث عن أي فرصة لزيارتها، والاستنارة من حنكة قادتها، والأخذ من حكمتهم، وسداد رأيهم، وبعد نظرهم وطلب رضاهم فالمملكة هي رائدة العالم وهي قائدة الشرق الأوسط الذي نريده لا كالذي يريده الأعداء وهي من بفضلها تحطمت آمال المتربصين المخادعين لنقول للعالم أجمع إننا نرى هذا الأمير الملهم هو العالم كله فهو القائد الذي إذا قال فعل وإذا فعل اهتزت لفعله الدول كلها والشواهد كثيرة على ذلك.