مقدمة قاتلة لصاحب كتاب الأخلاق الفاضلة
الجمعة / 23 / ذو الحجة / 1443 هـ الجمعة 22 يوليو 2022 03:14
د. سعد بن سعيد الرفاعي
تفضل عليّ يعقوب محمد إسحاق الشهير بـ«بابا يعقوب» بعدد من مؤلفاته المتميزة في أدب الطفل، كما أهداني بعض مؤلفات أدبية تربوية أخرى، منها كتاب «الأخلاق الفاضلة والسافلة» وخصص الجزء الأول للأخلاق الفاضلة، والجزء الثاني للأخلاق السافلة، وأهداه إلى المنتمين للعمل التربوي من وزارة التعليم والمعلمين والآباء والأمهات مستشعراً قيمة الأخلاق الفاضلة ودور التربية في غرسها، وذكر في مدخل الكتاب سبب تأليفه له؛ إذ كان عائداً من رحلة علاجية، فوصل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وفوجئ بعاملة في المطار تناديه باسمه مجرداً «يا يعقوب» فاستغرب، وقال لها: «أنا في عمر أبيك وربما جدك فكيف تناديني باسمي مجرداً؟» فأجابته بإجابة صادمة: «هكذا تعلمت من قياداتي»، فلم يصدقها، ولكن غادر المطار متألماً ومستعيداً ثقافته وتجاربه التربوية متأملاً هذه الأخلاق ليقرر المبادرة إلى تأليف عن الأخلاق الفاضلة والسافلة كإسهام منه في معالجة بعض هذه السلوكات المجتمعية.
ورغم أهمية ما سبق إلا أنه لم يكن المحرض لكتابة هذه السطور، وإنما ما جاء لاحقاً في مقدمة «بابا يعقوب» عندما تحدث عن معاناته في سبيل إنجاز هذا الكتاب رغم الآلام المزمنة التي يعانيها في رقبته وظهره، واسمحوا لي أن أفسح المجال لكلماته حيث يقول: «وحيث إن آلامي شديدة جداً لا تجدي معها المسكنات والمراهم المعروفة، فقد تواصلت مع بعض المستشفيات الأمريكية وزودتها بنسخ من الرنين المغناطيسي لرقبتي وظهري، فجاءني رد من مستشفى... بالعلاج المقترح وتقدير لتكاليف العلاج لا أقدر عليها إلا إذا بعت منزلي»، ثم يواصل يعقوب مقدمته بألم ممض ليقول: «تلك حالتي وحالة غالبية المثقفين ممن يعانون من الأمراض والفقر والإهمال...»، ويسترسل في حديثه معبراً عن حال شريحة من المثقفين: «لقد أصبحت الدنيا حالكة للمثقفين، فلم يعودوا يضحكون»، ويختم برجاء متوسلاً: «إني أدعو الله أن يلهم أحد ذوي القلوب الرحيمة أن يتولى معالجتي؛ لكي أواصل عملي وأنجز كتباً جديدة أخدم بها الثقافة في بلادنا الغالية»، انتهت المقدمة -نعم مقدمة الكتاب- حتى لا يذهب بكم التفكير بأنه خطاب استرحام ضل طريقه إلى كتاب الأخلاق الفاضلة، ولأن «بابا يعقوب» رائد في أدب الطفل في بلادنا؛ فقد نشر أكثر من ثلاثمائة كتاب للأطفال، الأمر الذي يعني إسهامه في تنمية الذائقة الأدبية والفنية لأجيال عديدة؛ لذلك كنت سأوجه نداء عاماً للمساهمة في علاجه كرد للدين، لاسيما ونحن نعيش في وطن متلاحم متراحم، لولا أن بابا يعقوب وجه شكراً في مقدمته لسمو وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان الذي أسهم في مرحلة علاجه الأولى، فليس من الأدب تجاوزه؛ ولهذا سأتوجه لسموه الكريم متطلعاً للفتة كريمة منه لاستكمال علاج «بابا يعقوب» طالما بدأ المكارم، ومن بدأ المكارم حتماً سيتمها.
ورغم أهمية ما سبق إلا أنه لم يكن المحرض لكتابة هذه السطور، وإنما ما جاء لاحقاً في مقدمة «بابا يعقوب» عندما تحدث عن معاناته في سبيل إنجاز هذا الكتاب رغم الآلام المزمنة التي يعانيها في رقبته وظهره، واسمحوا لي أن أفسح المجال لكلماته حيث يقول: «وحيث إن آلامي شديدة جداً لا تجدي معها المسكنات والمراهم المعروفة، فقد تواصلت مع بعض المستشفيات الأمريكية وزودتها بنسخ من الرنين المغناطيسي لرقبتي وظهري، فجاءني رد من مستشفى... بالعلاج المقترح وتقدير لتكاليف العلاج لا أقدر عليها إلا إذا بعت منزلي»، ثم يواصل يعقوب مقدمته بألم ممض ليقول: «تلك حالتي وحالة غالبية المثقفين ممن يعانون من الأمراض والفقر والإهمال...»، ويسترسل في حديثه معبراً عن حال شريحة من المثقفين: «لقد أصبحت الدنيا حالكة للمثقفين، فلم يعودوا يضحكون»، ويختم برجاء متوسلاً: «إني أدعو الله أن يلهم أحد ذوي القلوب الرحيمة أن يتولى معالجتي؛ لكي أواصل عملي وأنجز كتباً جديدة أخدم بها الثقافة في بلادنا الغالية»، انتهت المقدمة -نعم مقدمة الكتاب- حتى لا يذهب بكم التفكير بأنه خطاب استرحام ضل طريقه إلى كتاب الأخلاق الفاضلة، ولأن «بابا يعقوب» رائد في أدب الطفل في بلادنا؛ فقد نشر أكثر من ثلاثمائة كتاب للأطفال، الأمر الذي يعني إسهامه في تنمية الذائقة الأدبية والفنية لأجيال عديدة؛ لذلك كنت سأوجه نداء عاماً للمساهمة في علاجه كرد للدين، لاسيما ونحن نعيش في وطن متلاحم متراحم، لولا أن بابا يعقوب وجه شكراً في مقدمته لسمو وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان الذي أسهم في مرحلة علاجه الأولى، فليس من الأدب تجاوزه؛ ولهذا سأتوجه لسموه الكريم متطلعاً للفتة كريمة منه لاستكمال علاج «بابا يعقوب» طالما بدأ المكارم، ومن بدأ المكارم حتماً سيتمها.