«كاوست» تعزز الاستفادة من غابات المنغروف لعزل الكربون
في محمية طبيعية تزيد مساحتها على 110 هكتارات
الأربعاء / 28 / ذو الحجة / 1443 هـ الأربعاء 27 يوليو 2022 03:31
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
تعتبر أشجار المنغروف من النباتات التي عاشت على هذه الأرض، وصمدت في أقسى الظروف البيئية لملايين السنين. ويعود ذلك لقدرتها على العيش في المياه التي تصل لملوحة تتجاوز 100 مرة من تلك التي يمكن أن تتحملها النباتات الأخرى، كما تستطيع بذورها أن تطفو على سطح الماء لأشهر قبل أن تتجذر، وتستطيع بذرة واحدة منها أن تكون مستعمرة بأكملها وتنشئ نظاماً بيئياً متكاملاً يوفر الغذاء والمأوى للعديد من الحيوانات، بما في ذلك الطيور وسرطان البحر والسحالي والروبيان والرخويات والقواقع والاسماك.
أحواض الكربون الأزرق
تزايد الاهتمام خلال العقود الماضية بأشجار المنغروف؛ نظراً لدورها الكبير والمهم في مكافحة تغير المناخ، يقول الدكتور محمد عمر، مدير حماية البيئة في قسم الصحة والسلامة والبيئة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست): «كاوست هي موطن لغابة من أشجار المنغروف تمتد لأكثر من 110 هكتارات، وتضم محمية طبيعية خصصتها الجامعة. وعند مقارنتها بالغابات الأخرى في اليابسة، توفر جذور أشجار المنغروف المتشعبة فرصة كبيرة لعزل وتخزين الكربون في باطن الأرض».
ويضيف البروفيسور كارلوس دوارتي، الأستاذ المتميز في كاوست: «إن غابات المانغروف تُصنف ضمن أكثر أحواض الكربون كثافة في المحيط الحيوي، حيث تحبس قدراً أكبر من الكربون في تربتها مقارنة بالغابات الاستوائية. إلا أنه عند تعرضها لأي اضطراب، يمكن أن ينبعث هذا الكربون الموجود في التربة على هيئة ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يحتم علينا حمايتها واستعادة الغابات المفقودة منها».
يذكر أنه يشار إلى أشجار المنغروف بأحواض الكربون الأزرق بسبب ارتباطها بالمناطق الساحلية، فكلمة «أزرق» مستوحاة من المياه، على عكس الكربون «الأخضر» المرتبط بالأشجار البرية على اليابسة.
جهود دعم أشجار المنغروف في «كاوست»
الحفاظ على غابات المنغروف وتعزيزها هو جزء رئيسي من توجهات كاوست ورسالتها منذ افتتاحها، ويتجلى هذا في إحدى فعاليات برنامج الإثراء الشتوي (ويب 2022) حين تم تنظيم فاعلية لغرس أشجار المنغروف في محمية كاوست الطبيعة؛ بهدف زيادة الوعي بالأثر البيئي السلبي لانبعاثات الكربون المرتبطة بأنظمة النقل والسفر.
يقول البروفيسور بينغ هونغ، الأستاذ في كاوست ورئيس برنامج الأثراء الشتوي (ويب 2022): «يهدف برنامج (ويب) في كل عام لتقديم أنشطة وفعاليات لإثراء طلبتنا. وتشمل هذه الأنشطة استضافة متحدثين مشهورين عالمياً لزيارة حرم الجامعة من حول العالم؛ الأمر الذي يتسبب في زيادة بصمة الجامعة من ثاني أكسيد الكربون، خصوصاً اذا أخذنا في الاعتبار المسافة التي يقطعها جميع ضيوف ومتحدثي برنامج ويب والتي قدرها قسم الصحة والسلامة والبيئة في الجامعة لهذا العام بحوالي 200 ألف كيلومتر».
وبعد حساب انبعاثات الكربون من السفر لهذه المسافات الطويلة، قرر فريق (ويب) بالتعاون مع قسمي الصحة والسلامة والبيئة وإدارة المرافق (والبستنة) في الجامعة، تنظيم فاعلية لزراعة أكثر من 200 شجرة منغروف ليس فقط لتعويض هذه الانبعاثات، ولكن أيضًا لزيادة الوعي بقدرة هذه النباتات الرائعة على عزل الكربون وتخزينه.
من ناحية أخرى، كشفت جهود الحفاظ على غابات المنغروف في كاوست عن مدى السرعة والفعالية التي يمكن أن تتوسع بها مستعمرات المنغروف عند حفظها بشكل صحيح، يقول د. عمر: «نمت غابات المنغروف لدينا بنحو 45% بين عامي 2005 و2020، وهذا النمو الملحوظ هو مزيج من الاستعمار الطبيعي، وجهود إعادة الزراعة، وتدخل السياسات البيئية المؤثرة».
مستقبل المنغروف
تمثل زراعة أشجار المنغروف ومشاريع ترميمها طريقة فعالة من حيث التكلفة لزيادة قدرتنا على عزل الكربون، خصوصاً إذا تم التخطيط لها وتنفيذها بشكل صحيح، كما هو الحال في كاوست، يقول هونغ: «إن زراعة أشجار المنغروف في هذه الحالة أكثر فائدة من زراعة الأشجار البرية، والتي تتطلب الري بالمياه العذبة. فالمنغروف لا تحتاج للري لأنها تُزرع مباشرة في المناطق الساحلية للبحر».
واليوم تتبنى العديد من المجتمعات والدول حول العالم جهود إحياء أشجار المنغروف كإجراء طبيعي فعال ومستدام لتخفيف بصماتها الكربونية. يقول دوارتي: «تعد أشجار المنغروف إحدى الطرق لتحقيق أهدافنا المتعلقة بتخفيف الكربون، ليس فقط لأنها تعزل الكربون، ولكن لأنها توفر فوائد ضخمة لحماية المناطق الساحلية، وتعزيز مصائد الأسماك. وعلى مدى العقد الماضي، ازداد مستوى الوعي بالكربون الأزرق، وتحديداً دور غابات المنغروف. ويجب أن يستمر هذا الوعي على مستوى صانعي السياسات والجمهور العام لتعزيز المشاركة في استيعاب مشاريع حماية غابات المنغروف وتطويرها».
أحواض الكربون الأزرق
تزايد الاهتمام خلال العقود الماضية بأشجار المنغروف؛ نظراً لدورها الكبير والمهم في مكافحة تغير المناخ، يقول الدكتور محمد عمر، مدير حماية البيئة في قسم الصحة والسلامة والبيئة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست): «كاوست هي موطن لغابة من أشجار المنغروف تمتد لأكثر من 110 هكتارات، وتضم محمية طبيعية خصصتها الجامعة. وعند مقارنتها بالغابات الأخرى في اليابسة، توفر جذور أشجار المنغروف المتشعبة فرصة كبيرة لعزل وتخزين الكربون في باطن الأرض».
ويضيف البروفيسور كارلوس دوارتي، الأستاذ المتميز في كاوست: «إن غابات المانغروف تُصنف ضمن أكثر أحواض الكربون كثافة في المحيط الحيوي، حيث تحبس قدراً أكبر من الكربون في تربتها مقارنة بالغابات الاستوائية. إلا أنه عند تعرضها لأي اضطراب، يمكن أن ينبعث هذا الكربون الموجود في التربة على هيئة ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يحتم علينا حمايتها واستعادة الغابات المفقودة منها».
يذكر أنه يشار إلى أشجار المنغروف بأحواض الكربون الأزرق بسبب ارتباطها بالمناطق الساحلية، فكلمة «أزرق» مستوحاة من المياه، على عكس الكربون «الأخضر» المرتبط بالأشجار البرية على اليابسة.
جهود دعم أشجار المنغروف في «كاوست»
الحفاظ على غابات المنغروف وتعزيزها هو جزء رئيسي من توجهات كاوست ورسالتها منذ افتتاحها، ويتجلى هذا في إحدى فعاليات برنامج الإثراء الشتوي (ويب 2022) حين تم تنظيم فاعلية لغرس أشجار المنغروف في محمية كاوست الطبيعة؛ بهدف زيادة الوعي بالأثر البيئي السلبي لانبعاثات الكربون المرتبطة بأنظمة النقل والسفر.
يقول البروفيسور بينغ هونغ، الأستاذ في كاوست ورئيس برنامج الأثراء الشتوي (ويب 2022): «يهدف برنامج (ويب) في كل عام لتقديم أنشطة وفعاليات لإثراء طلبتنا. وتشمل هذه الأنشطة استضافة متحدثين مشهورين عالمياً لزيارة حرم الجامعة من حول العالم؛ الأمر الذي يتسبب في زيادة بصمة الجامعة من ثاني أكسيد الكربون، خصوصاً اذا أخذنا في الاعتبار المسافة التي يقطعها جميع ضيوف ومتحدثي برنامج ويب والتي قدرها قسم الصحة والسلامة والبيئة في الجامعة لهذا العام بحوالي 200 ألف كيلومتر».
وبعد حساب انبعاثات الكربون من السفر لهذه المسافات الطويلة، قرر فريق (ويب) بالتعاون مع قسمي الصحة والسلامة والبيئة وإدارة المرافق (والبستنة) في الجامعة، تنظيم فاعلية لزراعة أكثر من 200 شجرة منغروف ليس فقط لتعويض هذه الانبعاثات، ولكن أيضًا لزيادة الوعي بقدرة هذه النباتات الرائعة على عزل الكربون وتخزينه.
من ناحية أخرى، كشفت جهود الحفاظ على غابات المنغروف في كاوست عن مدى السرعة والفعالية التي يمكن أن تتوسع بها مستعمرات المنغروف عند حفظها بشكل صحيح، يقول د. عمر: «نمت غابات المنغروف لدينا بنحو 45% بين عامي 2005 و2020، وهذا النمو الملحوظ هو مزيج من الاستعمار الطبيعي، وجهود إعادة الزراعة، وتدخل السياسات البيئية المؤثرة».
مستقبل المنغروف
تمثل زراعة أشجار المنغروف ومشاريع ترميمها طريقة فعالة من حيث التكلفة لزيادة قدرتنا على عزل الكربون، خصوصاً إذا تم التخطيط لها وتنفيذها بشكل صحيح، كما هو الحال في كاوست، يقول هونغ: «إن زراعة أشجار المنغروف في هذه الحالة أكثر فائدة من زراعة الأشجار البرية، والتي تتطلب الري بالمياه العذبة. فالمنغروف لا تحتاج للري لأنها تُزرع مباشرة في المناطق الساحلية للبحر».
واليوم تتبنى العديد من المجتمعات والدول حول العالم جهود إحياء أشجار المنغروف كإجراء طبيعي فعال ومستدام لتخفيف بصماتها الكربونية. يقول دوارتي: «تعد أشجار المنغروف إحدى الطرق لتحقيق أهدافنا المتعلقة بتخفيف الكربون، ليس فقط لأنها تعزل الكربون، ولكن لأنها توفر فوائد ضخمة لحماية المناطق الساحلية، وتعزيز مصائد الأسماك. وعلى مدى العقد الماضي، ازداد مستوى الوعي بالكربون الأزرق، وتحديداً دور غابات المنغروف. ويجب أن يستمر هذا الوعي على مستوى صانعي السياسات والجمهور العام لتعزيز المشاركة في استيعاب مشاريع حماية غابات المنغروف وتطويرها».