كتاب ومقالات

لحظة تخطيط

خالد بن هزاع الشريف.

خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@

• الأيام الماضية كان أهالي دار الهجرة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام في استنفار كامل لخدمة ضيوف الله القادمين إليها من أداء الحج.. إنها خير بقاع الأرض وأعظمها أمناً وأماناً، مكاناً ومكانة.. أول عاصمة لتاريخ الإسلام والأقدس بعد مكة.. وحين جاء عام 622 من الميلاد كان لها قدر في التاريخ بتأسيس أول دولة إسلامية في المدينة.. وذلك هو بداية التقويم الهجري.

• في ذلك العام جاءت «الهجرة النبوية» كحدث تاريخي بذكراه ومكانته.. ذكرى خالدة متجددة سنوياً.. من ذلك الحدث الذي غيَّر مجرى التاريخ؛ تعلَّمنا مزيجاً من القيم النبوية الرفيعة؛ تخطيط وعزيمة وإخلاص وتضحية وصبر.. في ذلك الحدث المحمي بالعناية الربانية؛ اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الأسباب لضمان نجاح هجرته.. إنه ذلك التخطيط الذي قامت عليه الدولة الإسلامية واتسعت رقعتها وسطعت حضارتها.

• السؤال: ماذا سنفعل في عام قادم؟ وما هي خطتنا الحياتية له؟.. فالدوران في فلك ما مضى من أعوام لمحطاتنا الفاشلة لا يصنع تخطيطاً سليماً لمستقبلنا.. إن استطعنا ملء سطور صفحاتنا القادمة ببياض ونقاء؛ سوف نتعلم دروس الحياة والنجاح فيها.. عبِّر عن حاجتك السنوية وما تريده في مرحلتك المقبلة، ثم ضع عناصر خطتك بجوانبها؛ الإيماني والأسري والعائلي والاجتماعي والمالي والمهني والصحي والثقافي.

• إذن؛ نحن نريد الانتقال من الوضع الحالي إلى ما نطمح إليه.. فلماذا يعزف بعضنا عن التخطيط لنفسه وقادمه ويبتعد؟ ربما لاهتمامه بعيش اللحظة الراهنة، أو لعدم ثقة بالنفس، أو عدم إدراك بأهمية التخطيط.. فما الغاية من التخطيط السنوي؟ وكيف ندوِّن خطتنا ولماذا نكتبها؟ وكيف تكون صياغة رؤيتنا وأهدافنا؟ وكيف ندرس الواقع ونحلل الفجوات؟.. وذلك يُلزمُنا التعرف على مفهوم «التخطيط الشخصي».

العام الهجري.. درس في التخطيط الشخصي:

«الهجرة النبوية»؛ تخطيط وعزيمة وإخلاص وتضحية

الدوران في فلك الماضي الفاشل لا يصنع تخطيطاً

ملء سطور صفحاتنا ببياض يعلِّم دروس النجاح

الانتقال من الوضع الحالي ليس بعيش اللحظة الراهنة