أخبار

اختراقات وانقسامات.. هل هي نهاية «القاعدة»؟

عقِب سقوط الظواهري..

محمد حفني (القاهرة) okaz_online@

في أحلك الظروف والانقسامات والتحركات الدولية لتجفيف مصادر التمويل للتنظيمات الإرهابية، شكّل مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.

لقد نجحت التحركات الدولية في إدخال التنظيم موتاً سريرياً عقب مقتل زعيمه أسامة بن لادن عام 2011، حيث تحول في عهد الظواهري من حالة المركزية الصارمة إلى مرحلة التشظي، إذ خرجت بعض المجموعات على قيادته، كما حدث في الفرع السوري الذي فك ارتباطه به ممثلاً في جبهة النصرة، وبعض المجاميع المسلحة في أفريقيا والمغرب العربي، فضلاً عن وجود صراع قوي في المكون الرئيسي والممول الوحيد للتنظيم بالمال والأفراد المتمثل بتنظيم الإخوان الإرهابي في المنطقة العربية وأوروبا.

ويرى مراقبون متخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية أن اختراق طهران قيادة التنظيم الإرهابي واستخدامه في تنفيذ مخططاتها الإرهابية، كما هو الحاصل في تحالف مليشياتها مع القاعدة في اليمن، وإفشال الأجهزة الأمنية عدداً من المخططات الإرهابية، والقبض على خلايا القاعدة تعمل لصالح المخابرات الحوثية، دليل على أن التنظيم لم يعد يمتلك أي قوة فاعلة لتحقيق أهدافه العابرة للحدود، كما أن وجود أبرز المرشحين لخلافة الظواهري في إيران (سيف العدل) سيقضي على ما تبقى من الأنفاس الأخيرة للتنظيم الإرهابي، وسيؤدي إلى مزيد من التفكك والانحلال نظراً للاختلاف الفكري والأيديولوجي بين عناصر التنظيم ومليشيا إيران، رغم اتفاقهما في الأهداف والمخططات الإرهابية. وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية مصطفى أمين لـ«عكاظ» إن مقتل الظواهري يعد خسارة مؤلمة لتنظيم القاعدة، كما أن التنظيم فقد أهميته، مؤكداً أن عملية قتله تمت بدقة عالية، وهو ما يؤكد قدرة الإدارة الأمريكية على استهدافه، رغم سحب قواتها من أفغانستان، من خلال جمع المعلومات والرصد ومتابعة كل الرؤوس الإرهابية، والوصول لهدفها بدقة.

وأضاف أمين: اصطياد الظواهري بهذا التوقيت رسالة قوية من الإدارة الأمريكية لكل المشككين في قدراتها على محاربة الإرهاب؛ بأن واشنطن قادرة على استهداف أي عنصر أو عضو في التنظيم، لافتاً إلى أن قتل الظواهري يثير انقسامات داخل التنظيم في مختلف الدول التي يتواجد فيها، بل وفي أفغانستان نفسها، وهو ما أدى إلى نجاح الاستخبارات الأمريكية في اختراقه.

ولفت إلى أن تنظيم القاعدة يعيش حالة من الضعف والهوان، وأن المتابع لعمليات تنظيم القاعدة منذ مقتل زعيمه السابق أسامة بن لادن يمكن أن يستكشف الوضع الذي يعيشه، فهناك تراجع كبير خلال السنوات الـ10 الأخيرة، بعد ظهور ما يسمى «داعش» الذي سحب البساط من تحت أقدام التنظيم وقلص عدد خلاياه، كون القاعدة تضع شروطاً معقدة بعملية البيعة أو الانضمام لصفوفها، وبالتالي كل مليشيات الشباب في القاعدة التحقت بتنظيم داعش، وأصبحت الجماعات الجهادية متشرذمة إلى مكونات صغيرة ومفككة سهلت من القضاء عليها في عدد من البلدان.

وتوقع الباحث المصري أن يؤدي مقتل الظواهري إلى لفظ التنظيم أنفاسه الأخيرة، وإن بقيت بعض الأعمال التخريبية فإنها ستكون في بعض الدول التي لا تزال فيها صراعات داخلية؛ كاليمن وسورية، لكن بالمجمل لن تكون مؤثرة على المنطقة والعالم كما كانت عليه قبل عقد من الزمن.

واعتبر أمين مقتل الظواهري في الحي الدبلوماسي بالعاصمة كابول رسالة من قبل «طالبان» بترويض تنظيم القاعدة داخل حدودها من أجل عدم إحراجها أمام الدول الرافضة لوجود العناصر الإرهابية، لذا أعتقد أن أفغانستان في الأيام القادمة ستكون المقبرة لما تبقى من قيادات التنظيم المتخفية إذا حاولت إجراء اتصالات مع فروعها المشرذمة في عدد من الدول للرد على الضربة الأمريكية، بل إن اي اتصالات ستمكن الإدارة الأمريكية من الوصول للخلايا النائمة في مختلف الدول والقبض عليها أو قتلها.