تعاون سياسي مثمر بين السعودية وأوزبكستان
الأربعاء / 19 / محرم / 1444 هـ الأربعاء 17 أغسطس 2022 15:14
بلال أعظم (جدة) Bilalaz2000@
تثبت العلاقات السياسية السعودية الأوزبكية أنها مبنية على الثقة ورغبة الطرفين في مواصلة تطوير وتعميق التعاون وتبادل المنفعة.
وقد أكدت الزيارة الرسمية التي أجراها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى أوزبكستان في يوليو 2021، الاهتمام الكبير في تفعيل العلاقات الثنائية في ما يخدم مصالح البلدين، كما شارك وزير الخارجية السعودي في المؤتمر الدولي «وسط وجنوب آسيا: الترابط الإقليمي، التحديات والفرص».
وخلال الزيارة، استقبل الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف، وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وذلك في مقر انعقاد المؤتمر الدولي. وتطرق الجانبان إلى أهمية تعزيز الاستثمارات البينية في ضوء رؤية السعودية 2030، التي توفر العديد من الفرص الواعدة، وخصوصا في التقنية والابتكار والطاقة المتجددة.
كما جرى استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها في المجالات كافة بما يخدم تطلعات البلدين الصديقين، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وتتطابق المواقف السعودية والأوزبكية إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية، إلى جانب المواقف الخاصة بالأمن الإقليمي ومواجهة التهديدات والتحديات، ويواصل البلدان الدعم والتأييد المتبادل لمواقف وترشيحات كل منهما في إطار المنظمات الدولية.
وقد أيدت أوزبكستان ترشيحات السعودية لعضوية المجلس الاجتماعي والاقتصادي التابع للأمم المتحدة للفترة 2019-2021، ومجلس مناهضة التمييز ضد المرأة (2018)، ومجلس حقوق الإنسان (2020)، والمجلس التنفيذي لليونسكو (2019)، ولجنة التراث العالمي (2019) وغيرها.
وفي عام 2020، دعمت السعودية انتخاب أوزبكستان لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وإضافة إلى ذلك دعمت أوزبكستان موقف السعودية حيال قرار الاتحاد الأوروبي بشأن حالة حقوق الإنسان في اليمن، وتمت مناقشة هذه القضية خلال الدورة 49 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس 2022.
كما لا يخفى التعاون المثمر بين السعودية وأوزبكستان في إطار منظمة التعاون الإسلامي ومؤسساتها المتخصصة، وعلى وجه الخصوص الإيسيسكو، والكومستيك، والمركز الإسلامي لتنمية التجارة، والبنك الإسلامي للتنمية، ومركز الدراسات الإسلامية وغيرها.
وفي يوليو من العام الحالي، زار وفد أوزبكي رفيع المستوى السعودية، وعقد اجتماعات متعددة، كما التقى الوفد بالأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى عقد «مائدة مستديرة» في الأمانة العامة للمنظمة، ناقش المشاركون من خلالها سبل تطوير العلاقات بين أوزبكستان والمنظمة، كما اطلع الوفد الأوزبكي على آخر التطورات في الجمهورية، وعلى وجه الخصوص الإصلاحات التي تم إحداثها في البلاد.
وتركز كل من السعودية وأوزبكستان، جهودهما على تعزيز وتكثيف التعاون الثنائي في المجالات ذات الأولوية، ومنها زيادة حجم التبادل التجاري، وتوسيع الشراكة الاستثمارية، وتنفيذ المشاريع الاقتصادية والثقافية والإنسانية المشتركة، والتبادل العلمي والتعليمي وغيرها.
ومن شأن المشاورات السياسية المنتظمة بين وزارتي الخارجية في البلدين، واتساع نطاق التعاون في إطار الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الدولية، أن تخدم المصالح المشتركة للسعودية وأوزبكستان، وتقدم هذه العلاقات للطرفين فرصةً جيدةً من أجل تبادل الرؤى حول القضايا الرئيسية من أجل تحديد نهج ومواقف السياسة الخارجية.