منوعات

«جدري القرود»... ظهر فجأة وسيختفي فجأة !

إصاباته انخفضت إلا في الأمريكتين.. ومحاولات تغيير مسماه تتباطأ

جرعة موديرنا المحدّثة لتستهدف سلالة أوميكرون. (وكالات)

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

أفاد تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية أن الإصابات بفايروس جدري القرود انخفضت عالمياً خلال الأسبوع الماضي بنسبة 21%، بعد ارتفاع ظل مستمراً في أرجاء المعمورة منذ مايو 2022. واعتبرت أن ثمة أدلة واضحة على أن هجمة جدري القرود على القارة الأوروبية بدأت تضعف. وقالت المنظمة إن متوسط عدد الإصابات الجديدة بجدري القرود يبلغ حالياً 5907 إصابات. وأضافت أن كلاً من إندونيسيا وإيران أعلنت أول إصابة في أراضي كل منهما. وفيما أضحت أمريكا الشمالية والجنوبية تمثلان نحو 605 من الإصابات الشهر الماضي، انخفضت النسبة في القارة الأوروبية إلى 38%. وحذرت من أن الإصابات الجديدة بفايروس جدري القرود تتجه إلى ارتفاع حاد في أمريكا الشمالية والجنوبية. وأعلن المركز الأفريقي للحد من الأمراض ومكافحتها، الخميس، أن أفريقيا سجلت الأسبوع الماضي 219 إصابة جديدة بجدري القرود؛ وهو ارتفاع بنسبة 54% عما سبقه. وأضاف أن معظم الحالات الجديدة حدثت في نيجيريا والكونغو. وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في مطلع يوليو الماضي إن 90% من الإصابات المؤكدة بجدري القرود توجد في أوروبا. وذكرت السلطات البريطانية الأسبوع الماضي، إن ثمة مؤشرات مبكرة إلى أن تفشي فايروس جدري القرود في المملكة المتحدة آخذ في الاضمحلال. وقالت وكالة الضمان الصحي البريطانية إنه لا توجد أدلة على أن فايروس جدري القرود يتفشى خارج نطاق المثليين. ويشير التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن 98% من حالات جدري القرود حدثت لرجال، وأن 96% منها حدثت لمثليين. وأضافت أن 45% من الإصابات وقعت لرجال مصابين بفايروس النقص المكتسب في جهاز المناعة (إيدز). ونقلت رويترز، الجمعة، عن خبراء صحيين قولهم إن تضاؤل الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة يعزى أساساً إلى المناعة المتأتية عن إصابة سابقة، ونتيجة لتغيير السلوك الشخصي وارتفاع الوعي. وأضافوا أن ذلك لا يعني أنه تم احتواء تفشي هذا الفايروس. وكانت الولايات المتحدة أبلغت عن تسجيل أكثر من 17 ألف إصابة بجدري القرود منذ مايو الماضي. ويزيد عدد الدول التي أعلنت تأكيد تشخيص إصابات بجدري القرود خارج القارة الأفريقية على 80 بلداً. ويعد هذا الفايروس متوطناً في القارة السمراء منذ عقود.

ويذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت دعت أخيراً إلى الاتفاق على تغيير مسمى «جدري القرود»، لأن هذا الفايروس لا ينتقل أصلاً من القرود إلى البشر. وكان الاعتقاد السائد في البرازيل بأن هذا الفايروس ينطلق من القرود إلى وقوع أعمال عنف ضد القرود في الغابات البرازيلية، ما أدى إلى نفوق عدد منها بحسب تأكيدات السلطات البرازيلية. ويقول العلماء إن القوارض هي على الأرجح مصدر انطلاق هذا الفايروس. وحين اكتشف العلماء الدنماركيون هذا الفايروس في مستعمرة للقرود قرروا أن يطلقوا عليه جدري القرود. وفي يونيو الماضي وجه أكثر من 20 خبيراً صحياً أفريقياً رسالة مفتوحة إلى منظمة الصحة العالمية يناشدون فيه منظمة الصحة العالمية إلى الإسراع باختيار اسم بديل لهذا الفايروس. وندد العلماء الأفارقة بقيام مؤسسات إعلامية غربية إلى نشر صور أفارقة مصابين بجدري القرود، في حين أن غالبية الإصابات بهذا المرض توجد حالياً وسط رجال بيض. كما أن كثيراً من التقارير التي تنشرها الصحف الغربية تشير إلى جدري القرود باعتباره مرضاً متوطناً في أفريقيا، في حين أن ذلك ليس صحيحاً، وأن إصابات هذا الفايروس تتركز في مناطق ريفية نائية يكثر فيها التواصل بين السكان والحيوانات الوحشية. وانتقد علماء كثر تباطؤ عملية تغيير مسمى فايروس جدري القرود. وعمد علماء آخرون الى إطلاق تسميات راقت لهم من دون إجماع عليها. فمنهم من سماه hMPXV. وهناك من سماه MPV. وقرر علماء منظمة الصحة العالمية من جانبهم تغيير مسمى سلالتي الفايروس «سلالة حوض الكونغو»، و«سلالة غرب أفريقيا»، بإضافة رقم روماني إلى كل منهما. وكانت أفريقيا عانت في السابق من اتهام الغربيين لها بالتسبب في ظهور فايروس الإيدز. وتوفي كثيرون من مرضى الإيدز في المرحلة المبكرة من ظهوره بسبب خوفهم من إعلان إصابتهم به.

... حين يتنازع «الجبابرة»!

أعلنت شركة كموديرنا الدوائية الأمريكية، أنها قررت مقاضاة شركتي فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية بدعوى نسخهما جوانب عدة من تكنولوجيا مرسال الحمض النووي التي يقوم عليها لقاحا الشركات الثلاث المناهض لكوفيد-19. وأوضحت موديرنا أنها ستطالب بتعويضات من منافستيها، لتعديهما على حقوقها الفكرية في براءة اختراع التكنولوجيا المذكورة. لكنها قالت إنها لن تطالب بوقف مبيعات لقاح فايزر-بيونتك، ولن تطالب بمنع مبيعاتهما المستقبلية، تقديراً منها للدور المنقذ للحياة الذي يقوم به ذلك اللقاح في الحرب على كوفيد-19. وذكرت موديرنا أنها ستسعى لاسترداد حقوق ملكيتها الفكرية لتلك التكنولوجيا أمام المحاكم الأمريكية والألمانية. وزادت أنها تريد حماية تلك التكنولوجيا لأنها استثمرت فيها مليارات الدولارات خلال العقد الذي سبق اندلاع نازلة كورونا، بحسب رئيسها التنفيذي ستيفن بانسل. وقال بانسل إن موديرنا ستواصل استخدام هذه التكنولوجيا لإنتاج أدوية تعالج الإيدز، والإنفلونزا، والأمراض الأخرى. لكنها ستدرس إمكان ترخيص استخدام منافساتها لتلك التكنولوجيا بـ«شروط تجارية معقولة». وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية (السبت) إلى أن شركات دوائية صغرى رفعت سلسلة من الدعاوى ضد فايزر وبيونتك وموديرنا، بدعوى انتهاكها حقوق الملكية الفكرية لتلك التكنولوجيا. ويتوقع أن تبلغ أرباح موديرنا وفايزر وبيونتك 52 مليار دولار بحلول نهاية 2022. وتقوم عشرات الشركات الدوائية باستخدام تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبي mRNA لتطوير أدوية جديدة. وفيما قال متحدث باسم موديرنا إنه لا يعرف حجم التعويضات التي ستطالب بها شركته؛ قالت متحدثة باسم فايزر وبيونتك إن الشركتين فوجئتا بقرار مقاضاتهما، وإنهما ستدافعان بقوة عن التكنولوجيا الخاصة بهما. وأوضح بانسل أن موديرنا استخدمت هذه التكنولوجيا منذ العام 2010، وأنها حققت اختراقاً كبيراً باستخدامها مرسال الحمض النووي الريبي ضد فايروسات عائلة الفايروس التاجي (كورونا) في سنتي 1015 و2016. وتمسك بانسل بأن موديرنا هي أول شركة حصلت على براءة اختراع تكنولوجيا mRNA بعد تجارب سريرية بشرية في 2015. واتهم فايزر وبيونتك بنسخ اثنين من جوانب تلك التكنولوجيا المسجلة حقوقها باسم موديرنا.

يمكن أن ينخفض معدل الإصابات الجديدة في أرجاء العالم. لكن ذلك لا يعني أن العدد التراكمي لإصابات الدول سيتراجع أيضاً. فها هي أمريكا تقود دول العالم بعدد من الإصابات يوشك أن يصل إلى 96 مليوناً. ويشتد ماراثون الأزمة الوبائية بين فرنسا (34.37 مليون إصابة السبت)، والبرازيل (34.37 مليون إصابة). كما تقترب كوريا الجنوبية من 23 مليون إصابة، بعدما سجلت الخميس 101.064 إصابة جديدة، والجمعة 95.538 إصابة. وتمضي اليابان قدماً بعدما تجاوز العدد التراكمي لإصاباتها 18 مليوناً، إذ سجلت الخميس 22.7139 إصابة جديدة، والجمعة 196.628 إصابة جديدة. وتمضي روسيا صوب الـ20 مليون إصابة، مع تسارع عدد حالاتها الجديدة، الذي بلغ الخميس 46.452 حالة جديدة، والجمعة 47.093 حالة جديدة. وفيما تقترب أستراليا من 10 ملايين إصابة، بمتوسط 13 ألف حالة جديدة يومياً؛ ارتفع العدد التراكمي لإصابات المكسيك أمس (السبت) إلى 7 ملايين إصابة. أما النمسا فيقترب العدد التراكمي لإصاباتها من 5 ملايين إصابة منذ اندلاع نازلة كورونا. وبالمثل فإن عدد إصابات سويسرا ارتفع إلى 4 ملايين، فيما ارتفع عدد إصابات الدنمارك إلى أكثر من 3 ملايين إصابة.