زوايا متخصصة

أفضل نصيحة: خذ «التنشيطية 2»

اللقاح المحدّث لا يمنع الإصابة.. لكنه يحول دون تفاقمها والموت

استرادا تجلس قرب مريضة ترتدي طاقية التبريد أثناء تداويها من السرطان. (وكالات)

«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@

يجب أن تحصل عليها الآن... هذا هو النصح الذي أجمع عليه الخبراء الصحيون في شأن الوقت الأنسب للحصول على الجرعة التنشيطية الجديدة، التي تقول شركتا موديرنا وفايزر، إنهما قامتا بتحديثها بحيث تكون قادرة على استهداف سلالة أوميكرون. ونقلت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأمريكية عن أستاذة الأحياء الدقيقة والتحصين بكلية الطب بجامعة كاليفورنيا البروفسور بولا كانون قولها، إن محاولة التكهن بمستقبل فايروس كورونا الجديد، حتى ما سيكون عليه في الخريف الذي بات وشيكاً، أمر لا طائل منه. وأضافت، أنه حتى بعد ظهور الجرعة المحدّثة التي تستهدف سلالة أوميكرون لا يزال من غير المحتمل أن توفر حماية مطلقة تمنع حدوث الإصابة. وعلى رغم أن ذلك يجعل هذا اللقاح الجديد غير ذي جدوى؛ فهو سيظل قادراً على القيام بالمهمة الأكثر جدوى، التي تتمثل في منع تدهور حالة المصاب، وتقليص احتمالات وفاته جراء إصابته.

ويذكر أن المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها نصحت أي أمريكي لا يقل عمره عن خمس سنوات بالحصول على جرعة أو اثنتين من الجرعات التنشيطية، بحسب عمره، وصحة جهازه المناعي. وذلك لأن الحماية التي توفرها اللقاحات تضمحل بمرور الزمن. غير أن بيانات المراكز الأمريكية المذكورة تشير إلى أنه بينما أقبل ثلثا الأمريكيين على الحصول على الجرعتين الأساسيتين من لقاحي فايزر وموديرنا، أو الجرعة الوحيدة التي يتيحها لقاح جونسون آند جونسون؛ إلا ما يقل عن نصف ذلك العدد من الأمريكيين هم الذين حصلوا على الجرعة التنشيطية الأولى (الثالثة بعد الجرعتين الأساسيتين). كما أن أقل من 30% من البالغين الذين تجاوزت أعمارهم 50 عاماً ممن حصلوا على جرعة تنشيطية واحدة هم الذين تقدموا إلى الحصول على الجرعة التنشيطية الثانية التي يوصي العلماء والخبراء الصحيون بالحصول عليها. وهكذا يرى خبراء أن قلة فحسب من الأمريكيين هي التي حصلت على كل الجرعات المتاحة من اللقاحات الموصى بتعاطيها. ولذلك فإن الخبراء يرون أنه بدلاً من انتظار جيل اللقاحات الجديدة؛ يجدر بالسكان في كل مكان الإسراع باستكمال التحصين بالطريقة التي وضعتها شركات اللقاحات، بإقرار الهيئات الرقابية المختلفة. ويعني ذلك الحصول على الجرعتين الأساسيتين، فالجرعة التنشيطية الأولى، ثم الثانية. بيد أن علماء وخبراء آخرين يرون أن الفائدة المرجوة من تنشيطيتي موديرنا وفايزر المضادة لأوميكرون لا تحقق نجاحاً باهراً في ما يتعلق بتأثيرها، من حيث القدرة على توليد الأجسام المضادة ضد سلالة أوميكرون. وقال أستاذ الطب ومكافحة الأمراض المُعدية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس الدكتور أوتو يانغ لصحيفة «لوس أنجليس تايمز»، إن الجسم يذود عن حياضه من خلال طريقتين: من خلال الأجسام المضادة، التي تحاول منع الفايروس من إصابة الخليّة؛ ومن خلال خلايا الذاكرة (خلايا تي) التي تقوم بقتل الخلايا المصابة، وتحفز الجسم لإنتاج مزيد من الأجسام المضادة. ويعني ذلك أن الأجسام المضادة تسعى إلى منع انتشار الإصابة إلى بقية أعضاء الجسم. وإذا أخفقت في تلك المهمة فإن خلايا الذاكرة تقوم بجهد كبير لمنع الإصابة من إحداث قدر أكبر من الضرر. وتستطيع الأجسام المضادة التي يتم إيجادها بعد التطعيم أن تمنع فايروس كورونا الجديد من الالتصاق بخلايا سليمة، مؤدياً بالتالي لمنع الإصابة. بيد أن فايروس كورونا الجديد تعرض للتحور والتطور، إلى درجة أن متحورة أوميكرون تغيرت بحيث لم تعد الأجسام المضادة قادرة على التعرف إليها والتعامل معها بما يلزم من حسم عاجل. ولهذا السبب أخفقت اللقاحات المتاحة في منع تحقق الإصابة من أساسها بسلالة أوميكرون وما تفرع عنها من سلالات. لكن الدكتور يانغ شدد على أن متحورة أوميكرون هي في نهاية المطاف نسخة طبق الأصل من سلالة أوميكرون الأصلية بنسبة تصل إلى 97%. وعلى ذلك فإن خلايا الذاكرة التي يحفزها اللقاح على النهوض للتصدي لمهمتها تظل قادرة على القيام بمهمتها على أكمل وحه.

إحباط مخططات أوميكرون «الشتوية»

رأى رئيس وحدة اللقاحات التابعة لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية الدكتور بيتر ماركس، أن جاهزية اللقاحات المحدثة، خصوصاً من جانب شركتي فايزر وموديرنا، القصد منها مكافحة التسارع الراهن في تفشي إصابات سلالة BA.5، وإحباط مخطط كورونا لتفش متسارع وقاس خلال الشتاء القادم. وقال ماركس، إن من شأن اللقاحات المحدّثة أن تزيد قوة المناعة الصحية، ليس فحسب من أجل منع تدهور محتمل في صحة المصاب، بل قد تجعل الإصابة نفسها خفيفة الأعراض. وتهيمن سلالة BA.5 - المتفرعة من أوميكرون - على الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة ومعظم أرجاء العالم. ومعلوم أن اللقاحات الراهنة تم صنعها بحيث تستهدف السلالة الأصلية للفايروس التي كانت سائدة في بداية الأزمة الصحية، مطلع 2020. ويشير ذلك في مجمله إلى أننا ينبغي أن نتعايش مع الفكرة القائلة إن جميع لقاحات كوفيد يجب أن تخضع لشكل محدد من التطوير، الذي قد ينطوي على ضرورة تحديث اللقاحات الحالية سنوياً. ولا يعرف أحد بوجه قاطع إن كانت الجرعة المحدّثة من كلا اللقاحين ستؤدي الدور المرتقب منها بالشكل المطلوب.

«طاقية» أرجنتينية تمنع مضاعفات «الكيماوي»

نجحت الأرجنتينية بولا استرادا (54 عاماً)، وهي مُصمِّمة غرافيكية محترفة، بتصنيع طاقية تبريد تعتمد على الثلج لتبريد فروة الرأس، بحيث يحول ارتداؤها عن تساقط شعر المصاب بالسرطان، أثناء خضوعه للعلاج الكيماوي. وكانت استرادا عانت من سرطان الثدي في سنة 2009 وشفيت منه. لكنها قررت أثناء العلاج أنها تريد أن تحقق هدفين غاليين، هما: إلحاق الهزيمة بالسرطان، ومنعه من إسقاط شعرها الأشقر الطويل. وذكرت رويترز أمس، أن استرادا صنعت طاقية التبريد في منزلها. وقالت إن الطاقية أدت مهمتها الى درجة أنه لم يكن معارفها على علم بأنها تخضع للعلاج من السرطان. وأوضحت أن تبريد فروة الرأس يهدف إلى تضييق الشعيرات الدموية، ومنع مركبات العلاج الكيماوي من الوصول إلى بصيلات شعر الرأس. وأشارت إلى أن هذه الصيغة ظلت موجودة في العالم منذ فترة، ومنها طاقية تبريد الرأس (طراز «باكسمان») التي ظهرت في بريطانيا في 1997. وحصلت على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في 2017. وذكرت استرادا أن طاقيتها لا تكلف سوى مواد لا يتجاوز ثمنها دولارين أمريكيين؛ في حين لا تقل تكلفة الجلسة الوحيدة التي تستخدم فيها طاقية التبريد المستوردة عن 100 دولار. ونشرت استرادا طريقة صنع طاقيتها، وكيفية استخدامها، بحيث يمكن للمرضى الفقراء في الأرجنتين وحول العالم معرفة طرق صناعتها وتطبيق استخدامها. وأشارت إلى أن الطاقية يجب أن تستخدم اعتباراً من أول جلسة للعلاج الكيماوي. كما يجب إبقاؤها عند درجة حرارة لا تزيد على 20 درجة مئوية تحت الصفر. وقال مريض أرجنتيني جرّب الفكرة، إن هذه الطاقية تجعل مريض السرطان قادراً على مقاومة مرضه بطريقة مختلفة جداً.