أخبار

مشروع الأمير محمد بن سلمان يستعيد رونق مساجد عسير وجمالياتها العتيقة

«عكاظ» (عسير)

انطلاقاً من المكانة العظيمة للمساجد التاريخية في الدين الإسلامي، والتأكيد على أهميتها وعمقها الديني والتاريخي والثقافي والاجتماعي والمعماري الذي تتميز به تسهم المرحلة الثانية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في الحفاظ على الخصائص التاريخية لمساجد منطقة عسير.

ويعمل المشروع على إعادة إعمار مساجد المنطقة وتأهيلها واستعادة هويتها التراثية بكافة تفاصيلها وإعادة تأهيلها وتوظيفها للعبادة، عبر مجموعة من المراحل بدأت من إعداد الدراسات التأهيلية والتطويرية التي من خلالها يتم تحليل الوضع الراهن للمسجد، ثم انتقالاً إلى مرحلة الترميم التي من خلالها يتم العمل على الأسس المرجعية المعتمدة في إعادة تأهيله وتوظيفه لتحسين العمارة الأصلية للمساجد وإعادة الفراغات والتفاصيل المعمارية؛ وتحسين الرؤية البصرية للمسجد من الداخل والخارج.

ويعد مسجد الحوزة أحد أبرز المساجد التاريخية التي يستهدف المشروع إعادة تأهيله، لما له من ارتباط بالتاريخ الإسلامي، إذ يُروى أن أول بناء له كان على يد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لدعوة أهل اليمن للدخول في الإسلام.

ويقع مسجد الحوزة التاريخي وسط حي الحوزة التراثي بمحافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير، فيما خضع المسجد للتوسعة عام 1213هـ عن طريق أهالي القرية، قبل أن تتم توسعته مجدداً في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، وهو أحد المساجد القديمة التي تقام فيها الصلاة منذ بنائها حتى اليوم، وتبلغ مساحته قبل وبعد الترميم 293 م²، فيما سترتفع طاقته الاستيعابية بعد التطوير من 100 مصلٍ إلى 148 مصلياً.

وفي شرق قرية المسقي الواقعة جنوب شرق مدينة أبها بنحو 32 كم يستهدف التطوير مسجد المسقي القديم الذي بُني في أول قرن هجري، بين عامي 73-75هـ، وكان تاريخ بنائه موثقاً في لوح معلق عليه، قبل أن يُفقد في أعمال إعادة بناء المسجد في عام 1395هـ.

وفي عام 1397هـ، كان بناء المسجد قد أعيد تماماً، وهو البناء الموجود حالياً، وكان الناس يقبلون إليه من القرى المجاورة، وستبلغ مساحته بعد الترميم 405.72 م²، فيما ستصل طاقته الاستيعابية 156 مصلياً بعد أن تعطلت الصلاة فيه خلال السنين الماضية.

ولمساجد عسير الواقعة على طريق الحج نصيب من المشروع، إذ يمتد التطوير لمسجد الحصن الأسفل، وهو أحد المساجد التي يقصدها سكان القرى المجاورة، والعابرون إلى مكة المكرمة؛ لوجوده على الطريق القديم، وكان أول بناء له عام 1173هـ.

وتميز مسجد الحصن الأسفل خلال القرون الماضية باحتوائه غرفة يطلق عليها «المنزالة»، كانت تستخدم لاستضافة عابري السبيل، إضافة إلى استعمالها لحبس الخارجين عن القانون في تلك الفترة، توقفت فيه صلاة الجمعة منذ ما يقارب 35 عاماً، وما زالت الصلوات الخمس تقام فيه حتى اليوم، وستقف مساحة المسجد قبل وبعد الترميم عند 134.18 م²، وكذلك طاقته الاستيعابية التي تتسع لـ32 مصلياً.

ويهدف مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية لإعادة تأهيل وترميم 130 مسجداً تاريخياً في جميع مناطق المملكة، وتشمل مرحلته الثانية 30 مسجداً من المساجد ذات الأهمية التراثية والتاريخية، لارتباطها بأحداث السيرة النبوية، أو تاريخ المملكة العربية السعودية، وإبراز أبعادها الحضارية والثقافية من خلال الحفاظ على خصائصها العمرانية الأصيلة.