زوايا متخصصة

ضوء.. في نهاية النفق

دراسات لعلاج «كوفيد المزمن» وتأكيد جدوى اللقاحات «المحدّثة»

«عكاظ» (لندن) OKAZ_online@

يرى أستاذ المناعة والتحصين في الجامعة الإمبريالية في لندن البروفيسور داني ألتمان أن أي نقاش للتحدي الذي يمثله مرض كوفيد-19 لا بد من أن يتطرق للإعاقة والبؤس اللذين ينجمان عن الإصابة بكوفيد المزمن، بُعيْد التعافي من الإصابة بفايروس كورونا الجديد. غير أن ألتمان، وهو أحد أمناء مؤسسة الأبحاث الطبية ومنظمة مساندة ضحايا كوفيد المزمن، مؤلف كتاب «المرشد إلى كوفيد المزمن»، يرى أيضاً أن ثمة أخباراً سارة في المعركة الهادفة للقضاء على كوفيد المزمن. وأول تلك الأخبار ما أعلنه مكتب الإحصاء الوطني البريطاني أخيراً عن انخفاض عدد المصابين بكوفيد المزمن من مليوني شخص إلى 1.8 مليون نسمة. واعتبر أن ذلك يعني أن نحو 200 ألف من المصابين تم شفاؤهم. لكنه حذر من أن كوفيد المزمن لا يزال محتملاً بعد الإصابة بسلالة (BA.5) المنحدرة من سلالة أوميكرون (BA.1). بيد أنه شدد على أن حالات كوفيد المزمن بعد الإصابة بأوميكرون والسلالات المتفرعة منها أقل عدداً من الإصابة بالسلالات السابقة. وأشار- في مقال نشرته صحيفة «الأوبزيرفر» اللندنية- إلى أنه استفسر زملاءه في سنغافورة، حيث بلغت هجمة أوميكرون ذروتها وبدأت تنحسر؛ فأكدوا أن العيادات المخصصة لمرضى كوفيد المزمن تكاد تخلو من المرضى. وأشار البروفيسور ألتمان إلى أن الأبحاث الدولية تقترب من التوصل إلى علاج حاسم لمرض كوفيد المزمن. وأضاف أن دراسات عدة سعت إلى تجنيد مجموعات من المتطوعين من مرضى كوفيد المزمن، لمقارنة حالاتهم بالأشخاص الذين أصيبوا بالفايروس وتعافوا منه سريعاً، لمعرفة الفرق في مستويات الأجسام المضادة، والهرمونات، وخلايا المناعة، والجوانب الأخرى التي تمكن معرفتها من خلال فحص للدم. وشدد ألتمان إلى أن من شأن هذه المؤشرات الحيوية أن تساعد السلطات الصحية على تعريف الإصابات، وتحويل المصابين إلى الجهات الطبية المختصة، وتوفير أدلة قاطعة للمحاكم، وكذلك ما من شأنه المساعدة في التوصل إلى أدوية وعلاجات. وقال إن من بين أهم الدراسات في هذا الخصوص دراسة أجراها الباحثون بجامعة يال الأمريكية، برئاسة الدكتور ديفيد بوترينو. وقد توصلت إلى مؤشرات حاسمة الأهمية، منها انخفاض هرمون يتحكم في الرد على حالات الضغط الشديد، وكذلك الأدلة على إعادة تفعيل فايروس ايبشتاين-بار الكامن أصلاً. وعلى رغم أن ذلك لا يعني تشخيصاً لمرض كوفيد المزمن؛ فإنه يوسّع نطاق المعرفة بما يحدث في الجسم من وراء الأعراض المعلومة. بيد أن البروفيسور البريطاني قال إنه على رغم الأخبار السارة؛ فإن كوفيد المزمن لا يزال سبباً للشعور باليأس لدى ضحاياه خلال الموجة الأولى من هجمة فايروس كورونا الجديد قبل أكثر من سنتين. وهم لا يزالون غير قادرين على العودة لمزاولة أعمالهم، ما أدى إلى قيام عدد من المخدّمين بفضل أولئك المرضى. ويظل كوفيد المزمن خطراً حقيقياً. والطريقة الأفضل لتجنب الإصابة به تتمثل في تجدنب الإصابة بالفايروس، أو تجنب الإصابة الثانية بالفايروس نفسه. وأوضح العالم البريطاني المنهمك في دراسة حالات كوفيد المزمن أن الوضع الصحي الراهن يحتّم حصول السكان على جرعة تنشيطية رابعة خلال الخريف؛ لأن سلالة BA.5 لديها تحورات وراثية تجعلها قادرة على إبطال مفعول لقاحات كوفيد-19؛ خصوصاً أن اللقاحات الحالية تم ابتكارها لاستهداف السلالة الأصلية من الفايروس التي تفشت في نهاية 2019 ومطلع 2020. وفي كل حال؛ فإن مستويات الأجسام التحييدية المضادة لدى غالبية الناس انحسرت إلى ما يمكن وصفه بأنه المستوى القاعدي الأساسي، أو المستوى الأشبه بما لدى الأشخاص غير المطعّمين، حتى لو حصل أولئك الأشخاص على ثلاث جرعات- اثنتان أساسيتان وثالثة تنشيطية. وبالتالي فإن ذلك يزيد احتمالات ما يعرف بـ«الإصابات الاختراقية»، وهو ما أوجد إجماعاً لدى العلماء على ضرورة الحصول على جرعة تنشيطية ثانية خلال الخريف.

وأشار البروفيسور ألتمان إلى أن جدلاً كبيراً يدور في أوساط علماء المناعة ومنتجي اللقاحات بشأن التعقيدات التي تتعلق بضمان نجاح الجيل القادم من اللقاحات، وهي التي تستهدف سلالة بعينها. وهو أمر أثار تبايناً في الاتجاهات على مستوى العالم. فقد اختارت بريطانيا- مثلاً- أن تشتري كميات كبيرة من لقاح ثنائي التكافؤ يستهدف السلالة الأصلية من الفايروس وسلالة أوميكرون (BA.1). أما الولايات المتحدة فقد حرصت على اختزان كميات كبيرة من لقاح ثنائي التكافؤ يستهدف السلالة الأصلية للفايروس، إلى جانب سلالة BA.5 التي تهيمن على المشهد الصحي في الولايات المتحدة. ويقول ألتمان إن البيانات الناتجة عن تجربة هذه اللقاحات شحيحة جداً. لكنه ذكر أن دراسة شاملة أجريت في أستراليا حللت بيانات 8 دراسات تتعلق بمدى فعالية اللقاحات ثنائية التكافؤ، وخلصت إلى أن من شأن الأجيال الأولى من الجرعات التنشيطية أن توفر قدراً كافياً من الحماية من الإصابة المصحوبة بالأعراض بنسبة تراوح بين 50% و85% لمدة ستة أشهر. وتزيد الجرعة التنشيطية المحدّثة مستوى تلك الحماية بمعدل 1.5 مرة، خصوصاً لتحييد سلالة أوميكرون، ما يرتفع بنسبة الحماية

لعشاق «التجميل».. منافس خطير لـ «البوتوكس»

أقرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الأسبوع الماضي دواء جديداً من شأنه تقليص مظهر تجعدات الوجه لنحو ستة أشهر. وبذلك سيكون هذا الدواء منافساً قوياً لدواء بوتوكس الذي ظل ينفرد بهذه الساحة منذ عقود. وأعلنت شركة ريفانس ثيرابيوتكس، مبتكرة العقار الجديد المسمى داكسيفاي Daxxify إنه حين يتم استخدامه بالحَقْن في أماكن التغضُن في الوجه يبقى مفعوله مدة أطول من أي دواء منافس. ومثل منافسه بوتوكس؛ فإن داكسيفاي يقوم بتجميد التجعدات. وتشير بيانات التجارب السريرية لهذا العقار إلى أن التغضنات اختفت قرابة 4 أشهر بعد الحَقْن بداكسيفاي. وفي حالات أخرى طالت تلك الفترة إلى 6 أشهر. ويبلغ حجم سوق تجميل الوجه من التجعدات والتغضنات نحو 3 مليارات دولار. ويهيمن دواء بوتوكس على نحو 70% من تلك السوق. ويقول العلماء الذين يقفون وراء ديكسيفاي إن مستخدمي هذا الدواء ليسوا بحاجة للعودة للطبيب كل 3 أشهر للحصول على إبرة جديدة. وكانت هيئة الغذاء والدواء وافقت في سنة 2010 على ترخيص استخدام بوتوكس علاجاً لصداع الشقيقة المزمن. وحصلت شركة أبفي الدوائية الأمريكية على حقوق ملكية عقار بوتوكس في سنة 2020 في مقابل صفقة بلغت 63 مليار دولار.