بايدن... في عين «العاصفة»
علماء يرفضون إعلانه «نهاية الوباء».. ووزير الصحة يؤيده بلا أدلّة
الثلاثاء / 24 / صفر / 1444 هـ الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 23:30
«عكاظ» (واشنطن)، ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
أثار إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء الماضي نهاية الوباء العالمي في الولايات المتحدة جدلاً كبيراً. وسعى وزير الصحة الأمريكي وكبار موظفي وزارته إلى تأكيد تصريحات بايدن. لكن العلماء والخبراء الصحيين تساءلوا: كيف ينتهي الوباء وهو لا يزال يهلك 400 أمريكي كل يوم؟ و اغتنم الجمهوريون الفرصة لمطالبة بايدن بإعلان إلغاء جميع الإجراءات الاحترازية التي لا تزال سارية المفعول في البلاد. وتساءلت رويترز، في تقرير أمس: بايدن قال إن الوباء العالمي انتهى.. هل ذلك صحيح؟ وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لم تعلن حتى الآن انتهاء الوباء العالمي رسمياً. وأضافت أن أمريكا لا تزال تعتبره «حال طوارئ صحية عمومية» معلنة منذ يناير 2020. ويتوقع أن تعلن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية تجديد حال الطوارئ الصحية خلال أكتوبر القادم. وفي هذه الحال ستنتهي حال الطوارئ الصحية بحلول يناير 2023. وكان منسق مكافحة الوباء العالمي في البيت الأبيض الدكتور أشيش جها قال الشهر الجاري: «إن الوباء العالمي لم ينته بعد»؛ فيما قال مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تادروس غبريسيوس الأسبوع الماضي إن نهاية الوباء العالمي باتت في مرمى الإبصار. وعلى رغم ذلك، حضّ غبريسيوس شعوب العالم على التزام اليقظة. وكان اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد في الصين في أواخر سنة 2019 أدى إلى وفاة أكثر من 6.5 مليون شخص حول العالم، منهم مليون شخص توفوا بالفايروس هذه السنة وحدها. وتقول منظمة الصحة العالمية إن ظهور اللقاحات المضادة لفايروس كوفيد-19، والعلاجات الجديدة أديا إلى خفض معدلات وفيات الفايروس. أما في الولايات المتحدة فلا يزال نحو 400 شخص يموتون بالفايروس يومياً، بحسب أرقام المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها، فيما يتم يومياً تنويم أكثر من 4300 شخص في المستشفيات لإصابتهم بالفايروس. وأشارت رويترز إلى أن الرئيس بايدن استند في تصريحه بشأن انتهاء الوباء العالمي إلى أن قلة من حضور معرض السيارات في ديترويت، وهي مناسبة حاشدة حضرها بايدن الأربعاء الماضي، يرتدون كمامات. ويشار إلى أن المراكز الأمريكية للحد من الأمراض أوصت المناطق الأمريكية التي انخفضت الإصابات فيها إلى المستويين المتوسط والأدنى، وتمثل حالياً نحو 87% من الولايات المتحدة، بإمكان التخلي عن ارتداء قناع الوجه في الأماكن الداخلية. أما وسائل المواصلات العامة فكفت عن مطالبة الركاب بارتداء الكمامات بعدما قررت محكمة أمريكية أن إلزامية الكمامة في وسائل النقل ليس من اختصاص الحكومة الاتحادية. وتخلت معظم الولايات الأمريكية عن الكمامة، بما فيها نيويورك. وتقول المراكز الأمريكية للحد من الأمراض إن 95% من سكان الولايات المتحدة إما حصلوا على لقاحات كوفيد-19، أو اكتسبوا مناعة من التعافي من إصابة سابقة. وفي محاولة لتعضيد بايدن؛ قال وزير الصحة الأمريكي زافييه بيكيرا أمس الأول إن الرئيس محق في ما تفوه به. وأضاف أن بايدن أوضح بجلاء أن الأمريكيين لا يزالون يموتون بالفايروس كل يوم. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول إلى أن مسؤولين كثر في الإدارة الأمريكية فوجئوا بتصريح بايدن. وقال بيكيرا إن الإدارة تدرس ما إذا كان يتعين عليها إعلان حالة الطوارئ الصحية العمومية. وأيد مفوض الصحة في نيويورك الدكتور أشوين فاسان مضمون تصريح بايدن. وقال: إن بلادنا تمر بفترة انتقالية في التعامل مع هذا المرض. نحن لم نعد في مرحلة الطوارئ المتعلقة بالوباء العالمي. لكننا لم نحدد بوجه الدقة معنى تحول الوباء إلى مرض متوطّن محلياً. وفي المقابل، قال علماء إنه لا يوجد تعريف محدد لمعنى انتهاء الوباء العالمي. وما يجمعون عليه أن كوفيد-19 لن يذهب من تلقاء نفسه، وأنه باق في الولايات المتحدة لفترة قادمة. وأشارت خدمة «ياهو فاينانس» أمس إلى أن كبير مستشاري إدارة بايدن في شؤون مكافحة الأمراض المُعدية الدكتور أنطوني فوتشي أبلغها أخيراً بـ «أننا لن نستطيع استئصال شأفة الفايروس من على وجه الأرض». وأضاف: لا أعتقد بأنه ستتم إزالته في هذا البلد إلى درجة تسجيل صفر إصابة. وقال بيكيرا وفاسان إن الأمر يتوقف على التوصل إلى تعريف محدد لتحول الوباء العالمي لمرض متوطن محلياً. وإذا حدث ذلك فسيكون من صلاحية الرئيس بايدن أن يعلن إلغاء حال الطوارئ الصحية العمومية. ونقلت «ياهو فاينانس» عن الخبير الصحي العالمي المتخصص في اللقاحات الدكتور بيتر هوتيز قوله إن تصريح بايدن سابق لأوانه، وإن ما يزيد الأمر تعقيداً احتمال ظهور سلالة فايروسية متحورة جديدة بحلول يناير 2023.
****************
يوغندا تعلن اندلاع إصابات إيبولا
أعلنت الحكومة اليوغندية أمس اندلاع فايروس إيبولا، إثر إصابة شخص بالسلالة السودانية من الفايروس، التي وصفت بأنها نادرة الوجود، في منطقة موبندي وسط البلاد. وأكد المعهد اليوغندي لأبحاث الفايروسات إصابة رجل في الـ 24 من عمره. وقد توفي المصاب في وقت لاحق. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن السلطات اليوغندية تحقق في ست وفيات غامضة في المنطقة المذكورة. وأضافت أن ثمانية أشخاص يشتبه في إصابتهم بإيبولا في منطقة موبندي يتلقون العلاج في إحدى المنشآت الصحية. وقال مندوب المنظمة في أفريقيا الدكتور ماتشيديسو مويتي إنها المرة الأولى منذ عشر سنوات التي تسجل فيها يوغندا إصابة بالسلالة السودانية من فايروس إيبولا. وأكد أن المنظمة تساند جهود يوغندا الرامية لمعرفة مصدر الإصابة، واتخاذ إجراءات وقائية تمنع تفشي العدوى. ويذكر أن السلالة السودانية من الفايروس كانت أحدثت سبع إصابات، 4 منها في يوغندا، وثلاث في جنوب السودان. وأعلنت يوغندا آخر إصابات بالإيبولا في أراضيها في 2012 و2019، قائلة إنها بالسلالة الزائيرية من الفايروس. وهي إشارة إلى جمهورية الكونغو الديموقراطية التي عرفت سابقاً بزائير. ويشار إلى أن هناك لاحقاً ضد إيبولا يعرف بـ «إرفيبو». وأثبت نجاحاً في الحد من الإصابات في الكونغو. لكن السلطات الصحية تقول إنه يوفر حماية من السلالة الزائيرية فقط. وهناك لقاح جديد ابتكرته شركة جونسون آند جونسون الدوائية الأمريكية. لكنه لم يتم اختباره حتى الآن على صد السلالة السودانية من الفايروس.
***********
إنفوغراف
***********
مرصد «عكاظ» الصحي (الأرقام بالمليون)
• إصابات العالم: 617.73
• وفيات العالم: 6.53
• أمريكا: 97.55
• فرنسا: 34.92
• ألمانيا: 32.74
• اليابان: 20.74
• اليونان: 4.84
• الفلبين: 3.92
• نيبال: 1.00
(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ جونز هوبكنز/ نيويورك تايمز- 20/9/2022)