«عبداللطيف جميل للسيارات» تساهم في تمهيد الطريق للتنويع الاقتصادي في المملكة
أسئلة وأجوبة في الذكرى السنوية الـ25 لمسيرتها في دعم رياضة السيارات
الأحد / 29 / صفر / 1444 هـ الاحد 25 سبتمبر 2022 21:46
«عكاظ» (جدة)
أكد رئيس مجلس المديرين لعبداللطيف جميل للسيارات حسن جميل، أن رياضة السيارات منذ عشرات السنين، تلقى اهتماماً في مجتمعنا وخصوصاً بين فئة الشباب، وفي السنوات الأخيرة أصبحت رياضة السيارات أبعد من مجرد فعالية ترفيهية ورياضية، خصوصاً أن لها منافع اقتصادية واجتماعية متعددة الأوجه. فرياضة السيارات، بطبيعتها، تحفز الشغف وترفع من مستوى الإثارة والحماس، خصوصاً لدى الشباب من الفئة العمرية دون الـ25 عاما، الذين يشكلون اليوم ما يزيد على نصف سكان المملكة، ما يجعل من السعودية بيئة خصبة ومحفزة لهذا النوع من الرياضات الجاذبة للشباب ولعشاق السباقات.
وتابع: نحن في عبداللطيف جميل نؤمن أن دعم وتطوير رياضة السيارات في المملكة يصب بشكل رئيسي في تحقيق مستهدفات برنامج «جودة الحياة»، الذي يعد أحد أهم برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، الرامي لدفع التميز في عدة رياضات محليا وعالميا. حيث تساعد مثل هذه الفعاليات والمسابقات في خلق البيئة المناسبة لتشجيع الشباب على الإبداع والمشاركة الفعّالة في الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية وفق أفضل الممارسات العالمية. لذا فإننا نعمل في عبداللطيف جميل للسيارات على مساندة جميع الجهود الهادفة إلى صقل مهارات الشباب السعودي وتشجيعهم على دخول هذا الميدان، كما نحرص في الوقت نفسه، على التعاون مع شركائنا في القطاع العام كوزارة الرياضة والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، لتعزيز ثقافة القيادة الآمنة وخلق الوعي أثناء القيادة بين الشباب والشابات.. جاء ذلك في حوار أجرته معه «عكاظ».
• تشهد رياضة السيارات نمواً متواصلاً في المملكة، ما الذي يتعين القيام به للانتقال إلى المرحلة التالية من النمو في قطاع رياضة السيارات؟
•• بعد 6 أعوام من إطلاق رؤية المملكة 2030 ببرامجها المتنوعة والطموحة، باتت المملكة وجهة رائدة لمختلف الأحداث الرياضية في العالم، نذكر منها في عالم رياضة السيارات استضافة كل من رالي داكار، وبطولة العالم للفورملا1، والفورملا إي وإكستريم إي. ونفخر في عبداللطيف جميل للسيارات بدعم الفعاليات والأنشطة الرياضية من خلال تشجيع المشاركين في رياضة السيارات محلياً ودولياً والمشاركة في أحداثها.
فنحن نؤمن أن من واجبنا، في ظل هذه الرؤية الطموحة، مضاعفة الجهود لتزويد الشباب بالمهارات والمعرفة اللازمة، إضافة إلى فتح آفاق جديدة لهم بما يواكب المرحلة القادمة ومتطلبات تحقيق الأهداف المرجوة.
على سبيل المثال، تدعم عبداللطيف جميل للسيارات مبادرات متعددة لتحسين مستوى حياة الأفراد والعائلات عبر تهيئة بيئة تحفيزية لإنشاء وتطوير خيارات جديدة للأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية.
• تشارك عبداللطيف جميل للسيارات في الجهود الرامية إلى تمكين المرأة السعودية في قطاع رياضة السيارات، كيف دعمت الشركة تمكين المرأة في هذا القطاع؟
•• تواصل المملكة توفير بيئة رياضية أكثر دعماً وشمولاً لكافة شرائح المجتمع. الأمر الذي أدى لازدهار الرياضة النسائية وارتفاع مشاركة الفتيات والسيدات في أنشطته سواء احترافياً أو كمبتدئات، بنسبة وصلت إلى 150% منذ عام 2015، بحسب وزارة الرياضة.
وتعد رياضة السيارات أحد تلك الميادين المهمة التي شهدت في الآونة الأخيرة مشاركة مميزة للقطاع النسائي وهناك العديد من الأمثلة البارزة لسعوديات سطع نجمهن في محافل رياضة السيارات المحلية والدولية، ومن بينهن دانية عقيل ومشاعل العبيدان اللتان دخلتا التاريخ كونهما أول سائقتين سعوديتين تشاركان في منافسات رالي داكار، وقد أثمرت عزيمتهما عن نيل لقب أول سعوديتان تنهيان مسار الرالي ضمن فئة المركبات الصحراوية الخفيفة في ختام رالي داكار السعودية 2022.
وكجزء من مساهمتنا في عبداللطيف جميل للسيارات في دعم هذه الجهود، قمنا بإطلاق فكرة رالي جميل بالتعاون مع الكابتن عبدالله باخشب، وهو أول رالي ملاحي على الطرق الوعرة مخصص للسيدات في المملكة والعالم العربي، ما أرسى معياراً جديداً ورائداً لرياضة السيارات النسائية في المملكة والمنطقة ككل. ويتم الإشراف على هذه المناسَبة العالمية الآن من قِبَل الاتحاد السعودي للسيارات والدرّاجات النارية وبدعم من الاتحاد الدولي للسيارات عبر لجنة «نساء في رياضة السيارات».
يشكّل رالي جميل فرصة مثالية للنساء الشغوفات بالمغامَرة لتجربة أول سباق لهن على الطرق الوعرة، إذ إنه غير مصمَّم كاختبار للسرعة، بل يتمحور حول اعتماد المهارات الملاحية لعبور مسار صحراوي بدءاً من مدينة حائل وانتهاءً بمدينة الرياض مرورا بالقصيم ويغطى الرالي اكثر من 1000 كيلومتر على مدار أربعة أيام. وهو يستعرض القدرات المتنوعة والكبيرة لدى المتسابقات السعوديات، اللاتي استطعن مواكبة المشهد في فترة زمنية قياسية منذ حصولهن على فرصة القيادة والمشاركة في رياضات السيارات. وقد حظي الحدث بمشاركة 34 فريقا منها 11 فريقا أجنبيا أو دوليا وبتغطية واسعة من قبل وسائل الاعلام المحلية والعالمية، الأمر الذي يعزز من مكانة المملكة على ساحة الرياضات النسائية العالمية.
ولا تقتصر مشاركة المرأة السعودية في المجال الرياضي على التنافس في مضمار السباق فحسب، بل ساهمت المرأة السعودية أيضا في المشاركة في تنظيم تلك الفعاليات الرياضية ومن ذلك قيام صاحبة السمو الملكي الدكتورة عهد آل سعود، بتقلد رئاسة اللجنة الطبية في رالي جميل وقيادة الفريق الطبي للاتحاد الدولي للسيارات في السعودية، ورئاسة نادي المارشال في المملكة.
• ما هي القيمة التي تجلبها رياضة السيارات للمملكة؟
•• تعد رياضة السيارات في المملكة عاملا مهما في دعم العديد من القطاعات الأخرى كالمنظمات غير الربحية، وتجارة التجزئة، والسياحة والضيافة، والمؤسسات التعليمية، والشركات الصغيرة والمتوسطة، التي بإمكانها جميعا تحقيق مكتسبات مباشرة وغير مباشرة من تحول المملكة إلى مركز رائد لفعاليات رياضة السيارات.
وقد أثمرت الجهود الاستثنائية التي قامت بها المملكة لاستضافة كبرى السباقات العالمية عن نتائج كبيرة من النواحي الاقتصادية والسياحية والاجتماعية. وها قد بدأت المملكة تحصد نتائج استثماراتها الاستراتيجية في الرياضة والبنية التحتية، ماضية بعزم نحو تحقيق رؤيتها بجعل البلاد وجهة مفضلة للفعاليات الترفيهية والسياحية والرياضية.
فمن ناحية الأثر الاقتصادي، نجحت سلسلة «إكستريم إي» الكهربائية على سبيل المثال بتوليد أكثر من 55 مليون دولار أمريكي بعد سباق Desert X Prix وفقًا لإحصاءات «يوغوف سبورت»، مع استفادة المناطق المستضيفة من عوائد الأنشطة اللوجستية وخدمات الضيافة، كالنقل من وإلى مكان الحدث، والتموين، وتوظيف الكوادر المحلية، بمساهمة إجمالية تقدر بـ5.14 مليون دولار أمريكي.
علاوة على ذلك، تنسجم رياضة السيارات بشكل مثالي مع قطاع الترفيه، ما يتيح فرصًا ضخمة لإيرادات البث والإعلان. ففي مارس من هذا العام مثلا، اجتمع عشاق رياضة السيارات والمتسابقون من مختلف أنحاء العالم في حلبة كورنيش جدة للمشاركة في سباق جائزة السعودية الكبرى 2022 للفورملا 1. وقد حصد الحدث متابعات عالمية بلغت 1.82 مليون، متجاوزاً بذلك جميع الأرقام القياسية السابقة.
ولرياضات السيارات أثر معنوي بارز، يتمثل في ارتباطها بتعزيز الشعور بالهوية والانتماء، وتشجيع الشباب على المشاركة وصقل مهاراتهم البدنية والمعرفية، في حين تكرم المشاركين فيها من مختلف المستويات، سواء كانوا من المحترفين أو الهواة. أضف إلى ذلك أن رياضة السيارات لم تعد مقتصرة على السعي لتحقيق المكاسب فحسب، فهي تُمكن الآخرين من الاستمتاع بها كنشاط ترفيهي، وتتيح فرصاً متميزة لتسليط الضوء على التاريخ العريق للمملكة وتراثها وثقافتها وطبيعتها الفريدة من نوعها.
ولا بد من الإشارة إلى أن رياضة السيارات توفر بوابة لتعزيز التواصل الثقافي بين المنطقة والعالم، حيث تروج للفعاليات المنظمة في مختلف أنحاء المملكة، وتسمح حلبات السباقات الجديدة الحافلة بالإثارة بمنح المتفرجين والمشجعين فرصة للاطلاع على المزايا السياحية والثقافية التي تزخر بها المملكة، والانطلاق بهم في رحلة لاستكشاف جمال طبيعتها الآسرة. كما يمكن الاستفادة من هذه الحلبات كمنصة لتدريب الشباب وتعزيز الحوار حول آمالهم وتصوراتهم لمستقبل رياضة السيارات في المنطقة.
• ما هو العامل الحاسم برأيك في نجاح المواهب المحلية في السباقات العالمية؟
•• خطت المملكة خطوات جبارة في ريادة مبادرات بناء مجتمع صحي ورياضي وحيوي. مع ذلك، لا يمكن أن يقع هذا الحمل على عاتق القطاع العام وحده. فالتعاون بين القطاعين العام والخاص أمر بالغ الأهمية لإكتشاف المواهب المحلية وتحقيق نجاحات عالمية، وهذا ما تتطلع إليه حكومة المملكة، ولذلك سعت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -يحفظهما الله- لإطلاق برامج متعددة للشراكة بين القطاعين الخاص والعام. ويسعدنا أننا نعمل عن كثب مع مختلف الأطراف المعنية للمساعدة في خلق فرص اقتصادية وتنموية.
وبالنظر إلى تجربتنا في مجال رياضة السيارات، فنحن على قناعة بأن هناك العديد من المواهب الوطنية المميزة على كافة الأصعدة، تحتاج الدعم والرعاية لتحقيق الإنجازات في المحافل العالمية، أمثال يزيد الراجحي الذي بات أول سائق سعودي يتوج بلقب بطل العالم للراليات الصحراوية «الكروس كاونتري الباها» في 2021، وأول سعودي يصعد إلى منصة التتويج في رالي دكار 2022 باحتلاله المركز الثالث في السباق الذي يعتبر الرالي الأطول والأصعب في رياضة المحركات منذ انطلاق منافساته قبل 44 عاماً. ونحن فخورون بأن نكون الشريك الاستراتيجي ليزيد الراجحي في رياضة السيارات.
وفي وقت سابق من هذا العام، شاركنا في دعم البطلة العالمية السعودية، دانية عقيل، التي سطرت اسمها في تاريخ رياضة المملكة بتحقيقها إنجازاً عالمياً مُشرفاً، كأوّل امرأة سعودية وعربية وعالمية تحصد بطولة كأس العالم للراليات الصحراوية الباها، حيث نالت المركز الأول في كأس العالم للراليات الصحراوية فئة «تي 3» في الجولة الثامنة وقبل الأخيرة من البطولة التي أقيمت في إيطاليا خلال سبتمبر 2021.
فهذا الوطن المعطاء زاخر بالمواهب في شتى الميادين، ومن بينها رياضات السيارات. ومن خلال دعم رحلة نجاح هذه المواهب يمكننا إلهام الأجيال القادمة للقيام بدور رئيسي في ترسيخ مكانة المملكة كحاضنة لأبطال المستقبل.
ليس ذلك فحسب فعبداللطيف جميل للسيارات دخلت في شراكة إستراتيجية مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية عام 2019 لرعاية 6 بطولات تحت مسميات بطولة السعودية تويوتا للراليات، الاوتوكروس، الدرفت، الدراج، التايم اتاك والهيل كلايم.
• كيف يمكن للمملكة بنظرك ترسيخ مكانتها كموطن لرياضة السيارات في المستقبل؟
•• تتسارع الخطوات والمبادرات الهادفة إلى ترسيخ مكانة المملكة كوجهة رئيسية للسياحة والترفيه والفعاليات الرياضية في المنطقة، وهو ما يشمل رياضة السيارات التي لاقت اهتماماً خاصاً نظراً للشغف الشعبي المتأصل بها منذ عقود.
ومن المبادرات الأخيرة التي تعكس مدى تطور رياضة السيارات في المملكة، تنظيم «سباق الدرعية إي بري للفورمولا إي» منذ 2018، و«رالي داكار» من 2020 إلى 2022، وجائزة المملكة الكبرى في الفورمولا 1 على حلبة جدة منذ 2021، وسباق اكستريم إي بالعلا 2021 ومن ثم بنيوم 2022 وأول نسخة من رالي جميل 2022.
ولأن المملكة تتمتع بشريحة ديموغرافية شابة واهتمام واسع برياضة السيارات، مع بنية تحتية متطورة تؤهلها لاستضافة أبرز المناسبات الرياضية، فمن الطبيعي أن تشهد المرحلة المقبلة وتيرة متسارعة في استضافة الأحداث الرياضية، ما سيسهم في ترسيخ مكانة المملكة كوجهة مفضلة لفعاليات رياضة السيارات.
إضافة إلى ذلك، علينا الأخذ بالاعتبار مبادرات الاستدامة كونها إحدى الركائز الرئيسية التي يجب مراعاتها في مشاريع سباقات السيارات المستقبلية، وهو ما تم تحقيقه في جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1، التي راعت في تصميمها تقديم مساحات صديقة للبيئة، والعمل مع المجتمع المحلي على مبادرات الاستدامة، إلى جانب المشاريع الخيرية، وعقد الشراكات الرائدة مع الجامعات المحلية.
ولعبت عبداللطيف جميل للسيارات دوراً في تاريخ رياضة السيارات في المملكة واحتفلت مؤخراً بالذكرى السنوية الـ25 لبدء دعمها للمجال، ونتطلع لعقود عديدة قادمة من الأحداث والمبادرات الهادفة لإبراز المواهب الوطنية وتحقيق نجاحات في المحافل العالمية.