كتاب ومقالات

«اليوم الوطني السعودي بين ٩٢ و٢٠٣٠»

حسين شبكشي

احتفل السعوديون منذ أيام بالمناسبة الغالية عليهم اليوم الوطني، وهي التي تحولت إلى مهرجان من الفرح ينتظره الناس من عام لآخر، ليظهروا مشاعر الفخر والاعتزاز بوطنهم. وإذا كان احتفال هذا العام كان فيه الرقم البارز هو ٩٢، وذلك في ذكرى توحيد وتأسيس المملكة العربية السعودية منذ اثنين وتسعين عامًا. وإذا كانت المناسبة الجميلة هذه فرصة رائعة لاسترجاع أهم المحطات التاريخية التي ساهمت في تكوين الوطن من أجل التذكر والتمعن في العبر والدروس التي جاءت من رجال عظماء، ساهمت في تأسيس الوطن والتعاون للوصول إلى ما نحن عليه اليوم، فإن الاهتمام بالماضي الذي يستحق الإشادة والتقدير والاحترام لا يمكن أن يجعل الدول والأمم أن تغفل أو تتناسى الاهتمام بمستقبلها.

وهذا ما يجعل احتفال السعوديين بيومهم الوطني حالة خاصة، فبقدر فخرهم بالعقود التسعة الماضية من تاريخ بلادهم إلا أنهم، وبالقدر ذاته، لديهم فخر كبير بخارطة الطريق التي ترسم مستقبلهم والمعروفة برؤية ٢٠٣٠، والتي أصبحت ركنًا أساسيًّا في منظومة الحياة في بلادهم.

فهذه الرؤية التي أحدثت تغييرات مهمة ومطلوبة وطال انتظارها، ساهمت وبشكل واضح وكبير في بناء جسر كبير ومتين يربط بين الماضي والمستقبل، بعد سنوات طويلة كان الانغلاق على الماضي وحصر التفكير فيه هو المسيطر التام على المشهد، وبالتالي حرم الناس من الاحتفاء بالحاضر، وبطبيعة الحال كان أي حديث عن المستقبل لا يمكن وصفه إلا بأنه ضرب من الخيال ولا مكان له.

فرحة السعوديين بيومهم الوطني لها أسبابها، فالإنجازات التي تتحدث عن نفسها والاستقرار والأمن باتت سمات معروفة عن بلادهم يشهد بها القاصي قبل الداني، ولكن قليل من الأمم والدول التي ترسم لنفسها الاتجاهات المستقبلية بشكل واضح ودقيق، وهذا ما نجحت فيه السعودية بشكل لافت ومميز وقدمت رؤيتها المثيرة والجريئة والطموحة لتفاجئ نفسها والعالم.

هناك روح جديدة في السعودية روح واثقة من نفسها معتمدة على العلم والأمل لمنافسة باقي العالم ولتحقيق المكانة المستحقة لبلادهم بعد أن ودعوا أوهام العزلة والانغلاق وخطاب الكراهية، وانفتحوا على العالم وعلومه وثقافاته. كل عام وبلادنا الغالية بألف خير، فخورين بماض جميل ومتطلعين بشوق لمستقبل أفضل.