أخبار

من «المؤسس إلى سلمان».. كيف تحولت الميزانية إلى الفائض ؟

ولي العهد حولها إلى الأكثر والأضخم إنفاقاً في التاريخ السعودي

طاهر الحصري (جدة) taher_ibrahim0@

«إذا كان الحزم والعزم من شيم الملوك، فإن الكرم والعطاء دون منة من صفات أنبل الملوك».

في كل عام يحل يوم الثالث والعشرين من سبتمبر لتتجدد معه ذكرى وسيرة الإرادة، والحزم في الرأي، والعزم على الأمر، وتحدي الصعب، والشد على يد المخطئ وإثابة وتكريم الأمين؛ ليصبح اليوم الوطني السعودي فرصة للمقارنة بين كيف كانت السعودية قبل 92 عاماً، وكيف أصبحت حالياً؛ ليتبين للقاصي والداني، والعدو قبل الصديق، أن الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- لم يورث أبناءه البررة من بعده حكماً وصفات شخصية فقط، بل كان شديد الحرص على ترسيخ حب الوطن ورفعته والذود عنه، مع تأصيل المعرفة الواسعة في نفوسهم بشتى المجالات، التي استطاعوا من خلالها، ومعهم الشعب السعودي، أن تتبوأ المملكة اليوم مكانتها الرفيعة بين الأمم في عهد ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

في هذا التقرير، ترصد «عكاظ» مقارنة واضحة بين أول ميزانية للسعودية قبل 92 عاماً، التي كانت المصروفات بها أعلى من الإيرادات وقتئذٍ، وما وصلت إليه الميزانية حالياً في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى أضخم إنفاق منذ تتابع الميزانيات في التاريخ السعودي، وكيف تحول العجز في الميزانية الأولى للدولة إلى الفائض، في أضخم وأكبر ميزانية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، وببصيرة نافذة وشاملة لعراب رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان.

فقبل 92 عاماً، شهدت السعودية حراكاً متعدداً وواسعاً، أنشئت من خلاله وزارة المالية كأول وزارة أنشئت في السعودية، وكان وزيرها عبدالله بن سليمان الذي يعد أول وزير في تاريخ الدولة السعودية.

وبلغت أول ميزانية سعودية 14 مليون ريال، واعتمدت الإيرادات المالية قبل إعلان الميزانية الرسمية في عام 1352هـ على الجمارك والجوازات وأموال الزكاة، وإيرادات الحج.

تفاصيل تلك الميزانية، التي صدرت في عام 1932هـ، في بداية تأثير النفط على الميزانية السعودية، شملت إيرادات النفط أكثر من 13 مليون جنيه، في حين تفوق نفقات الدولة هذا الرقم، حيث تصل النفقات لأكثر من 17 مليون جنيه إنجليزي، كما كان يسمى وقتها، بينما اعتمادات الأرقام للوزارات الخدمية لم تتجاوز حينها المليون جنيه في ذلك الوقت. وبالمقارنة مع آخر ميزانية للدولة السعودية في العام الحالي 2022، تحولت ميزانية السعودية إلى تحقيق فائض مالي بقيمة 135.4 مليار ريال (36.1 مليار دولار) في النصف الأول من 2022، وسط ارتفاع في مداخيل النفط الخام. وبحسب وزارة المالية قفزت إيرادات المملكة في النصف الأول من 2022 بنسبة 43% على أساس سنوي إلى 648.3 مليار ريال (172.88 مليار دولار). وذكرت الوزارة أن إجمالي المصروفات خلال الفترة زادت 10% على أساس سنوي، إلى 512.9 مليار ريال (136.77 مليار دولار). وبلغت إجمالي نفقات موازنة عام 2022، 955 مليار ريال (254.7 مليار دولار).

وسجلت مداخيل النفط الخام للمملكة خلال النصف الأول من العام الحالي ما قيمته 433.7 مليار ريال (115.65 مليار دولار).

هذه المقارنة، وإن دلت على شيء، فإنها تبرهن أن الدولة السعودية استطاعت أن تخطط وتستغل مقدراتها وإمكانياتها أعظم وأمثل استغلال، وتوجه مواردها كدولة عصرية في الاتجاه الصحيح، وأن ترسو كذلك بسفينة الوطن وسط العواصف العاتية إلى بر الأمان.