«كلنا عيال قريّة » يخيّب آمال المشاهدين.. و«بيني وبينك » ينتصر بتنوع الأفكار

قراءة : محمد مداري العميري

لم يعد أمام عبدالله السدحان وناصر القصبي ما يقدمانه للمشاهد العربي بعد 15 عاما قدما فيها كل ما بوسعهما أن يقدمانه من ظهور فني ملفت حتى أضحيا حديث الشارع العربي أجمع. أما اليوم فقد حاول السدحان والقصبي أن يواكبا ما قدمه الثلاثي الشهير حسن عسيري وفايز المالكي بجانب الشمراني خلال النسخة الأولى من المسلسل "بيني وبينك" الذي حقق نجاحات كبرى لا يتسع المجال لذكرها، فقد بدت حلقات "عيال قريّة" مشابهة لكل ما قدمه عبدالله وناصر طوال تاريخهما الفني فمشاكل البنوك والسهر والتجمعات الشبابية والسفر الأسبوعي لم تكن المطلب الجماهيري الذي ينتظره الجمهور الواعي من كلا الزميلين حيث يتناول المسلسل مشكلة الشاب سليّم ذلك الموظف المغلوب على أمره وهو يلهو خلف تجمعاته الشبابية ويتناسى مهامه العملية التي تحتم عليه المثابرة والإجتهاد من أجل عملاء يهمهم تواجده المبكر وإنجاز أعمالهم.
ويواصل المسلسل خلال حلقاته عرض مقتطفات متفرقة لبعض المشاكل التي أكل الدهر عليها وشرب من سهر الشباب وإنقطاع التيار الكهربائي الذي كان من الأجدر بكاتب تلك القصة أن يتناولها بشكل مغاير عما ظهرت عليه. "عيال قريّة" عمل سعى كاتبه أن يجد له فرصة للظهور والتواجد كما نجح الآخرون لكن يبدو أن القطار قد توقف بعبدالله وناصر عند تاريخ ممتلئ بالفكاهة والطرفة التي استمرت طيلة 15عاما ولم يكن ظهور السدحان والقصبي سوى محاولات حثيثة للحاق بركب الثلاثي الذي قفز قفزة شاسعة العام الماضي إلا أن المشاهد لا يزال يتابع تلك الشخصيتين لعله يقتنص ما يشفع له بمواصلة المتابعة والبحث عن الجديد الذي ربما لن يأتي.
من جهة أخرى، بدا مسلسل "بيني وبينك" لافتا لتنوع الزوايا الفنية فيه التي لعبت دورا مهما لجذب المشاهد فقد ظهر الثلاثي بشخصيات مرحة وفكاهية في صور شتى بجانب مجموعة كبيرة من العناصر الشابة الجديدة التي تضفي على المسلسل الكثير من المتعة الجماهيرية المنتظرة ولم تكن شخصية مناحي سوى شخصية مشابهة لشخصية ظهر بها كذلك شخصية مفرح التي ظهرت بمسمى مدحت مع بقاء الواصل واصلا تباعا لشخصيته العام الماضي, ومع أن المشاهد لم يجد عملا خارقا للعادة للمسلسل كما كان في نسخته الأولى إلا أن التنوع الكبير في الظهور الفني قد يساهم في زيادة المتابعة الجماهيرية.