«الملاحق الثقافية».. لم يعد في الكوب غير الثلج!
الجمعة / 04 / ربيع الأول / 1444 هـ الجمعة 30 سبتمبر 2022 02:59
وليد الكاملي wamly2016@
لم أتذكر شبيهاً لملتقى (صوب الملاحق الثقافية) الذي ُُنظم مؤخراً إلا صوت (الشفطة) الأخيرة التي نشفطها من خلال مصاصة العصير حين لا يتبقى في الكوب سوى الثلج (أغمض عينيك وسيبلغك الصوت).
طبعاً هذه ليست «ذبة» مسروقة من «ذبات» مشاهير التيك توك، أبداً والله، وحتماً هي ليست سخرية من أحد لأن التوافق بين العنوان - عنوان الملتقى - وبين القامات الصحافية والثقافية التي شاركت فيه كان غاية في الانسجام، لأن كل اسم من الأسماء الحاضرة له باع طويل وسيرة مختلفة في الصحافة الثقافية، ولا أظن أن أحداً سيناقش عنواناً كهذا خيراً منهم، فضلاً عن أنه لا يوجد مهتم بالشأن الثقافي صحافياً إلا ويدين لهم بالكثير. فشكراً شكراً لهم على ما قدموه إجمالاً وشكراً أكثر على أنهم قبلوا دعوة القائمين على الملتقى وأعادوا للوهج الثقافي «العتيق» رونقه وبريقه الذي خفت مؤخراً ليس على صعيد المشهد الصحافي وحسب بل ربما على كافة الأصعدة التي أضحت الثقافة بحراكها وأدبها ونثرها وحتى إعلامها الحلقة الأضعف من بينها.
عموما، وبالعودة مرة أخرى (للشفطة) الأخيرة - أتمنى أنك أغمضت عينك وأنصت لها - أقول إن الحدث برمته لم يستفز أحداً باعتقادي إن لم يكن زاد من حدة قناعات الناس أن الصحافة الورقية مجرد مومياء محنطة ماتت منذ أمد ولم يعد يعبأ بموتها أحد غير المهتمين بها من منطلق الوقوف على أطلالها والعيش برومانسية العاشق الذي قد يقول عنها: كانت لنا فيها أيام وأيام. وطبعاً قناعات الناس تعلم يقيناً أن «الملاحق الثقافية» جزء لا يتجزأ من الصحافة الورقية وبالتالي ينسحب عليها كل ما قيل ويقال عن الصحافة إجمالا.
قد يطرح أحدهم سؤالاً ويقول: وماذا كنت تريد منهم أن يفعلوا؟ وهذا السؤال طبعاً أصبح ثيمة ثقافية لكل حواراتنا ونقاشاتنا وهو بالمناسبة وليد ثقافة «التحجير» كما يسميها العامة. وبدوري وحتى لا أُشعر هذا السائل أنه نجح في «التحجير» لي سأقول وبكل دم بارد: كان عليهم ألا يفعلوا شيئاً، ليس لأن الأمر أضحى فعلاً من الماضي وأنه لم يعد في الكوب شيء سوى الثلج كما أسلفت، وليس لأن الظروف التي قامت عليها الصحافة الثقافية سابقاً لا تشبه الظروف الراهنة، ولكن لأن الفعل كان - مجانياً - وليس له أي هدف يذكر، وليت أن الأمر بمجمله تحول إلى تكريم مادي ومعنوي لأسماء قضت كثيراً من أعمارها وأوقاتها في خدمة الصحافة الثقافية دون إحراج أحد وجعله محل دفاع عن مومياء محنطة ماتت من سنين.
بالمناسبة؛ عدم الفعل، فعل يستحق الشكر والتقدير أحياناً.
طبعاً هذه ليست «ذبة» مسروقة من «ذبات» مشاهير التيك توك، أبداً والله، وحتماً هي ليست سخرية من أحد لأن التوافق بين العنوان - عنوان الملتقى - وبين القامات الصحافية والثقافية التي شاركت فيه كان غاية في الانسجام، لأن كل اسم من الأسماء الحاضرة له باع طويل وسيرة مختلفة في الصحافة الثقافية، ولا أظن أن أحداً سيناقش عنواناً كهذا خيراً منهم، فضلاً عن أنه لا يوجد مهتم بالشأن الثقافي صحافياً إلا ويدين لهم بالكثير. فشكراً شكراً لهم على ما قدموه إجمالاً وشكراً أكثر على أنهم قبلوا دعوة القائمين على الملتقى وأعادوا للوهج الثقافي «العتيق» رونقه وبريقه الذي خفت مؤخراً ليس على صعيد المشهد الصحافي وحسب بل ربما على كافة الأصعدة التي أضحت الثقافة بحراكها وأدبها ونثرها وحتى إعلامها الحلقة الأضعف من بينها.
عموما، وبالعودة مرة أخرى (للشفطة) الأخيرة - أتمنى أنك أغمضت عينك وأنصت لها - أقول إن الحدث برمته لم يستفز أحداً باعتقادي إن لم يكن زاد من حدة قناعات الناس أن الصحافة الورقية مجرد مومياء محنطة ماتت منذ أمد ولم يعد يعبأ بموتها أحد غير المهتمين بها من منطلق الوقوف على أطلالها والعيش برومانسية العاشق الذي قد يقول عنها: كانت لنا فيها أيام وأيام. وطبعاً قناعات الناس تعلم يقيناً أن «الملاحق الثقافية» جزء لا يتجزأ من الصحافة الورقية وبالتالي ينسحب عليها كل ما قيل ويقال عن الصحافة إجمالا.
قد يطرح أحدهم سؤالاً ويقول: وماذا كنت تريد منهم أن يفعلوا؟ وهذا السؤال طبعاً أصبح ثيمة ثقافية لكل حواراتنا ونقاشاتنا وهو بالمناسبة وليد ثقافة «التحجير» كما يسميها العامة. وبدوري وحتى لا أُشعر هذا السائل أنه نجح في «التحجير» لي سأقول وبكل دم بارد: كان عليهم ألا يفعلوا شيئاً، ليس لأن الأمر أضحى فعلاً من الماضي وأنه لم يعد في الكوب شيء سوى الثلج كما أسلفت، وليس لأن الظروف التي قامت عليها الصحافة الثقافية سابقاً لا تشبه الظروف الراهنة، ولكن لأن الفعل كان - مجانياً - وليس له أي هدف يذكر، وليت أن الأمر بمجمله تحول إلى تكريم مادي ومعنوي لأسماء قضت كثيراً من أعمارها وأوقاتها في خدمة الصحافة الثقافية دون إحراج أحد وجعله محل دفاع عن مومياء محنطة ماتت من سنين.
بالمناسبة؛ عدم الفعل، فعل يستحق الشكر والتقدير أحياناً.