ثقافة وفن

معرض الكتاب.. حديقة معرفية تزيّن جيد عاصمة الإنسانية

كتب للرئيس الصيني ودعوة للمحافظة على الأخلاق

علي الرباعي (الرياض)

استأنف معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، فعالياته الثقافية والفنية في يومه الثالث، في ظل توافد الزوار بأعداد كبيرة، للتطواف في الحديقة المعرفية التي حطت رحالها بأرض الرياض لتزيّن جيد عاصمة الإنسانية، بعقود الجمان الفكرية والأدبية والأخلاقية.

دعوة للحفاظ على براءة الأطفال من الاختراقات

حذر مشاركون في ندوات معرض الكتاب، من اختراق براءة الأطفال بالهجمات غير الأخلاقية، التي تستهدف المجتمع بقيم مخالفة للقيم العربية الأصيلة والمُثل الإسلامية النبيلة خصوصاً أن لكل طفل تلفزيونه الخاص الحاضر بين يديه، على مدار الساعة، وتحدثت أستاذة التربية المبكرة الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد، والمعالجة النفسية الدكتورة هبة حريري عن مسؤولية الأم والأب والأسرة عن صيانة المبادئ والقيم واستشعار واجب الأمانة لإخراج جيل من الأسوياء.

1000 عنوان صيني وكتب لتجربة الرئيس في الحكم

يحضر «بيت الحكمة للثقافة» المتخصص في تاريخ الصين وآدابها في معرض الرياض بأكثر من 1000 إصدار متنوع في الجناحين B147 وD89.

وأوضح رئيس مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية في الصين والدول العربية أحمد السعيد أن «بيت الحكمة يشارك للمرة الثانية على التوالي في معرض الرياض، إلا أن مشاركة هذا العام تعادل أضعاف المشاركة في العام الماضي، إذ خصص جناح لكتب الرئيس الصيني في الحكم والإدارة، والمؤلفات المتعلقة بنظام الحكم في البلاد، وهي إصدارات يحتاجها طلاب العلوم السياسية والمهتمون بتاريخ الصين المعاصر واقتصادها المتصاعد، وجناح يضم أكثر من 1000 كتاب مترجم من اللغة الصينية إلى العربية، في شتى المعارف والاهتمامات والتخصصات، بدءاً من الكتب المختصة بالأطفال والناشئة واليافعين، ونهاية بالكتب الأدبية والعلمية».

يُذكر أن «بيت الحكمة للثقافة» مؤسسة عربية صينية، أنشئت منذ 11 عاماً من أجل تعزيز التواصل المعرفي والثقافي بين الصين والبلدان العربية، ولها مقرّان رئيسان أحدهما في مصر والآخر في الصين، وفروع في الإمارات العربية المتحدة ولبنان والمغرب، وتصدِر كل عام نحو 100 كتاب في شتى المجالات ذات العلاقة.

جناح الطفل.. تثقيف بالترفيه

يشكل جناح الطفل في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، بانوراما بالأركان التفاعلية التي تسهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية وإشباع الحواس لدى الأطفال، منها: ركن الحضانة الذي يهتم بالأطفال من سن 2 إلى 4 سنوات تحت إشراف مختصين، وركن النادي القرائي الذي يضم مجموعات قصصية عن الحيوانات والطبيعة والأنشطة الاجتماعية المختلفة، وكلها تصب في إثراء الخيال لدى الطفل، بجانب توفير جلسات حوارية لتبادل الحديث معهم، وركن الطهي، التعريفي للصغار بأسلوب شيق، وركن الرسم والتلوين والذي يمنح الأطفال مهارات عالية في كيفية استخدام الأقلام والألوان، ويطلق العنان للتصور والخيال.

كما يضم جناح الطفل، ركن الأنشطة الأدبية والفنية وفيه مسرح للعرائس، وبعض الألعاب التعليمية والمعرفية، ويأتي ركن ورشة صناعة الروبوتات الذي يهتم بالأطفال وتعليمهم بشكل مبسط أساسيات البرمجة.

ناشرون ومؤلفون يتبادلون الاتهامات

تبادل عدد من المؤلفين والناشرين الاتهامات حول توزيع الكتب في نقاط البيع، و ضعف الجانب التسويقي، إذ يضطر كثير من الكتاب إلى تولي مهام التسويق بشكل شخصي لتحقيق انتشار أكبر لكتبهم بالرغم من رفض دور النشر في عمومها هذه التهمة إلا أن ثمة مؤلفين يشيرون إلى أن غياب الناشر السعودي عن معارض الكتاب العربية، شاهد على ضعف التسويق.

ويرى المسؤول عن دار «رشم» صالح الحماد، أن التسويق ليس من مهمات دار النشر، فهو عملية تجارية بحتة يمكن أن تؤديها ذراع أخرى، ولا ينبغي أن يقوّم أداء الناشر بناء عليها.

وعزا «التقوقع» في المعارض المحلية إلى كلفة الشحن والسفر العالية «كون الكتاب الذي يباع محلياً بـ45 ريالاً لا يمكن شراؤه في معرض القاهرة مثلاً بهذا السعر؛ لأن السوق هناك مختلفة، ولذا نضطر إلى طباعة نسخة خاصة بمصر أقل جودة من ناحية الغلاف، لخفض الكلفة أحياناً إلى 20 جنيهاً (3.85 ريال)»، مؤكداً أن هذه العملية مكلفة وتحتاج سيولة.

ويرى مدير عام دار «تشكيل» معجب الشمري غياب المحتوى السعودي أو قلّته في الخارج، ويلفت إلى أنه يتصاعد حالياً وينتشر بمعدل جيّد. وعدّ الكتاب السعودي الأبرز في المكتبات الخليجية، وله حضور جيد في الدول العربية عموماً، وهذا يشكك في المزاعم التي تدّعي أن دور النشر المحلية مقصّرة في بذل الجهود المطلوبة لتسويق الكتاب السعودي، ولفت إلى أن الغياب الحقيقي للناشر السعودي ملحوظ في الدول غير الناطقة بالعربية، مشيراً إلى أن الرهان هو أن نحضر في معارض عالمية لتعزيز المستهدف لكن بعد توسيع عملية الترجمة.

المفردة المحكية تستأثر بحديث البهو

فتح الناقد الإماراتي الدكتور سلطان العميمي نافذةً في حديث البهو أطل منها على اللهجات واللغة المحكية في الجزيرة العربية، وتقاطعها في ما بينها، وأسهم في النقاش الناقد محمد العباس، والشاعر العراقي عارف الساعدي، والشاعر المغربي أحمد الخريشي، والأكاديمي الدكتور أحمد آل مريع، والروائي عبده خال، والباحث رشيد الخيون.