ما معنى وطن ؟
السبت / 05 / ربيع الأول / 1444 هـ السبت 01 أكتوبر 2022 23:53
محمد مفتي
احتفلت المملكة العربية السعودية خلال الأيام الماضية باليوم الوطني، وهي الاحتفالات التي عمّت مدن المملكة من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، وقد تعددت مظاهر الاحتفالات الرسمية والشعبية وعكست حب السعوديين قيادة وشعباً لوطنهم الذي توحد بفضل الله على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، وغدا الآن من أهم القوى الإقليمية بل والدولية أيضاً، ومن المؤكد أن تلك الاحتفالات الشعبية العفوية تعكس فرحة غامرة بسلامة الوطن في ظل ظروف إقليمية ودولية حالكة، وبصفة شخصية لا أرغب في الكتابة عن اليوم الوطني ومآثره وأهميته في ذكرى اليوم الوطني فقط، وذلك لأننا نحتفل جوهرياً بتأسيس وطننا العزيز؛ الذي نستظل جميعاً بسمائه ونحتمي بترابه كل يوم.
لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: ماذا يعني الوطن؟ وكيف نعبر عن انتمائنا وولائنا له؟ فكلمة وطن تتردد على كل لسان ولكن معناها الحقيقي وأهميته يتجاوز الحروف، فمفهوم الوطن يختلف بحسب رؤية كل شخص، وهو اصطلاح يرتبط بسلوك كل فرد ويعكس انتماءاته، فالوطن بالنسبة للشخصية الانتهازية يعني المكان الذي يمكن من خلاله تحقيق أقصى منافع شخصية له، فهو يقيس مدى ولائه له بمدى استفادته الذاتية من موارده ومقدراته، والإرهابي لا يؤمن بكلمة وطن، فجميع الإرهابيين لا وطن لهم، لذلك يتنقلون من مكان لآخر لتحقيق أجندة تدميرية ناقمة، بينما قد يظن البعض أن الوطن هو ذلك المكان الذي يوفر له مسكناً ملائماً وعملاً مجزياً.
تتفاوت بطبيعة الحال رؤى كل شخص تجاه مفهوم الوطن تبعاً لثقافته وتعليمه وشخصيته وتربيته، غير أنه في حقيقة الأمر لا يمكن التعامل مع الوطن باعتباره منفذاً يحقق من خلاله المرء طموحاته الشخصية وأهدافه الخاصة، فمن الممكن أن يعمل شخص بأي دولة ويحقق من خلال ذلك عائداً مجزياً، غير أنه في نهاية المطاف يظل وحيداً وغريباً فيها، وقد يمتلك شخص آخر عقاراً وقصوراً في دولة ما، ولكنه لا يأمن فيها على نفسه ولا على ماله ولا على أسرته، فالدول التي تبيع تلك العقارات لا يهمها إلا المنافع الاقتصادية التي تتحقق على أرضها، كذلك فإن الوطن مفهوم يستعصى فهمه على السارق أو القاتل، فلكل منهم رؤية انتهازية سقيمة للمقصود بمفهوم الوطن.
الوطن في أحد تعريفاته الشاملة هو ذلك المكان الذي تشعر بالانتماء فيه والولاء له، الحيز المريح الذي تحرص على توريثه لأبنائك وأحفادك، المكان الذي تشعر فيه بالأمان وتحس فيه بالراحة، هو مفهوم يتجاوز المعاني الضيقة، فهو مفهوم بعيد وجوهري وغير مباشر يحس فيه المرء بأنه آمن على نفسه وعلى أهله وعلى ممتلكاته، يحس بكونه جزءاً منه، الوطن هو من تحرص قيادته على توفير الأمن والسلامة والتعليم والخدمات الصحية لشعبه ولا تفرط فيها قيد أنملة، الوطن هو إحساس دافئ وقوي يدفع المرء لأن يضحي بكل ما هو ثمين ونفيس وغالٍ في سبيل أن يحيا ويزدهر ويتقدم وينمو.
لكل هذا يحتفل الوطنيون الشرفاء بأوطانهم كل يوم بل وكل لحظة، وليس في يوم بعينه أو خلال شهر محدد، لأن الاحتفال هنا لا يأخذ صوراً احتفالية شائعة تتمثل في الخروج للتنزه في الحدائق أو سماع الأناشيد الوطنية ومشاهدة الأعمال الفنية، الاحتفال الحقيقي يكمن في الفعل وليس القول، وهو فعل مستمر وليس حدثاً يستغرق يوماً أو يومين، وصور التعبير عنه كثيرة ومتعددة ومختلفة باختلاف كل شخص وقدرته على الإسهام في رفعة وطنه وترسيخ استقراره، كما أنه فعل فردي يستطيع كل مواطن القيام به ليعبر عن حبه واعتزازه وافتخاره بوطنه.
الإسهام في رفعة الوطن وتقدمه يتخذ مدى واسعاً يصعب حصره أو تقييده، فقد يبدأ من إتقان كل مواطن لعمله على أكمل وجه، وانتماؤنا لوطننا هو الذي يدفع كل منا لمحاربة الأعمال الإرهابية الخسيسة وملاحقة أعداء الوطن من الداخل والخارج معاً، والمشاركة في كافة الجهود التثقيفية والتوعوية والإعلامية والتربوية التي تنمي إدراك المواطنين وتعزز من وعيهم لما يحاك لوطنهم من أعدائه المتربصين به، فالوطن الناجح يثير غريزة الحقد ويشعل الضغينة في نفوس أعداء النجاح، ولهذا ينضوي جزء كبير من الاحتفال بالوطن آمناً ومزدهراً تحت بند «حماية الوطن» بكل ما تحمله هذه الجملة من معانٍ، سواء كان المقصود بتلك الحماية هو حمايته من أعدائه من الخارج الذين ينتظرون بفارغ الصبر الانقضاض عليه من خلال زرع بذور الفتنة بين صفوفه المتلاحمة، أو من الداخل من بعض الشباب المغرر بهم الذين تحركهم أطراف خارجية يملؤها الحقد والضغينة ضد كافة الإنجازات والنجاحات التي تحققت ولا تزال تتحقق حتى يومنا هذا.
يمكن لكل مواطن غيور على دينه وبلده وأهله الاحتفاء يومياً باليوم الوطني، سواء تم ذلك من خلال إبلاغه الجهات الأمنية المختصة بأي شكوك تراوده بشأن أي مشتبه به، أو من خلال حرصه على عدم ترويج الشائعات والأكاذيب وتداول الأخبار المسممة، أو من خلال قمع المتربصين والعابثين بأمن الأوطان، أو من خلال إفشاله للمخططات الرامية لبذر الفتنة البغيضة في ربوع الوطن، اليوم الوطني هو احتفالية محفورة داخل ذاكرة كل مواطن غيور حريص على بلده، وحمايته تقع على عاتق كل مواطن سعودي وليس على عاتق رجال الأمن فحسب، فوطننا الغالي هو خير ميراث نورثه للأجيال القادمة الباحثة عن واحة أمان تحتويها وتحقق لها الشعور بالأمن والطمأنينة والسلام.
لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو: ماذا يعني الوطن؟ وكيف نعبر عن انتمائنا وولائنا له؟ فكلمة وطن تتردد على كل لسان ولكن معناها الحقيقي وأهميته يتجاوز الحروف، فمفهوم الوطن يختلف بحسب رؤية كل شخص، وهو اصطلاح يرتبط بسلوك كل فرد ويعكس انتماءاته، فالوطن بالنسبة للشخصية الانتهازية يعني المكان الذي يمكن من خلاله تحقيق أقصى منافع شخصية له، فهو يقيس مدى ولائه له بمدى استفادته الذاتية من موارده ومقدراته، والإرهابي لا يؤمن بكلمة وطن، فجميع الإرهابيين لا وطن لهم، لذلك يتنقلون من مكان لآخر لتحقيق أجندة تدميرية ناقمة، بينما قد يظن البعض أن الوطن هو ذلك المكان الذي يوفر له مسكناً ملائماً وعملاً مجزياً.
تتفاوت بطبيعة الحال رؤى كل شخص تجاه مفهوم الوطن تبعاً لثقافته وتعليمه وشخصيته وتربيته، غير أنه في حقيقة الأمر لا يمكن التعامل مع الوطن باعتباره منفذاً يحقق من خلاله المرء طموحاته الشخصية وأهدافه الخاصة، فمن الممكن أن يعمل شخص بأي دولة ويحقق من خلال ذلك عائداً مجزياً، غير أنه في نهاية المطاف يظل وحيداً وغريباً فيها، وقد يمتلك شخص آخر عقاراً وقصوراً في دولة ما، ولكنه لا يأمن فيها على نفسه ولا على ماله ولا على أسرته، فالدول التي تبيع تلك العقارات لا يهمها إلا المنافع الاقتصادية التي تتحقق على أرضها، كذلك فإن الوطن مفهوم يستعصى فهمه على السارق أو القاتل، فلكل منهم رؤية انتهازية سقيمة للمقصود بمفهوم الوطن.
الوطن في أحد تعريفاته الشاملة هو ذلك المكان الذي تشعر بالانتماء فيه والولاء له، الحيز المريح الذي تحرص على توريثه لأبنائك وأحفادك، المكان الذي تشعر فيه بالأمان وتحس فيه بالراحة، هو مفهوم يتجاوز المعاني الضيقة، فهو مفهوم بعيد وجوهري وغير مباشر يحس فيه المرء بأنه آمن على نفسه وعلى أهله وعلى ممتلكاته، يحس بكونه جزءاً منه، الوطن هو من تحرص قيادته على توفير الأمن والسلامة والتعليم والخدمات الصحية لشعبه ولا تفرط فيها قيد أنملة، الوطن هو إحساس دافئ وقوي يدفع المرء لأن يضحي بكل ما هو ثمين ونفيس وغالٍ في سبيل أن يحيا ويزدهر ويتقدم وينمو.
لكل هذا يحتفل الوطنيون الشرفاء بأوطانهم كل يوم بل وكل لحظة، وليس في يوم بعينه أو خلال شهر محدد، لأن الاحتفال هنا لا يأخذ صوراً احتفالية شائعة تتمثل في الخروج للتنزه في الحدائق أو سماع الأناشيد الوطنية ومشاهدة الأعمال الفنية، الاحتفال الحقيقي يكمن في الفعل وليس القول، وهو فعل مستمر وليس حدثاً يستغرق يوماً أو يومين، وصور التعبير عنه كثيرة ومتعددة ومختلفة باختلاف كل شخص وقدرته على الإسهام في رفعة وطنه وترسيخ استقراره، كما أنه فعل فردي يستطيع كل مواطن القيام به ليعبر عن حبه واعتزازه وافتخاره بوطنه.
الإسهام في رفعة الوطن وتقدمه يتخذ مدى واسعاً يصعب حصره أو تقييده، فقد يبدأ من إتقان كل مواطن لعمله على أكمل وجه، وانتماؤنا لوطننا هو الذي يدفع كل منا لمحاربة الأعمال الإرهابية الخسيسة وملاحقة أعداء الوطن من الداخل والخارج معاً، والمشاركة في كافة الجهود التثقيفية والتوعوية والإعلامية والتربوية التي تنمي إدراك المواطنين وتعزز من وعيهم لما يحاك لوطنهم من أعدائه المتربصين به، فالوطن الناجح يثير غريزة الحقد ويشعل الضغينة في نفوس أعداء النجاح، ولهذا ينضوي جزء كبير من الاحتفال بالوطن آمناً ومزدهراً تحت بند «حماية الوطن» بكل ما تحمله هذه الجملة من معانٍ، سواء كان المقصود بتلك الحماية هو حمايته من أعدائه من الخارج الذين ينتظرون بفارغ الصبر الانقضاض عليه من خلال زرع بذور الفتنة بين صفوفه المتلاحمة، أو من الداخل من بعض الشباب المغرر بهم الذين تحركهم أطراف خارجية يملؤها الحقد والضغينة ضد كافة الإنجازات والنجاحات التي تحققت ولا تزال تتحقق حتى يومنا هذا.
يمكن لكل مواطن غيور على دينه وبلده وأهله الاحتفاء يومياً باليوم الوطني، سواء تم ذلك من خلال إبلاغه الجهات الأمنية المختصة بأي شكوك تراوده بشأن أي مشتبه به، أو من خلال حرصه على عدم ترويج الشائعات والأكاذيب وتداول الأخبار المسممة، أو من خلال قمع المتربصين والعابثين بأمن الأوطان، أو من خلال إفشاله للمخططات الرامية لبذر الفتنة البغيضة في ربوع الوطن، اليوم الوطني هو احتفالية محفورة داخل ذاكرة كل مواطن غيور حريص على بلده، وحمايته تقع على عاتق كل مواطن سعودي وليس على عاتق رجال الأمن فحسب، فوطننا الغالي هو خير ميراث نورثه للأجيال القادمة الباحثة عن واحة أمان تحتويها وتحقق لها الشعور بالأمن والطمأنينة والسلام.