أخبار

الضرب في إيران.. والصراخ في الضاحية

نصر الله ناعقاً..

«عكاظ» (جدة) okaz_online@

كان متوقعاً أن يظهر حسن نصرالله هذه الأيام، ذلك أن رأس الشر في إيران يترنح ويعاني من اضطرابات داخلية تهز أركان الحكم في نظام ولاية الفقيه. باتت بوصلة نصرالله واضحة ولا تحتاج للمزيد من التفكير، فكلما حشرت إيران في الزاوية ظهر دجال الضاحية الجنوبية من دون مبررات ومن دون فائدة، فالضرب في إيران والصراخ في لبنان، وتحديداً في الضاحية.

يصر هذا الرجل التابع بكل تفاصيله على ربط لبنان بإيران، ويحاول الزج بلبنان في كل صغيرة أو كبيرة تمس جمهورية الولي الفقيه. وبالأمس ظهر «السيد كبتاغون» في خطاب طويل، نصفه لما يحدث في إيران من ثورة ضد نظام حكم الملالي، وكأن ما يجري ليس في إيران وإنما في قلب لبنان.

نصف ما تحدث به زعيم الإرهاب كان عن تماسك الشعب الإيراني، بينما هو يختبئ تحت الأرض، يتفاعل مع أحداث إيران ولا يتفاعل مع اللبنانيين وماذا يعانون نتيجة اختطاف هذا البلد على يد طغمة حزب الله، معزول في سراديب تحت الأرض، ولا يعرف ماذا يدور في الفضاء الإيراني، وربما يذهب إلى إرسال مرتزقته أيضاً إلى إيران لقمع الثورة، كما فعل في سورية واليمن والعراق وأماكن أخرى.

حقيقة هذا الرجل باتت مقيتة، ولا يمكن التعايش معها في لبنان فهو رجل خارج التاريخ وخارج الواقع، مرتهن لسياسات لا تتفق إطلاقاً مع بلده، وهو لم يعد يمثل لبنان، وحتى لم يعد يمثل الضاحية، لأنه يمثل طغمة صغيرة مأجورة تبيع مصلحة الدولة اللبنانية لطهران دون تردد أو ضمير.

يحاول نصرالله هذه الأيام استغلال مسألة ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، من أجل إعادة تدوير نفسه على أنه رجل المواجهة مع إسرائيل، لكن مثل هذه المسرحيات لم تعد مقنعة للبنانيين الذين عرفوه عن قرب، وحسموا أمرهم حيال التعامل مع «صغير» إيران.

لو كان فعلاً نصرالله حريصاً على لبنان ودوره العربي والإقليمي لما أخذه إلى الحضن الإيراني خارج الحدود وارتهن اللبنانيون في حياتهم وعيشهم لنفوذ الملالي في المنطقة، ولو كان حريصاً على لبنان لما جعله مرتعاً للمليشيات الإيرانية التي أصبحت السيد الأول فيه برعاية المأجور، ولو كان «السيد كبتاغون» لديه أدنى درجات الوطنية والحرص لما فضل الأطماع الإيرانية على مصلحة لبنان.

انتهت أكاذيب نصرالله وسقط القناع البشع في كل الدول العربية، وأصبحت صورته مرتبطة بالدم والقتل والتبعية وبيع الأوطان، مهما حاول الصراخ والمزايدات الوطنية على اللبنانيين، إلا أن زمن هذه المسرحية انتهى ولن تفيد كل الأقنعة في إخفاء الصورة الحقيقية لهذا الشخص المأزوم.. الذي يقود لبنان إلى الهاوية بالتواطؤ مع إيران وأذرعها في المنطقة.