أخبار

«موجة ثامنة» تخنق فرنسا

45 ألف إصابة يومياً.. و15 ألف فرنسي في المستشفيات

مركز عزل المسافرين في ملبورن تقرر إغلاقه، على رغم أنه كلف 580 مليون دولار. (وكالات)

«عكاظ» (بروكسل، لندن) OKAZ_online@

أقبل الشتاء وأقبلت معه المخاوف من مخاطر هجمة جديدة قد يشنها فايروس كورونا الجديد، المسبب لمرض كوفيد-19. وكانت فرنسا أمس، أول الجهات الأوروبية المبادرة بالإعراب عن تلك المخاوف بشكل علني. فقد قالت عضو المجلس الحكومي الإستراتيجي المختص بالتطعيم بلقاحات كوفيد-19 بريجيت أوتران إن جميع المؤشرات تؤكد أن فرنسا تواجه موجة ثامنة من كوفيد-19. وأضافت أنها موجة تكتسب كل يوم قوة وشراسة مع اقتراب موسم الشتاء. وأشارت الإحصاءات الرسمية الفرنسية (الإثنين) إلى أن متوسط عدد الإصابات الجديدة في البلاد بلغ 45631 حالة، وهو المستوى الأعلى منذ الثاني من أغسطس الماضي. ووصل عدد الفرنسيين المنومين في المشافي بكوفيد-19 حتى أمس (الثلاثاء)، إلى 15166 شخصاً؛ فيما بلغ عدد المنومين في وحدات العناية المكثفة في المستشفيات 843 شخصاً، وهو أيضاً أعلى مستوى من نوعه منذ نهاية أغسطس الماضي. وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد وفيات كوفيد-19 في فرنسا يبلغ 151500 وفاة. وتحتل فرنسا حالياً المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عدد الإصابات بكوفيد-19، بعد الولايات المتحدة والهند. وطبقاً لإحصاءات موقع «وويرلدأوميتر» المتخصص في رصد تطورات الوباء العالمي، فإن العدد التراكمي لإصابات فرنسا بلغ حتى أمس (الثلاثاء)، 35.483.950 إصابة، نجمت عنها 155198 وفاة. وتأتي بعد فرنسا في المرتبة الرابعة البرازيل، التي بلغ العدد التراكمي لإصاباتها الثلاثاء، 34.726.506 إصابات منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. غير أن البرازيل تحتل المرتبة الثامنة عالمياً من حيث عدد الوفيات، الذي يبلغ 686421 وفاة.

وتواجه فرنسا في الوقت نفسه تزايداً مثيراً للقلق في إصابات إنفلونزا الطيور. وقالت وكالة سلامة الأغذية التابعة للاتحاد الأوروبي أمس، إن تفشي إنفلونزا الطيور يعد حالياً الأسوأ في القارة العجوز، إذ إن السلطات في دول الاتحاد الأوروبي اضطرت حتى الآن الى إعدام 47.7 مليون طائر. وأثار تفشي فايروس انفلونزا الطيور خلال الصيف مخاوف من أن يشهد الموسم القادم تفشياً أسوأ. ويثير ذلك قلق الحكومات ومنتجي الدواجن في القارة؛ إذ إنه يؤدي إلى اضمحلال كبير في أسراب هذه الطيور، واحتمالات أن تفرض دول قيوداً على استيراد منتجات الدواجن. والخوف الأكبر يتمثل في احتمال انتقال عدوى انفلونزا الطيور من الطيور إلى الإنسان. وأعلن المركز الأوروبي للحد من الأمراض ومكافحتها والمختبر المرجعي للاتحاد الأوروبي أن فايروس انفلونزا الطيور HPAI أدى إلى إبادة عدد كبير جداً من الطيور في مستعمراتها البحرية على الساحل الشمالي للمحيط الأطلسي. وعادة ما يتفشى فايروس انفلونزا الطيور خلال الخريف والشتاء. ويتفشى عن طريق الطيور المهاجرة، ومن خلال الاتصال المباشر بالأعلاف والمعدات. ويقول الخبراء إنه مع بدء هجرة الطيور الخريفية إلى أوروبا تتفاقم مخاطر الإصابة بانفلونزا الطيور. وتضرر حتى الآن 37 بلداً أوروبياً، ووصل هذا الخطر إلى كندا والولايات المتحدة.

وعلى صعيد آخر، أعلنت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أمس الأول، أنها قامت بإلغاء جميع إشعاراتها بشأن السفر الدولي، نتيجة لمحدودية المعلومات المتعلقة بالفحوص وعدد الإصابات في دول العالم بفايروس كوفيد-19. وذكرت- في رسالة إلكتورنية لوكالة بلومبيرغ- أنها ستصدر إشعارات بشأن الوضع الصحي في الدول الأخرى حال تأكد وضع صحي طارئ في أية دولة. وسيتضمن الإشعار توصيات المراكز الأمريكية بهذا الشأن.

أعلنت حكومة مقاطعة فكتوريا الأسترالية أن مركز العزل الصحي المسمى ميكيلهام، الذي كلف إنشاؤه 500 580 مليونت دولار، سيتم إغلاقه الأسبوع القادم. وعلى رغم ضخامة هذه المنشأة، فهي لم تشتف أكثر من 2168 شخصاً لتمضية فترة العزل الصحي. وكانت منظمة رابطة الشعوب البريطانية (الكومونويلث) تكفلت بتكلفة تشييد هذه المنشأة. وقال وزير الشرطة بحكومة فكتوريا أنتوني كارباينز أمس (الثلاثاء)، إنه مع إلغاء القيود على المسافرين القادمين من الخارج، وتضاؤل عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 يمكن القول إن مركز ميكيلهام للعزل الصحي قام بدوره على أكمل وجه.

موديرنا ترفض طلباً صينياً لكشف تكنولوجيا لقاحها

ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أمس الأول، أن شركة موديرنا الدوائية الأمريكية رفضت طلباً من الصين تسليمها تفاصيل التكنولوجيا التي تستخدمها في إنتاج لقاحها المضاد لكوفيد-19، وهي تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA. وأعربت موديرنا عن مخاوف بشأن احتمال انتهاك حقوق ملكيتها الفكرية لتلك التكنولوجيا في الصين. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن ذلك أدى إلى انهيار مفاوضات بين الصين وموديرنا بشأن بيع لقاح موديرنا في الصين. وأضافت المصادر أن موديرنا رفضت تسليم الصين الوصفة التكنولوجية للقاحها، لأن لديها مخاوف تجارية من القيام بخطوة من ذلك القبيل. وجرت تلك المفاوضات بين الجانبين خلال سنتي 2020 و2021. لكن موديرنا أكدت أنها لا تزال راغبة في بيع لقاحها في الصين. ومن المعروف أن تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي؛ التي استخدمتها موديرنا ومنافستها فايزر، توفّر مناعة عالية تدوم وقتاً أطول ضد فايروس كوفيد-19، مقارنة بتكنولوجيا استخدام جزء من فايروس نافق، وهي التكنولوجيا التي تعتمدها شركات اللقاح الصينية. ومع أن عدداً من شركات اللقاحات الصينية تبذل جهوداً جبارة لإنتاج لقاح بتكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي؛ إلا أنها لم تتمكن من التغلب على مشكلة تسارع ظهور سلالات متحورة من الفايروس. ونقلت «فايننشال تايمز» عن مصدر وثيق الصلة بفريق موديرنا في الصين القول إن الشركة تخلت تماماً عن أملها بإمكان الوصول إلى السوق الصينية، بسبب إصرار بكين على المطالبة بأن تقوم موديرنا بتسليمها وصفة التكنولوجيا الخاصة بلقاحها المضاد للوباء العالمي، في مقابل سماح بكين للشركة ببيع منتجها في الأسواق الصينية. وتتمسك الصين بأن لديها طريقتين فقط للسماح لمنتجي اللقاحات الأجانب بتوزيع منتجاتهم في الصين: إما بالنقل التام للتكنولوجيا إلى شركة دوائية صينية، أو قيام الشركة الأجنبية بإنشاء مصنع للقاحها في الصين، بالمشاركة مع شريك صيني.